أطلق مؤخرا، الرسام فواز جليد رفقة عدد من المبدعين من ولاية تسبة، مبادرة لتزيين أقسام وجدران وواجها مؤسسات تعليمية بمدينة تبسة مؤخرا، وكانت البداية من مدرسة العيدودي بشير، ببلدية بئر مقدم، أين أعاد الفنان رفقة المتطوعين الشباب تجديد عدد من أقسام المؤسسة وتزيين جدرانها.
ويقوم الرسام ابن مدينة سطيف رفقة فريق المبدعين من الولاية، بإنجاز لوحات ملونة جميلة ومعبرة تعطي رونقا للجدران القديمة وتبعث على الشعور بالأمل، خصوصا وأن الرسومات تعتبر لوحات تصور الطبيعة، أو تتحدث عن العلم و العلماء وتحاكي مشاهد النجاح والفرح، وهو ما استحسنه أساتذة وتلاميذ مدرسة العيدودي التي تغير وجهها كليا بعدما مستها المبادرة.
يذكر، أن الرسام الشاب كان قد تنقل بين عديد الولايات منذ أن أطلق مبادرته الخاصة بتزيين المدارس والمستشفيات و بعض الأحياء، وذلك نزولا عن طلب المواطنين الذين يتكفلون باستقباله و إقامته فقط، ليحط الرحال مؤخرا في ولاية تبسة، ويختار بلدية بئر مقدم كنقطة انطلاق لرحلته في تحسين واجهة المؤسسات التربوية في المنطقة.
وقال الفنان الشاب، إنه يعتبر ما يقوم به بمثابة مساهمة اجتماعية مهمة لخدمة المحيط، وأكد أنه يركز على إشراك المبدعين المحليين في عمله عند كل محطة جديدة، وذلك كنوع من التأسيس لسلوك حضاري إيجابي وتكريسا لثقافة المواطنة على طريقته.
وأكد، أن عمله لا يتطلب الكثير من الوقت، حيث يمكن له أنه ينهي اللوحة الواحدة في مدة لا تزيد عن نصف يوم إلى يوم كامل، وأنه يختار لوحاته بعناية لتحمل مغزى أو فكرة بناءة، أو على الأقل لتكون ذات تأثير إيجابي على نفوس من ينظرون إليها خصوصا التلاميذ، مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة إليه هي المدارس ومن ثم المؤسسات الصحية.
وأوضح، أن حلوله بالبلدية، جاء نزولا عند دعوة كريمة من إدارة المؤسسة وطاقهما التربوي وبعض الناشطين الجمعويين، الذين دعوة لرسم لوحات فنية لتحسين وجه مدرسة العيدودي ومدارس أخرى قريبة.مضيفا، أن اهتمامه برسم الجداريات وتزيين الأقسام بدأ كمساهمة بسيطة لكنه تحول إلى شغف ونشاط يتفرغ له على مدار السنة، وقد تمكن بفضل ذلك من زيارة جميع ولايات الجمهورية أين ترك بصمته، وكله أمل في إعطاء وجه مشرق للمدن الجزائرية. ولم يخف الفنان، إعجابه الشديد يحسن ضيافة أبناء المنطقة، ومساهماتهم الكبيرة في إتمام العمل على الجداريات المبرمجة في الوقت المحدد، مؤكدا أنهم وفروا له كل مستلزمات الرسم والزينة التي ساعدته على إنجاز أجمل اللوحات داخل الأقسام وخارجها. قائلا، إنه يركز على أن يكون حاضرا دائما في المناطق النائية للمساهمة في تسحين واجهات المباني والمؤسسات هناك، لأن الأمر يمنحه شعورا بالرضا وإحساس بأنه قادر على العطاء وإحداث التغيير ولو من خلال لمسة فنية بسيطة.
مشيرا، إلى أن عشقه الكبير لهذا العمل، جعله يقصّر أحيانا في زيارة عائلته بسبب كثرة تنقلاته بين ولايات الوطن وهي رحلة تتطلب منه أشهرا، لكنه لا يتوانى أبدا عن تلبية دعوة المواطنين الذين يؤمنون بمبادرته ويحترمون فنه ويقدرونه.
ع.نصيب