الثلاثاء 5 أوت 2025 الموافق لـ 10 صفر 1447
Accueil Top Pub

يعد من أكبر القرى السياحية في إفريقيا: "روسيكا بارك" بسكيكدة.. منتجع سياحي عنوانه الرفاهية


تعتبر ولاية سكيكدة من أشهر المناطق الساحلية على المستوى الوطني، بفضل طابعها الجغرافي الذي يمزج بين الجمال الطبيعي وعراقة شواطئها الخلابة، نجاح سياحي مكّن هذه الولاية من التخلّص من طابعها الصناعي والنفطي والتزين برداء السياحة، لتتحول إلى مقصد لعشاق المياه الصافية والرمال الذهبية الناعمة.

روبورتاج: حاتم بن كحول

تعد سكيكدة قطبا صناعيا بامتياز، وذلك راجع إلى الميناء الكبير الذي تتمتع به، إضافة إلى كونها مركزا جهويا فلاحيا، مستغلة موقعها الاستراتيجي بين ولايتي قسنطينة وعنابة لتكون من الولايات الرائدة في عدة مجالات، كما أنها مدينة بمقومات سياحية هائلة تضم منشآت فندقية ومرافق ترفيه على شواطئ البحر، ومجموعة من الاستثمارات السياحية التي زادت من نسبة الإقبال عليها، مساهمة في تحسين الخدمات المقدمة للسيّاح القادمين من داخل وخارج الوطن.
وتعتبر قرية "روسيكا بارك"، من أكبر وأحدث الاستثمارات السياحيّة التي استفادت منها ولاية سكيكدة خلال السنوات الأخيرة، كما تمثل أفخم القرى السياحية في شمال إفريقيا، لما توفره من إقامة فاخرة ورفاهية متمثلة في مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات زوارها القادمين من مختلف ولايات الوطن ومن الخارج، كما صنعت هذه القرية التميّز بفضل مساحتها الشاسعة التي تبلغ 14 هكتارا. واختارت "النصر" هذه القرية السياحية الواقعة في بلدية فلفلة، لتكون عيّنة عن المشاريع السياحية التي تدعّمت بها سكيكدة في السنوات الأخيرة، وتزامن تواجدنا في هذا القطب مع احتفاله بالذكرى الثالثة لدخوله حيّز الخدمة، وقبل أن نصل إلى وجهتنا الواقعة أعلى هضبة، صادفنا ازدحاما مروريا خانقا جعلنا نستغرق فترة زمنية لا تقل عن ساعة لقطع مسافة قصيرة، تمتد من المدخل المؤدي إلى بلدية فلفلة إلى مدخل القرية، ما يؤكد الإقبال الكبير عليها إلى جانب بقية المرافق السياحية المحاذية لها.
تقع القرية السياحية أعلى هضبة قبالة شواطئ "جون دارك" الشهيرة، تظهر من بعيد بفضل موقعها المرتفع، ومع الاقتراب من مدخلها لاحظنا أن القائمين عليها تعمّدوا تزيين الأماكن المحاذية لها بمساحات خضراء كشفت أن ما تخبئه داخلها سيكون أجمل.
بمجرد الوصول إلى باب الدخول، لاحظنا أن الطاقم العامل يتمثل في 4 شبان يشرفون على تنظيم عملية ولوج السياح على متن مركباتهم، وخاصة الزوار اليوميين الذين يقصدون مختلف مرافقها الترفيهية وخاصة الحديقة المائية.
مدينة عصرية تقع داخل القرية السياحية
عند دخولنا إلى المكان وقفنا على مساحة شاسعة، تتوفر على شبكة طرقات معتبرة، وكأننا دخلنا إلى مدينة أخرى، بها مساحات خضراء وأرصفة تحيط بها بنايات عصرية، واصلنا السير حتى بلغنا وجهتنا أين استقبلنا مدير العمليات والتسويق فاتح بكتاش، الذي رافقنا في جولتنا داخل هذه القرية السياحية المميّزة.
