حولت ابنة قسنطينة، سلمى الحيوي، شغفها الكبير بعالم التجميل إلى هدف سعت خلف تحقيقه لتصبح اليوم واحدة من بين أبرز صناع منتجات التجميل محليا، إذ وظفت تخصصها في الهندسة الكيميائية لخدمة مسارها كرائدة أعمال شابة، لتصبح اليوم نموذجا لكل الفتيات الراغبات في خوض غمار التجربة.
أكدت سلمى للنصر، بأنها وجدت في هذا المجال مساحة تجمع بين التكوين الأكاديمي والميول، لتؤسس بذلك علامتها الخاصة « سالومي بيو»،وتحجز لنفسها مقعدا بين سيدات الأعمال.
رحلة للبحث عن بدائل آمنة
قالت لنا، بأن ولوجها عالم التجميل لم يكن مجرد صدفة، بل انطلق من قناعة راسخة لديها بأهمية العناية الصحية والطبيعية بالبشرة والشعر، والحرص على استخدام البدائل الآمنة والخالية من المواد الكيميائية التي قد تسبب أضرارا على المدى الطويل.
بدأ هذا الشغف بحسب خريجة جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، انطلاقا من اهتمام شخصي، وتحول تدريجيا إلى تجربة علمية وعملية، حين باشرت في تجربة وصفات طبيعية على نفسها أولا، ثم على أفراد عائلتها وأقاربها، ما ساعدها على تحقيق فهم أعمق لتفاعل المكونات الطبيعية مع مختلف أنواع البشرة.
ومع مرور الوقت، عززت سلمى هذا المسار بالبحث والتكوين الذاتي، لتحول صناعة التجميل الطبيعية من مجرد هواية إلى مشروع مهني متكامل، وأصبح لعلامتها زبائن أوفياء من داخل وخارج الولاية.
قالت المتحدثة، إنها بدأت المغامرة بصناعة الصابون البلدي بطريقة «التصبين البارد»، حيث أضافت لمساتها الخاصة من خلال استخدام مكونات مثل «النيلا الزرقاء»، و«العكر الفاسي»، وزيت الزيتون الطبيعي، ثم توسعت تدريجيا في تطوير منتجاتها لتشمل السيروم، والمقشرات، واللوشنات، ومرطبات البشرة، مع حرصها الدائم على أن تكون هذه المنتجات فعالة وآمنة في آن واحد.
وتؤكد، أن سر تميز منتجاتها يكمن في الاعتماد على مواد أولية طبيعية ذات جودة عالية، منها زيت اللوز، وزيت الخروع، وزيت جوز الهند، وزيت الأرغان، وزبدة الشيا، وزبدة الكاكاو، والعسل، وشمع النحل، والأعشاب الطبية المحلية.
كما أوضحت، بأنها في بعض الحالات، تضطر إلى استيراد مكونات نادرة يصعب العثور عليها في السوق المحلية.
وقالت، إنها تولي أهمية قصوى لنظافة أدوات التصنيع، وتعقيم مكان العمل، واختيار مكونات ذات جودة، وتحقيق توازن دقيق بين العناصر وذلك من أجل تحقيق منتج طبيعي يغذي البشرة بعمق ويمنحها نضارة صحية.
وصفات من تراث الأجداد
مشيرة، إلى أنها تحب أن تستلهم في وصفاتها من تراث الأجداد، لأن المنتجات التقليدية بحسبها غنية بالمواد الفعالة والطبيعية، وهي الأساس في فلسفتها الجمالية. وأضافت المتحدثة، أنها تحب إدخال ماء الورد في كل تركيبة تقريبا، لأنه يضفي لمسة عطرية لطيفة وله فوائد لا حصر لها للبشرة.
ورغم نجاح مشروعها وتوسع قاعدة زبائنها، فإنها لا تخفي التحديات التي تواجهها، أهمها صعوبة الحصول على مواد أولية ذات جودة عالية بانتظام، بالإضافة إلى المنافسة القوية من المنتجات الصناعية التي ما تزال تستقطب شريحة من الزبائن، رغم الضرر الذي قد تسببه للبشرة.
ومع ذلك أكدت الشابة، أن هناك تحولا ملحوظا في وعي المستهلك، إذ أصبح الناس اليوم أكثر اهتماما بالمنتجات الطبيعية والبيولوجية، إدراكا منهم لفوائدها وأمانها.
وأوضحت سلمى، أن المنافسة لا تقتصر فقط على الحرفيات المحليات بل تشمل كذلك المنتجات التجارية العالمية، ما يحتم عليها التركيز على الجودة والشفافية والقرب من الزبائن، وهي القيم التي تعتبرها أساسية بناء الثقة مع المستهلك.كما أكدت، بأنها تحرص على التفاعل مع الزبائن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشاركهم تجاربها، وتعرض منتجاتها، وتوثق ردود أفعالهم الإيجابية، كما تشارك بانتظام في المعارض المحلية التي تتيح لها التعريف بمنتوجاتها على نطاق أوسع.
من بين أهدافها المستقبلية، السعي لتسجيل علامتها التجارية، وتوسيع نشاطها من خلال إنشاء مختبر صغير يسمح بإنتاج كميات أكبر مع المحافظة على نفس مستوى الجودة.
وتؤكد، أن السوق الدولية أصبحت أكثر وعيا بأهمية المنتجات الطبيعية، وأن هناك طلبا متزايدا على هذه النوعية من المنتوجات، مما يشكل فرصة واعدة للحرفيات الطموحات.
وتعتبر سلمى، أن دورها لا يقتصر على الإنتاج فقط، بل يمتد إلى التوعية، حيث تسعى إلى نشر ثقافة الاستهلاك الصحي والآمن من خلال منشورات توعوية على منصاتها الاجتماعية، تشرح فيها مخاطر المنتجات الصناعية، وتقارن بينها وبين البدائل الطبيعية، التي يمكن أن تمنح نفس النتائج دون أضرار جانبية.
لينة د