تبرز منصة «كنوز الجزائر»، في عالم يتزايد فيه الاهتمام بالتراث الثقافي، كحلقة وصل حيوية بين الأفراد وتاريخهم الغني، حيث تهدف هذه المبادرة بحسب مصممها نزيم باية، إلى تمكين المواطنين من اكتشاف وتوثيق المواقع التراثية المخفية في الجزائر، عبر تجربة تفاعلية تعتمد على المساهمة الجماعية. وحسب ما أكده مؤسس التطبيق فإن «كنوز الجزائر» تفتح كذلك أبوابا جديدة أمام اكتشاف كنوز ثقافية كانت طي النسيان، مما يعكس أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
لينة دلول
جذبت منصة «كنوز الجزائر» حسب ما لاحظناه الانتباه بفضل نجاحها المتزايد، حيث تم تحميل التطبيق من قبل أكثر من 500 شخص، مما يدل على الاهتمام الواسع الذي يحظى به، كما نال تقييما ممتازا، إذ حصل على 5 نجوم، مما يعكس استجابة المستخدمين.
وقد كانت أغلب التعليقات التي رصدناها في متجر «غوغل بلاي» مشجعة لتحميل التطبيق، حيث علق أحدهم «هذا التطبيق مثير جداً ومفيد لعشاق التاريخ والثقافة. يسمح لك باكتشاف الكنوز المخفية في تراثنا الجميل. أوصي به»، وقال أخر « لقد قمت بتحميل التطبيق واستخدامه، ولم أواجه أية إعلانات، فهو سهل الاستخدام، والأهم من ذلك، أنه يجعلني أرغب في التجول في الجزائر لزيارة كنوزها. شكراً لكل الفريق، وأتمنى لكم التوفيق في المستقبل.»
تجربة تفاعلية تساعد على اكتشاف المواقع السياحية
ويوضح مبتكر التطبيق نزيم باية، الهدف من «كنوز الجزائر» هو تمكين المستخدمين من استكشاف التراث الثقافي والطبيعي الغني في الجزائر وتقديم تجربة تفاعلية تساعد المستخدمين على اكتشاف المواقع السياحية والتراثية القريبة منهم مع توفير معلومات مفصلة عنها.
وقد تم اختيار المواقع المدرجة في التطبيق حسبه، استنادًا إلى المعلومات المقدمة من قبل وزارة الثقافة الجزائرية، حيث يتم التركيز على المواقع المصنفة كـ «مواقع تراثية». بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين اقتراح مواقع جديدة عن طريق إرسال الموقع والصور، وبعد المراجعة يتم إضافتها إلى قاعدة البيانات.
والتطبيق موجه للجميع كما قال، سواء كانوا جزائريين أو سياحًا من الخارج، كما يوفر التجربة بثلاث لغات «العربية، والفرنسية، والإنجليزية»، مما يجعله متاحًا لمختلف الفئات المهتمة باكتشاف التراث الجزائري.تحتوي المنصة كذلك على واجهة مستخدم سهلة وبسيطة تساعد المستخدمين على اكتشاف المواقع القريبة منهم عبر خريطة تفاعلية وتقديم وصف مفصل لكل موقع، ما يسهل استخدامها.
توظيف الموروث الموسيقي والشعري لتعزيز التجربة الثقافية
كما تقدم معلومات تفصيلية حول كل موقع، بما في ذلك السياق التاريخي والأهمية الثقافية، ومعلومات إضافية تربط المواقع بالأغاني أو القصائد الجزائرية، مما يعزز تجربة المستخدم الثقافية.
ورغم أن التطبيق لا يتيح حاليا مشاركة التجارب الشخصية بشكل مباشر، إلا أن مطوره أكد أن لكل المستخدمين الحق في اقتراح مواقع جديدة، يعمل الفريق على التحقق من المعلومات المتوفرة حولها وإضافتها إلى الخارطة.وعلى الرغم حسبه، من عدم وجود شراكة مباشرة مع وزارة الثقافة، يساهم التطبيق في زيادة الوعي حول المواقع التراثية من خلال توفير معلومات شاملة عنها وتعزيز السياحة المحلية، كما يقدم محتوى ثقافيًا مرتبطًا بالمواقع مثل الأغاني، أو القصائد لربط المستخدمين بالتراث الفني.ويشمل إلى جانب ذلك مجموعة متنوعة من المواقع مثل المعالم التاريخية، المواقع الطبيعية، والأماكن الثقافية، علما أن كل المعلومات مؤكدة لكونها مستقاة من مصادر توفرها وزارة الثقافة وذلك لتضمين المواقع التراثية، وقد تمت مراسلة الوزارة لاقتراح شراكة في المجال.