ومنحنا الشاب المسيّر، في البداية لمحة تعريفية بهذا الهيكل السياحي الضخم، مؤكدا أنه يوفر 4 مستويات للإقامة، في شقق وفيلات ذات غرفة واحدة وصولا إلى 4 غرف، وذلك حسب عدد أفراد العائلة المقيمة.
قال إن عدد الأسرة يبلغ 1200 سرير، ويمكن للمقيم الاختيار بين نصف إقامة (فطور الصباح وغذاء، أو فطور الصباح وعشاء) أو إقامة كاملة (فطور الصباح مع الغذاء والعشاء).
و يبلغ سعر قضاء الليلة الواحدة لشخصين في شقق القرية 45 ألف دينار، أي 4.5 مليون سنتيم، وصولا إلى مبلغ 85 ألف دينار ما يعادل 8.5 مليون سنتيم. ويختلف السعر حسب الخدمات والإقامة التي يختارها الزبون، على ألا تقل مدة الحجز عن 3 أيام، وتشمل تلك الأسعار الإقامة ودخول المسابح والقرية المائية والإطعام والنقل إلى الشاطئ، وسهرات فنية، ونشاطات ترفيهية ورياضية وغيرها.
وتتمثل إقامات القرية السياحية، في 252 شقة موزعة على موقعين الأول يتكون من 87 شقة والثاني من 165 شقة. أنجزت هذه الشقق في شكل عمارات قصيرة وأخرى أكثر طولا، إضافة إلى 16 شقة فخمة فردية و10 فيلات فاخرة.
ويختلف السعر في كل إقامة ومن شقة إلى أخرى، وقد أكد محدثنا، أن القرية توفر 4 أنواع من الإقامة، بداية بشقة ذات غرفة واحدة تحتوي على سرير كبير ومطبخ صغير وصالون وكذا شقة ذات غرفتين تحتوي على نفس المرافق، إلى جانت شقق من 3 و4 غرف علما أن الفارق في السعر يتحدد بحسب عدد أفراد العائلة.
موضحا، أن المشرفين على عملية الحجز، هم من يتكفلون بتحديد عدد الغرف الممنوحة حسب عدد المقيمين في الشقة.
شقق فاخرة وفيلات فخمة بتجهيزات عصرية
بدأنا الجولة من مجمع سياحي به 87 شقة موزعة على عمارات، تتكون من طابق أرضي وآخرين علويين، تحيط بمسبح كبير مخصص للمقيمين في هذا المجمع وتتوفر على أكشاك ومحلات صغيرة تقدم مختلف الوجبات الخفيفة السريعة. حاول مرافقنا إيجاد شقة نموذجية ليطلعنا على مواصفاتها، إلا أن كل الشقق في هذا المجمع كانت محجوزة، فاضطررنا للذهاب إلى مجمع آخر يضم 10 فيلات فاخرة. أخبرنا مرافقنا أن هناك مجمعا آخر يتكون من 165 شقة، ويتوفر أيضا على مسبح خاص ونفس الخدمات، مع اختلاف بسيط في هندسة البناء، مذكرا أن كل تلك الشقق تتوفر على غرفة واحدة إلى 4 غرف وذلك حسب عدد أفراد العائلة. عند توجهنا إلى الموقع الثاني، شدت انتباهنا مساحة واسعة انطلقت بها الأشغال الأولية لإنجاز مرفق ما، ليؤكد مدير العمليات والتسويق، أن المشروع عبارة عن فندق بسعة 114 غرفة تقدم خدمات حسب رغبة المقيم مشيرا أنه سيكون جاهزا سنة 2026، لدعم بقية الإقامات الفاخرة.
بعد السير لأمتار قليلة، قابلتنا فيلات فاخرة أنجزت بنفس التصميم في شكل مستقيم وعلى مسافات متباعدة، يتطلب دخولها النزول عبر سلالم تؤدي مباشرة إلى مدخلها، دخلنا فيلا لمعرفة مواصفاتها ومكوناتها وتجهيزاتها، وقد كانت البناية فاخرة فعليا ببهو واسع جدا به خزانة لحفظ الأحذية ومرآة كبيرة الشكل، ثم يمتد رواق صغير يؤدي إلى الجهة المقابلة المخصصة لضيوف المقيمين.
