تم تسجيل عديد حالات الاختطاف والاعتداءات خلال اليومين الماضيين طالت شخصيات سياسية معارضة للسلطات العسكرية الانتقالية بمالي، في الوقت الذي يشهد فيه البلد حركة احتجاجية غير مسبوقة تطالب خاصة بالعودة إلى النظام الدستوري بباماكو.
وتعود جذور الأزمة التي تمر بها مالي إلى القرار الذي اتخذته السلطات العسكرية الحاكمة يوم الأربعاء الماضي، القاضي بتعليق كل النشاطات السياسية في البلاد ومنح الجنرال أسيمي غويتا عهدة رئاسية مدتها خمس سنوات دون تنظيم انتخابات.
ولإخماد الحركة الاحتجاجية و إسكات كل صوت معارض، لجأ النظام الانقلابي في الأيام الأخيرة إلى اختطاف واعتداءات ضد شخصيات سياسية، حسبما نقلته عديد وسائل الاعلام.
و أشارت ذات الوسائل الاعلامية خاصة، إلى البشير سيام، شاب مناضل من حزب يليما، الذي اختطف يوم الخميس الماضي بكاتي، وهي مدينة قريبة من باماكو ومعقل العسكريين في السلطة، وكان قد نظم يوم الأربعاء الفارط، قبيل تعليق النشاطات السياسية في البلاد، اجتماعا مع نساء من كاتي حول احترام الحقوق والدستور حيث ندد خلاله بما أسماه «المرحلة الانتقالية اللامتناهية».
و في ذات اليوم، تعرض الحسان آبا، الأمين العام لحزب كودام ونائب رئيس تحالف المعارضة جيجيا كورا-الأمل الجديد، للاختطاف من منزله بباماكو.
ومعروف عن النائب السابق لغوندام (منطقة تومبوكتو) أنه صريح في آرائه، و يعد من الوجوه السياسية القليلة التي واصلت الدعوة بانتظام إلى العودة للنظام الدستوري في وسائل الاعلام المالية.
كما تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن واقعة اختطاف هاتين الشخصيتين السياسيتين، منددة «باختفاء معارضين» ينتميان-كما قالت- لتشكيلات سياسية تسعى منذ عدة أسابيع لإسماع صوتها أمام الطغمة العسكرية لـ أسيمي غويتا.
كما تم تسجيل محاولتين أخريين للاختطاف يوم الجمعة، حيث كان ينتظر تنظيم تجمع للأحزاب السياسية المدافعة عن الدستور المالي، إلا انهم قاموا بتأجيله إلى «موعد لاحق» على خلفية ما وصفته بـ»دعوات للعنف» و»تهديدات» صادرة عن الانقلابيين.
و يتعلق الأمر ببايسة كوني، رئيس حزب «VNDA» وعضو تحالف جيجيا كورا، وابراهيما تاميغا، عضو حزب «التقارب» وجمعية الشباب من أجل الديمقراطية، أحد الوجوه الصاعدة للحركة الاحتجاجية.
و في رد فعل على الاضطرابات التي تهز مالي، أعرب رئيس حزب الشباب والتناوب، حمادي سانغاري، عن أسفه قائلا: «منذ بضعة أيام، تقرع طبول الحرب وتتعالى التهديدات بالقتل في كل مكان على وسائل التواصل الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد».
وأج