حولت مصممات أزياء شابات وحرفيات في مجال الخياطة، مواقع التواصل الاجتماعي إلى سوق للترويج لتصميم « قندورة جزائرية عليها صورة كبش العيد»، وقد أغرقن صفحات التجارة والموضة بصور هذه القطعة، التي جاءت لتزيح تصميم المخور الخليجي عن الصدارة وتحد من انتشار هذه الموضة.
وقد تنافست الحرفيات في عرض تشكيلات حديثة ومبتكرة من فساتين «قندورة العيد»، المصممة خصيصا حسب الطلب، والتي تتسم بألوان مبهجة وتفاصيل دقيقة، تراعي ذوق المرأة الجزائرية في هذه المناسبة الخاصة، كما تزينت برسومات مستوحاة من أجواء العيد، يتم طبعها على القماش باستخدام الطابعة الحرارية.
تنافس على استقطاب زبونات السوق الإلكترونية
واستغلت خياطات الفترة التي تسبق العيد من أجل عرض مهاراتهن من خلال تقديم موديلات خاصة بعيد الأضحى، بعضها مستوحى من الأزياء التقليدية، وأخرى بلمسات عصرية جذابة.
وبينما تعرض بعض الفساتين الجاهزة في المحلات، تصمم أخرى حصريا للزبونات وفق مقاسات محددة ونزولا عند طلبات شخصية، ما يجعلها غير متوفرة في الأسواق التقليدية، وهو ما ساهم في زيادة الإقبال على هذا النوع من الأزياء، خاصة في الأيام الأخيرة التي تشهد زيادة في نشاط السوق الإلكترونية.
ومن الابتكارات التي لاحظنا بأنها لاقت استحسان الزبونات هذا الموسم، اعتماد تقنية الطباعة الحرارية لوضع صور معبرة عن عيد الأضحى، لا سيما صورة الكبش، سواء على القماش مباشرة أو كعنصر مكمل للزي، وهي لمسة أضفت بعدا رمزيا محببا لدى السيدات، وساهمت في جذب اهتمام عدد كبير منهن، خصوصا وأن الفساتين تتوفر في شكل قطعتين للأم والابنة.
اهتمام كبير بالتفاصيل الدقيقة
وقد أكدت رهام، إحدى الخياطات الناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنصر، بأن النساء أصبحن أكثر حرصا على التفاصيل والرتوشات النهائية، حيث لم يعد اختيار الفستان مجرد مسألة شكل عام بل يشمل الاختيار نوع القماش، ودرجة اللون، ونمط التطريز، وحتى موضع الزينة.
واعتبرت المتحدثة، أن هذه الدقة تعكس تطور ذوق الزبونات، ما يدفع الحرفيات إلى الابتكار الدائم، لتقديم قطع مميزة قادرة على إرضاء مختلف الأذواق.
من جهتها، أكدت رئيسة المنتدى الوطني للحفاظ على التراث والمصممة المتخصصة في الأزياء التقليدية، نوال قنز، أن عيد الأضحى لهذه السنة يختلف عن سابقه من حيث طبيعة الطلبات التي تتلقاها الخياطات والمصممات.
وأشارت، إلى أن الزبونات أصبحن يفضلن تصاميم حديثة وغير مألوفة على رأسها فساتين مزينة بصور الكبش، تنجز بتقنية الطباعة الحرارية وهو أسلوب عرف بحسبها انتشارا واسعا هذا الموسم.
وأضافت المتحدثة، أن هذا الاتجاه يعكس رغبة النساء في إضفاء طابع احتفالي خاص على ملابس العيد، وربطها بشكل مباشر برمزية المناسبة من خلال تزيين الفساتين برموز ذات دلالة مثل الكبش.
وأوضحت قنز، أن قندورة العرائس لم تغب عن المشهد هذه السنة كذلك، بل شهدت رواجا كبيرا أيضا، خصوصا من طرف العرائس اللواتي يحضرن لارتدائها خلال ما يعرف بـ»المهيبة»، وهي الزيارة التي يقوم بها أهل العريس إلى بيت العروس في ثالث أيام العيد.
وأشارت المصممة، إلى أن النساء يحرصن على اختيار فساتين مصممة بعناية ودقة، تطرز بخيوط ذهبية أو فضية، وتزين بأحجار براقة تضفي عليها الفخامة والرقي المعهودين والذين تعرف بهما الألبسة التقليدية الجزائرية.
ولفتت إلى أن هذا النوع من الفساتين يتطلب وقتا أطول في التصميم والتنفيذ، نظرا لغناه بالتفاصيل الدقيقة وحاجة الزبونات إلى قطع متميزة.
وبخصوص الموديلات الأكثر رواجا، أوضحت قنز، بأن الفساتين المستوحاة من تصميم القفطان الجزائري تعد من بين الاختيارات المفضلة هذا الموسم، موضحة أن المصممات اعتمدن على تخفيف الزينة المرافقة لها، لتناسب طبيعة عيد الأضحى من جهة، دون أن تفقد «القندورة» طابعها الجميل.
ومؤكدة أن هذا النمط يلقى إقبالا كبيرا خاصة من الفتيات الشابات، اللواتي يبحثن عن إطلالة أنيقة غير مبالغ فيها، تجمع بين البساطة والذوق الرفيع.
وأضافت المتحدثة، أن عيد الأضحى بالنسبة للحرفيات ليس مجرد مناسبة دينية، بل يمثل فرصة ثمينة لعرض مهاراتهن الفنية والترويج لإبداعاتهن، في ظل منافسة رقمية قوية على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكرت أن الكثير من الخياطات استطعن تحقيق انتشار واسع بفضل منشورات بسيطة ومهنية على فيسبوك و إنستغرام، من خلال عرض صور متقنة للمنتجات وتفاعل نشط مع المتابعين.
وفي سياق آخر، لفتت قنز، إلى أن المحلات التجارية، رغم توفرها على تشكيلات متعددة من القنادر الجاهزة، إلا أن العديد من النساء يفضلن الفساتين المفصلة حسب الطلب، لأنها تصمم وفق مقاييس دقيقة وتفصل لتناسب جسم الزبونة بدقة أكبر، مع إمكانية إدخال تعديلات حسب الرغبة.
وأكدت رئيسة المنتدى، أنه ورغم التطورات التي طرأت على شكل القندورة وتقنياتها، إلا أنها ما زالت تحافظ على حضورها القوي في عيد الأضحى الذي يعد محطة اجتماعية هامة تتزين فيها النساء وتبرزن ذوقهن الفني.
لينة.د