تتكون الفيلات من 3 غرف وصالون فاخرة مجهّز بشكل عصري، به آرائك وجهاز تلفاز يقابله مطبخ مفتوح به كل المعدات والتجهيزات اللازمة مثل جهاز طبخ وحفظ الأواني وثلاجة، حوض لغسل الأواني، وآلة قهوة وأخرى للتسخين، وطاولة بها 6 كراسي.
كما يتوفر على مرحاضين وحمامين خاصين بالمقيمين وضيوفهم، خاصة وأن المقيم يمكنه استقبال ضيوف من خارج القرية، حسب مرافقنا، وغرفة نوم مجهزة أيضا وبها مرحاض وحمام خاص، إضافة إلى حديقتين مكسيكيتين تتوفران على نباتات أصلها من جنوب القارة الأمريكية، ومسبح خاص مجهز بمظلة كبيرة وكراس مريحة مختلفة الوضعيات. يطل هذا المسبح على البحر في منظر رائع يمنح الماكث به لفترة قصيرة راحة نفسية كبيرة، كما جُهّزت بهاتف داخلي يستعمل عند الحاجة، وجهاز أنترفون مزوّد بكاميرا لمعرفة هوية الطارق، ويمكن للفيلا الواحدة استيعاب 6 أشخاص بالغين وطفلين على الأقل، يذكر أن الإدارة تستقبل المقيمين مباشرة عند حلولها بالفيلا بطاولة عليها فواكه ومرطبات، ومياه معدنية وغازية، وشيبس، وشوكولاتة. وتقع أمام تلك الفيلات مساحة مفتوحة مطلة على البحر، مجهّزة بألعاب تقليدية وأخرى حديثة، على غرار "بيار" و"بابي فوت" بها كراس للراحة، وتعتبر فضاء ترفيهيا يستغل من طرف المقيمين.
خلال تواجدنا في الجزء العلوي للقرية، لاحظنا أن الجزء السلفي أيضا يعج بالزوار المتوجهين إلى مختلف المرافق، ليؤكد مرافقنا أن القرية منقسمة إلى قسمين، الأول ناد كبير لا يدخله إلا المقيمون، ويمكن التعرف عليهم من خلال السوار الذي يرتدونه على معاصمهم، وقسم آخر يتوفر على عدة مرافق منها أحواض ماء دافئ تتراوح درجة حرارته بين 33 و35 درجة مئوية، تُقدم جلسات تدليك عبر نفاثات وكذا حديقة مائية وقرية تجارية وخيمة، وهي مرافق يمكن أيضا للمقيمين استغلالها مجانا عكس الزوار اليوميين مضيفا أن المقيم يتنقل بكل حرية إلى المرفق المناسب له، فيما وضعت حدود للزائر اليومي لا يمكنه تخطيها.
قطار دراجات هوائية وسكوتر كهربائية للنقل والنزهة
كما خصصت الإدارة طوابق تحت أرضية كحظائر للسيارات، من أجل المحافظة على الطابع الجمالي للقرية، وكذا من أجل استغلال أكبر قدر ممكن من المساحة في مرافق خدماتية، كما وفرت مساحة ركن لكل عائلة مقيمة، فيما يتوجه كل زائر يومي إلى حظيرة تقع أسفل القرية.
يتوفر في المكان قطار صغير ينقل المقيمين من مقرات سكناهم إلى مختلف المرافق في شكل محطات توقف بالمطاعم، والفضاءات الترفيهية، والحديقة المائية، وصولا إلى الشاطئ الخاص بالقرية. أما بالنسبة لعشاق المغامرة واكتشاف المناطق السياحية، فقد تم تخصيص سكوتر كهربائية أو كما تسمى "تروتينات" ودراجات هوائية، تؤجر مقابل استغلالها لفترة زمنية معينة سواء داخل القرية أو خارجها.
