ينبه مختصون في مجال الصحة، إلى أهمية اتباع بعض الإجراءات الصحية لحفظ اللحوم واستهلاكها خلال الأسبوع الأول من عيد الأضحى، وذلك في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، موضحين أنه من الواجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب احتمال تلف اللحوم بفعل تفاصيل متعلقة بطرق الذبح والسلخ والحفظ، قد تسبب انتقال أمراض وجراثيم إلى جسم الإنسان عند استهلاك لحم الأضحية في مرحلة لاحقة، كما يتم التأكيد خلال هذه الفترة أيضا، على بعض القواعد الغذائية التي تقي من مشاكل عسر الهضم والبِطنة.
يعرف الأسبوع الأول من عيد الأضحى إفراطا في استهلاك لحم الأضحية وهي عادة متوارثة في المجتمع الذي اعتاد أفراده على نمط معين له تبعات غير مستحبة على الصحة سواء بالنسبة للمرضى أو الأصحاء على حد سواء.
الحرص على النظافة عند تحضير اللحم
وتحدث الطبيب البيطري مسعود زراقنية، عن الإجراءات الصحية للتعامل مع لحم الأضحية، مؤكدا على الاهتمام بالنظافة والانتباه من تلوث اللحم سواء قبل الذبح أو بعده أو خلال عملية الحفظ، فذلك يؤثر وفقا له على الجودة بشكل كبير، محذرا من احتمال إصابة بالبكتيريا التي تسرع تلفه، ومشيرا إلى أن ذلك قد يتضح من خلال تغير لون اللحم في الأيام الأولى التي تلي النحر وتحوله إلى الأخضر ما يعني عدم صلاحيته. كما ذكر زراقنية، بعض الأمراض التي يمكن أن تنتقل للإنسان بسبب تلوث اللحم، مثل التسمم الغذائي بسبب بكتريريا «السالمونيلا»، و»الإشريشيا القولونية»، والطفيليات «توكسبوبلازما»، والديدان الشريطية، والحمى المالطية أو مرض السل.
وفي حالة ظهور بعض الأعراض المصاحبة لهذه الإصابات، ينصح المتحدث بإبلاغ أقرب طبيب بيطري أو الاتصال بالمصالح البيطرية المناوبة على الفور، ورفع الملاحظات غير الطبيعية الطارئة على اللحم أو الأحشاء.كما ينصح، بالتعامل بحذر مع الأجزاء المصابة إلى حين تشخيص المشكل واتخاذ الإجراء المناسب، وعقب أن بعض الحالات تتطلب حجز أجزاء من الأضحية وقد يتم إتلافها بالكامل خاصة في حالة الإصابة بالسل. أما عن الإجراءات الصحية الواجب إتباعها لتقليل التلوث، فأشار إلى غسل اليدين جيدا قبل وبعد التعامل مع اللحم، واستخدام أدوات نظيفة مخصصة للتقطيع، وتجنب ملامسته للأمعاء أو الأعضاء الداخلية التي قد تنقل الجراثيم، وحفظ اللحم في درجة حرارة مناسبة فورًا بعد التقطيع، وعدم غسل لحم الأضحية.
وتطرق البيطري، إلى طرق الحفظ السليمة خصوصا في هذه الأجواء الحارة، ففي حالة التبريد قال إنه يجب وضع اللحم في الثلاجة على درجة 0 و04 مئوية لمدة 24 ساعة قبل تجميدها، أما عند تجميد أجزاء للاستهلاك في أيام قادمة، فإنه من المهم تقسيم اللحم داخل أكياس نظيفة ومحكمة الإغلاق، ثم تجميده عند 18 درجة مئوية تحت الصفر أو أقل، ولفت زراقنية، إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص في هذه المرحلة مثل إعادة تجميد اللحوم، وعلق أن هذه العملية تؤدي إلى تكاثر البكتيريا.
هكذا نعرف ما تحتاجه أجسادنا من الحوم
من جانبها أكدت أخصائية التغذية بتول بوكراع، على ضرورة الانتباه إلى الوجبات الغذائية التي يتناولها الأفراد خلال الأسبوع الأول من عيد الأضحى، متحدثتا عن الطريقة الصحية لطهي اللحم.
وأوضحت، أن الشواء الملفوف في قطع الشحم قد يسبب أضرارا صحية خصوصا في حال تعريضه مباشرة للنار، وقالت إن اللحم يجب أن يُطهى على درجة حرارة تصل إلى 100 لضمان عدم تسببه في التسممات الغذائية خصوصا في حالة وجود أكياس مائية، أو جراثيم. ومن الطرق التي اعتبرتها خاطئة أيضا، قلي اللحوم في كميات كبيرة من الزيت، إذ ترى أنه من الأحسن طبخه في الفرن مع تفادي إضافة الدهون. وأعقبت، أن اللحوم في الأساس تحتوي على الكمية المناسبة التي يحتاجها الجسم، وفي حالة إضافة الزيوت تكون بمقدار قليل جدا، فإذا كانت زبدة يجب أن يقتصر الأمر على ملعقة صغير فقط، أما زيت القلي فيكون بمقدار ملعقة أكل كبيرة. وأشارت، إلى الأشخاص المصابين بمرض السرطان ونصحت بطهي حصتهم، وتركها تبرد حتى تُنزع منها الطبقة الدهنية ضمانا لعدم تراكمها.أما عن التقسيم الصحي للوجبة، فنصحت بأن يحتوي الطبق على 50 بالمائة من السلطة والفواكه، و25 بالمائة من النشويات سواء الخبز أو «الكسرة»، و25 بالمائة من اللحوم، كما حذرت من الافراط في تناولها طوال أسبوع كامل والأصح تقسيمها بشكل صحي وبكميات قليلة.
ويحتاج جسم الإنسان وفقا للأخصائية، إلى حصته اليومية من اللحوم حسب البنية والنشاط البدني، وذكرت الكميات المخصصة لكل فئة فعلى سبيل المثال يحتاج الأشخاص الذين لا يتحركون بشكل كاف، بين 100 إلى 120 غراما من اللحوم، ويتم تحديد الوزن هنا بالاستعانة بكف يد كل شخص. وأردفت، أن الإنسان لا يحتاج إلى تناول كميات كبيرة من اللحم، وأنه من الخطأ الاعتقاد بأن الجسم سيستفيد منها، لأنها في الأساس ستُطرح في شكل «بروتينات» تُجهد الكلى خصوصا إذا كان الشخص مصابا بمرض، لذلك يستحسن أن يقتصر تناوله على مرة واحدة في اليوم وذلك خلال الغداء. كما تطرقت الأخصائية، إلى ممارسة النشاط البدني بعد تناول الوجبات الغذائية خلال العيد، وأفادت أن الجسم لا يستطيع بدل مجهود بعد الأكل مباشرة حتى بعد ساعة ونصف أو ساعتين، لأن عملية الهضم وفقا لها تتطلب طاقة كافية خصوصا عند عمل الكبد، ونصحت بممارسة الهرولة لحوالي نصف ساعة.
وأكدت بوكراع، على احترام الكميات الموصى بها، والحرص على التنوع والتوازن الغذائي في الوجبات طوال أسبوع العيد، ناهيك عن تفادي إضافة الجبن إلى اللحم، والأفضل أن يُرفق الطبق بسلطة أو فاكهة.
إيناس كبير