جولة سياحية على أنغام عمر الزاهي
من أبرز المزايا التي تقدمها منصة «كنوز الجزائر» مقارنة بالتطبيقات أو المواقع الأخرى، ربط المواقع بالتراث الثقافي، فالتطبيق حسبه باية، لا يكتفي بعرض المواقع التراثية، بل يربطها بالتراث الموسيقي والشعري الجزائري. على سبيل المثال، عند زيارة حديقة مارينغو، يمكن للمستخدم الاستماع إلى أغنية عمر الزاهي وقراءة سيرته.كما يسمح باكتشاف المواقع القريبة، حيث يعرض التطبيق دائمًا 10 مواقع سياحية وتراثية قريبة من المستخدم، مما يجعله مثاليًا للاكتشاف السريع والتلقائي للأماكن المجاورة.
وقال المتحدث، إنه يتوفر كذلك على خريطة تفاعلية، فالتطبيق يتيح للمستخدم استكشاف المواقع من خلال خريطة تفاعلية سهلة الاستخدام توضح المواقع المهمة في المناطق المجاورة وأيضًا في مناطق أبعد.
ويتيح إلى جانب ذلك، معلومات مفصلة ووصفًا شاملاً وتفصيليًا لكل موقع، بما في ذلك التاريخ والأهمية الثقافية، ويمنح النصائح العملية للزوار مع صور عالية الجودة.
محتوى ديناميكي ومتاح للجميع
وتتوفر فيه كذلك حسب مطوره، إمكانية اقتراح مواقع جديدة، إذ يمكن للمستخدمين إضافة مواقع جديدة مباشرةً من خلال التطبيق، مما يجعل المحتوى ديناميكيًا ومتاحًا للجميع. تحديثات دورية: يتم تحديث التطبيق بانتظام لإضافة مواقع جديدة وتحديث المعلومات المتوفرة عن المواقع المدرجة بالفعل، لضمان حصول المستخدم على أحدث التفاصيل.ويمكن للمستخدمين إرسال اقتراحات لمواقع جديدة عبر التطبيق مع الصور والموقع الجغرافي، ثم يقوم الفريق بمراجعة هذه الاقتراحات وإضافتها بعد التأكد من صحة المعلومات.
كما يساهم التطبيق بشكل كبير في تعزيز السياحة الداخلية، من خلال تقديم معلومات شاملة وسهلة الاستخدام حول المواقع السياحية والتراثية القريبة من المستخدم، مع توفير محتوى ثقافي مثل الأغاني والقصائد لربط المستخدمين أكثر بالثقافة المحلية. ولا يقدم تنبيهات أو إشعارات حول الأحداث أو الأنشطة في المواقع التراثية، ومع ذلك يتم التخطيط لإضافة أجندة ثقافية في المستقبل، حيث سيتمكن المستخدمون من الاطلاع على الأنشطة والمناسبات التي تُقام في هذه المواقع مباشرةً من التطبيق، مع إمكانية إنشاء حسابات شخصية لتتبع المواقع التي زاروها أو اقترحوها ليتم إضافتها إلى التطبيق.
وحالياً، يركز التطبيق على المواقع التراثية داخل الجزائر فقط، ولكن يمكن النظر في توسع التطبيق ليشمل مواقع دولية في المستقبل كما ذهب إليه مطوره. وحسبه، فإن هناك إقبالا ملحوظا على تطبيق «كنوز الجزائر» من قبل العديد من المهتمين، ومع ذلك فإن عملية الترويج له مستمرة أكثر ليصل إلى عدد أكبر من الأشخاص في الداخل والخارج. ل.د