وتتيح القرية عدة خدمات ترفيهية من خلال تخصيص مسابح للأطفال بمحاذاة مسابح الراشدين، ومقاه ومطاعم، وفضاءات تحتوي على ألعاب إلكترونية وأخرى رياضية مثل "بيك بونغ" وألعاب رمي السهام، إضافة إلى عروض مقدمة من طرف مهرجين مثل ألعاب الخفة ومسرحيات هزلية، وكلها تنطلق بعد الساعة السادسة مساء.
لاحظنا خلال الجولة التي قمنا بها، أن القرية مجهزة بكاميرات مراقبة، أوضح مرافقنا أن عددها 168 كاميرا تلتقط مختلف زوايا القرية، وذلك لضمان أمن وسلامة المقيمين أو الزائرين اليوميين. كما شد انتباهنا توفر أعوان الأمن في كل مكان وعددهم يصل للعشرات موزعين على مختلف المرافق.
في القرية أيضا، فضاء رياضي يتوفر على ملعبين الأول كبير بمساحة تقارب 40 مترا والثاني لكرة القدم المصغرة، ويمكن للمواطنين من أهل المدينة كراء الملعب شهريا أو يوميا، حيث تتيح لهم إدارة المركبة قمصانا "دوسار"، وكرات للعب، وتضع غرف تغيير الملابس تحت تصرفهم. كما يمكن للمقيمين استغلال الملعبين بكل حرية.
استفسرنا من مرافقنا عن طبيعة المساحة الشاغرة بالقرب من تلك الملاعب، فقال إنها تجهز لانجاز حديقة ملاه متطورة.
مطاعم راقية ورحلات بحرية إلى جزر معزولة
وصلنا بعدها إلى المطعم الرئيسي للقرية، وكانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، كان المكان مكتظا عن آخره، حتى صعب علينا المرور بين المقيمين الذين يحملون الأطباق و يتنقلون جيئة وذهابا بين الطاولات و "البوفيه المفتوح". كان البعض مركزين مع وجباتهم، فيما انشغل غيرهم باختيار أصناف الطعام المرغوبة في ظل تنوع كبير في العرض.
وقفنا على تقديم أنواع مختلفة من المقبلات والسلطات التي فاق عددها 20 نوعا، إضافة إلى الأرز والعجائن كالمعكرونة و"التليتلي"، وقد توفرت لحوم حمراء وبيضاء وأنواع من السمك، مع فواكه مختلفة مثل العنب، والبطيخ الأحمر والأصفر، والحلويات التقليدية والعصرية.
شدت انتباهنا بالقرب من المطعم، مطبوعات وصور لسفينة علقت بمحاذاة طاولة شاغرة بها عدد من التذاكر، قال فاتح بكتاش، إن القرية أقامت اتفاقية مع ملاك سفينة "صوفيا" لنقل ما لا يقل عن 40 مقيما في جولة بحرية تتيح لهم فرصة اكتشاف الجزر التي يتعذر الوصول إليها برا مقابل مبلغ مالي رمزي لا يفوق 500 دج.
على بعد أمتار لاحظنا مبنى مزينا بألوان زاهية وبه رسومات للأطفال، اتضح أنه عبارة عن ناد مخصص للتكفل بالأطفال في حالة ما إذا رغب أولياؤهم في السباحة بمفردهم أو التسوق خارج القرية. يتيح النادي عدة نشاطات منها الرسم، والتلوين، والمسرح، والتهريج وألعاب الخفة، و ورشات موسيقية لتعليم الموسيقى وغيرها ذلك.
عند مواصلة النزول من أعلى القرية إلى أسفلها، صادفنا عددا كبيرا من الأشخاص يقصدون مسلكا واحدا، وبعد السير لأمتار اكتشفنا أنهم يتجهون إلى الحديقة المائية، التي تعتبر من أكبر الحدائق على المستوى الوطني وشمال إفريقيا وذلك من حيث مخارج الألعاب وطاقة الاستيعاب، حيث قيل لنا إن هناك نموذجا واحدا يشبهها في منطقة الغردقة السياحية بمصر.
حديقة مائية متطورة تستقبل 1600 سائح يوميا
أكد لنا المسؤول عن تسيير الحديقة المائية، محمد أمير درفيس، أن الدخول يقتصر فقط على العائلات وأن الإقبال كبير جدا طوال موسم الاصطياف.
بدت كل المسابح مكتظة عن آخرها رغم أن الحديقة مقسمة إلى جزئين الأول علوي واسمه " آكوا كيدز" مخصص للأطفال ومرافقيهم، والثاني أرضي موجه للشباب والعائلات، وقال مرافقنا الجديد بأن هناك خمسة ألعاب رئيسية،3 منها مخصصة للكبار و2 للصغار، ليشرع مباشرة في التعريف باللعبة الأولى واسمها "سلايد" وتتكون من طابقين، الأول به 5 مخارج انطلاق، والثاني به 4 مخارج انطلاق مزودة بأنابيب زلجة "طوبوغون" يمكن اللعب فيها بالعوامة أو بدونها، وتصب كلها في مسبح صغير عمقه 1.20 مترا. موضحا أنه يمنع استعمال هذه اللعبة بالنسبة للأطفال الذين يقل طولهم عن 1.20 مترا، ودون سن العاشرة.
يشرف على تسيير الحديقة شباب منهم أعوان استقبال، وأعوان أمن، وسباحو إنقاذ ومختصون في التنظيف والتعقيم، وقد لاحظنا أن المنظمين يطلقون صافرات لتنبيه من ينزلقون من الأنابيب للابتعاد عن مكان النزول مباشرة عند وصولهم تفاديا لحدوث اصطدامات مع القادمين، خاصة وأنهم يصلون بسرعة كبيرة.
تبلغ قدرة استيعاب الحديقة المائية، 1600 كرسي يوميا، 1000 منها مخصصة للزوار اليوميين، فيما توجه 600 المتبقية للمقيمين والذين غالبا ما يتجهون للشاطئ، لأن معظمهم من المناطق الداخلية أو الصحراوية أو مغتربون يفضلون البحر، وحتى في حالة استغلالهم للألعاب المائية يستغرقون ساعة على الأكثر حسبما أكده محدثنا.
خلال الجولة داخل هذه الحديقة، وصلنا إلى لعبة تدعى "تورنادو" وتقوم بتدوير مستعمليها وصولا إلى مسبح صغير، وأخرى تعرف إقبالا كبيرا واسمها "بيراط" وهي عبارة عن سفينة قراصنة مزودة بأنابيب زلجة صغيرة مخصصة للأطفال، وبها جماجم تزين واجهتها تنزل منها كميات من المياه الباردة تنعش العائلات الجالسة على حواف السفينة، إضافة إلى لعبة "كاميكاز" وهي عبارة عن مزالج بمسارات دورانية تصب أيضا في مسبح صغير يفوق عمقه المترين ومخصص للكبار فقط، يقف عنده سباح في استقبال المستعملين مباشرة عند وصولهم للمسبح.
وقد أوضح المتحدث، أن القرية تتوفر على مستوصف طبي وممرض، وعيادة خاصة تستغل فقط عند وقوع حوادث داخل الحديقة المائية، إضافة إلى حوضين للمياه الساخنة وصونا، وقاعات تدليك، وقاعة رياضية. وتستغل هذه المرافق أكثر في فصل الشتاء، إضافة إلى محلات للإطعام السريع والوجبات الخفيفة، وزودت هذه الحديقة بكراسي مريحة مختلفة الاستعمال، ومظلات ومربعات ظل بالنسبة للعائلات، وأبدى الزبائن إعجابهم بالألعاب حسب ما أكدوه "للنصر"، إلا أنهم يتمنون تمديد فترة الاستغلال إلى الساعة الثامنة بدلا من السادسة والنصف، خاصة وأن الكثير منهم يأتون من ولايات بعيدة.
انفتاح على المحيط الخارجي وخارطة طريق مكّنت من جذب السياح
وأكد مدير العمليات والتسويق فاتح بكتاش، أن السياسة الجديدة المتبعة من طرف المسيرين الشباب للقرية أتت بثمارها، والدليل على ذلك إعادة جذب السياح لتصل القرية للذروة في فصلي جويلية وأوت، بما أن كل الشقق محجوزة إلى غاية شهر سبتمبر.
موضحا أن السر يكمن في الترويج والإشهار لهذا المرفق الضخم، سواء من خلال الصفحات الخاصة بالقرية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الانفتاح على المحيط الخارجي، وذلك بإبرام عدة اتفاقيات تعاون تشمل دور المسنين ومراكز الاحتياجات الخاصة، وكذا تنظيم ملتقيات ثقافية واحتضان تظاهرات مجانية.
وأضاف، أن بعض الفنانين من ولايتي سكيكدة وقسنطينة، قاموا بتصوير فيديوهات كليب بالقرية، ونسبة المشاهدة وصلت إلى 30 مليونا، وهو نوع من الإشهار المجاني للطرفين. وتحدث أيضا، عن اتفاقية تعاون لإنشاء أكاديمية لتعليم كرة القدم وكرة السلة، وأضاف أن فريقه عمل على جذب أكبر عدد ممكن من الزوار اليوميين، مشيرا إلى أن القرية كانت موجّهة للمقيمين فقط سواء الحديقة المائية، أو المطعم، أو الخدمات، قبل الانفتاح على الزوار اليوميين لجذب موارد إضافية.
وقال إن مسعى الانفتاح يخدم السياحة المحلية في سكيكدة، إذ تتيح القرية للمواطنين اليوم فرصة الاستمتاع بما تتوفر عليه من مسابح وما تقترحه من سهرات فنية وغيرها، مضيفا أن استغلالها كان يقتصر على أصحاب الدخل المرتفع فقط، لكنها اليوم متوفرة أمام الجميع.
نجوم تضيء سهرات القرية
وقد عمدت الإدارة أيضا، إلى استغلال المسرح الذي يستوعب مئات الأشخاص، من خلال جلب أشهر الفنانين على المستوى الوطني، على غرار موح ميلانو، وعباس ريغي، وجام، وأسماء أخرى سبق لها إحياء سهرات فنية بهذه القرية.
وأضاف محدثنا، أن المقيمين يستفيدون من هذه السهرات مجانا عكس الزائرين اليوميين مشيرا إلى أن حوالي 70 بالمائة من النزلاء يفضلون صيغة الإعاشة الكاملة التي تشمل وجبات الفطور والغذاء والعشاء، فيما يختار النزلاء من ولايات قريبة مثل قسنطينة وعنابة صيغة نصف الإعاشة، علما أن أغلب النزلاء يأتون من ولايات غربية، وصحراوية أومغتربون.
وأوضح، أن الزبائن الذين يترددون على القرية منذ سنة 2023، يحظون بامتيازات خاصة وقد تحدثنا إلى نزيل من بينهم، فقال إنه وفي للمكان ويفضل العودة كل سنة لأن القرية تتيح كامل الخدمات دون تكبد عناء التنقل من مكان إلى آخر، على غرار المسابح والشاطئ، والمرافق الرياضية، والحديقة المائية، والألعاب المختلفة، والمسرح، والسهرات الفنية وغيرها، مفيدا أن معدل الإقامة يصل إلى 5 أيام.
عند مغادرتنا هذا المرفق السياحي الضخم شد انتباهنا فضاء واسع يقع أسفل القرية يستغل غالبا بعد الغروب، به خيمة صحراوية تنقل السائح إلى الجنوب الجزائري دون سفر، من خلال ديكورها المميز، وقد بدت منظمة بها أماكن للجلوس، وتقدم الشاي والحلويات التقليدية.
وحسب مرافقنا، فإن الكثير من المغتربين يتعذر عليهم زيارة الصحراء لذلك يتكفل فريق خدمة قدم من ولايات جنوبية بصنع تلك الأجواء في مدينة ساحلية، كما يتوفر الفضاء على "سوبر هاوس" و"سوبر بوكس" يقدمان مختلف الوجبات العصرية السريعة مثل "البرغر" و"البيتزا"، و"دوناتس"، و"الكراب" ويمكن استغلاله من طرف الزوار اليوميين.

مدير السياحة والصناعات التقليدية الزوبير بوكعباش
استثمار بمعايير عالمية قدم إضافة كبيرة للقطاع
أكد مدير السياحة والصناعات التقليدية، الزوبير بوكعباش، "للنصر"، أن القرية السياحية المتواجدة على مستوى الواجهة البحرية العربي بن مهيدي، أنجزت بشراكة جزائرية سعودية، وقد قدمت إضافة كبيرة لقطاع السياحة لولاية سكيكدة والجزائر عموما، على اعتبار أنها أنجزت بمواصفات عالمية تضاهي المشاريع المتواجدة في أووربا.
وقال، إن القرية تستقطب زوارا من جنسيات مختلفة، و تؤطرها كفاءات جزائرية وتعتمد على تسيير احترافي، وقد ساهمت في توظيف ما يقارب 450 شابا من خريجي معاهد ومراكز السياحة، كما توفر ما يقارب 200 منصب شغل مؤقت في فصل الصيف. زيادة على أنها تقدم خدمات ثقافية كبيرة و متنوعة بإقامة حفلات لنجوم الفن تستقطب يوميا 5 إلى 6 ألاف متفرج، ونشاطات ودروس تربوية لفائدة الأطفال، و تضمن لزوارها خدمات راقية.

أنيس زبيري المدير العام للقرية السياحية "روسيكا بارك"
سجلنا توافدا قياسيا وغير متوقع في شهر جوان
• أوروبيون أعجبوا بالخدمات ونستقطب التونسيين للسياحة
أكد المدير العام للمنتجع السياحي "روسيكا بارك"، أنيس زبيري، أن الاستراتيجية الجديدة والسياسة التجارية المنتهجة حاليا، مكّنت من تسجيل إقبال قياسي في شهر جوان لم يسجل منذ تدشين القرية، مشيرا إلى استقبال سياح من جنسيات مختلفة كفرنسا وإيطاليا والصين، أكدوا له إعجابهم بمختلف المرافق الترفيهية والخدمات، مضيفا أنه يمكن القول أن الجزائر تمتلك مرفقا سياحيا بمواصفات دولية، فضلا عن كونه من أكبر المرافق شمال افريقيا، حيث يتربّع على 14 هكتارا.
وأضاف المتحدث، أن المنتجع يستقطب سياحا من تونس خلال شهر جوان، كما يقصده ليبيون أوفياء للقرية ويترددون عليه سنويا، لأن الإدارة تضيف مرافق وخدمات جديدة من سنة إلى أخرى، متحدثا على أن السنة الجارية عرفت إنشاء فضاء ألعاب جديد موجّه للأطفال، إضافة إلى خدمة كراء الدراجات الهوائية و"تروتينات الكهربائية"، وتجهيز ناد للأطفال يمكن الأولياء من ترك أبنائهم دون خوف، لممارسة مختلف نشاطاتهم بكل حرية، فيما يتم العمل حسبه، على إنجاز فندق جديد سيدخل الخدمة في ظرف سنة على الأقل. وعبر المدير العام الشاب، عن فخره بإدارة مرفق مماثل لما يتوفر عليه من خدمات تعكس نجاعة الشراكة الجزائرية السعودية، مؤكدا أن معايير الخدمة عالمية، فمن ناحية الإطعام يمكن التكفل بحوالي 1000 شخص دفعة واحدة، والأجواء عائلية مريحة، كما أن العروض الترفيهية التي لا تتوقف من الصباح إلى الفترة الليلية، موضحا أن القرية استقطبت حوالي 800 سائح في شهر جوان وهو رقم لم يسجل من قبل، فيما أكد الوصول للذروة في فصلي جويلية وأوت، ليبلغ العدد 1300 سائح.
وتحدث كذلك عن استمرار نشاط المنتجع طيلة السنة، وتوظيف 250 عاملا جلهم من خريجي المدارس الفندقية بعقود دائمة، ليرتفع العدد إلى 500 عامل في موسم الحر، بعد أن قررت الإدارة تكوين خريجي الجامعات قبل فترة الصيف ممن يرغبون في العمل الموسمي، حيث تجهزوا كليا مع بداية جوان للعمل في المنتجع.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com