أطلقت الجمعية الوطنية «أصول للسياحة والتراث»، مبادرة فنية تجمع فناني قسنطينية، بالعائلات ومحبي التراث الغنائي المحلي بحديقة باردو، من خلال إحياء قعدات فنية تروج لعادات قسنطينية وتحيي موسيقاها.
وكانت الانطلاقة مطلع الأسبوع، حيث أحيى الفنان عبد الحميد فرقاتي أولى القعدات، التي شهدت حضور جمهور واسع من أبناء المدينة ومغتربين من كندا وستراسبورغ، وفرنسا استمتعوا بالأجواء التي أشبعت جزءا من حنينهم للوطن.وقد اختارت الجمعية تنظيم المبادرة بين أحضان الطبيعة في اليوم الثالث لعيد الأضحى المبارك تزامنا ويوم الفنان، وشهد اللقاء حضورا للعائلات التي تواجدت في المكان، إلى جانب مشاركة عازفين وفنانين في مقدمتهم الفنان شمس الدين جباسي الذي حل كضيف شرف.وثمن جباسي في حديثه للنصر، المبادرة التي تخدم الفن القسنطيني وتروج للتراث الغنائي للمنطقة، كما أشاد باختيار حديقة باردو لإحياء قعدات فنية قسنطينية ضمن برنامج فني موجه للعائلات، لأن المنطقة تعد الوجهة الأولى والمفضلة لأبناء المدينة ولكل الزوار والضيوف صيفا سواء في الفترة المسائية، أو حتى ليلا، ما سيسمح بالترويج لمختلف الطبوع القسنطينية، ويتيح فرصة للقاء الفنانين بالجمهور في ظل تراجع التظاهرات الفنية.
من جهتها، قالت عضو الجمعية الوطنية أصول للسياحة والتراث، ورئيسة مكتب الجمعية بقسنطينة أسماء باش خزناجي، إنها تسعى في إطار جمعيتها لإحياء التراث القسنطيني بمختلف أشكاله، ما دفعها هذه السنة إلى إطلاق مبادرة فنية تنشط الحركة في المدينة صيفا، وتعيد مد جسور اللقاء بين الفنانين وجمهورهم خاصة الأسماء التي غابت عن الساحة.
واعتبرت، أن العطلة الصيفية وقت مناسب جددا لتنويع النشاطات الثقافية والفنية التي تعد فسحة للعائلات للتخلص من ضغط العمل وقضاء وقت ممتع رفقة الأبناء. مردفة، بأن اختيار حديقة باردو جاء بناء على عدة عوامل، أبرزها أن المكان من أهم الفضاءات التي تستقبل عديد العائلات وتشهد حركية واسعة صيفا، وهي قبلة لزوار من مختلف الفئات العمرية، ما يساعد على التعريف بقسنطينة وعاداتها، وتكرس روح الفن وحبه لدى الأجيال الصاعدة.وتتمثل المبادرة في استضافة فنانين قسنطينيين كل رفقة جوقته الموسيقية، لتقديم وصولات غنائية وإبراز خصوصية الفن المحلي الأصيل بمختلف طبوعه، كما تروج الفعالية لتراث المدينة وعاداتها، من خلال تنظيم قعدة قسنطينية خالصة تزينها الأواني النحاسية والحلويات التقليدية، ويحضرها ضيوف شرف من فنانين لمقابلة محبيهم والمشاركة في تنشيط الأمسية. 
تقول أسماء، إن المواعيد ستتواصل طيلة فصل الصيف بحديقة باردو، وستنظم الجلسات في عطلة الأسبوع، حيث تزامنت البداية مع عيد الفنان وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، نشط القعدة الفنان عبد الحميد فرقاتي، وهو من الأسماء الفنية المعروفة بالمدينة، وقد ساهم في نجاح الفعالية. وأوضحت المتحدثة، أن حضور العائلات كان لافتا ومشجعا على الاستمرار، حيث تفاعل الناس مع الوصلات الغنائية ورقصوا على أنغام المالوف، إلى جانب حضور مغتربين من كندا، و ستراسبوغ، وفرنسا، أعربوا عن سعادتهم الكبيرة بالمبادرة عن حبهم لأغاني المالوف، فيما طلبت عائلات تنظيم قعدات فنية مماثلة بشكل دائم على مستوى الحديقة التي تعتبر مكانا مناسبا جدا للكبار والصغار.
وقالت، بأن المبادرة ستستضيف أسماء فنية عديدة، وأن القائمة ستضبط بحسب رزمانة نشاطات كل فنان، وستحرص الجمعية على تنظيم محكم لضمان برمجة قعدات فنية راقية للحضور، تكون فيها المتعة حاضرة بلا شك حسب تعبيرها.مشيرة إلى أن الفعالية تأتي ضمن سلسلة المبادرات التي تنظمها الجمعية لإحياء تراث وعادات المدينة، حيث سبق وأن نظمت السنة الماضية جولة سياحية لضيوف من مختلف الولايات تعرفوا على مواقع المدينة، اختتمت «بسينية قهوة العصر» على مستوى حديقة سوسة أسفل جسر باب القنطرة، أين قدمت حلويات قسنطينية تقليدية في أواني نحاسية جميلة.
وتحضر الجمعية كذلك حسب ممثلتها، لتنظيم طبعة ثانية من تظاهرة «ليلة في متحف» بقصر الحاج أحمد باي، والتي تهدف للتعريف باللباس القسنطيني التقليدي، والأطباق والحلويات، وكل ما يميز السينية القسنطينية التقليدية، مع حضور وجوه فنية وضيوف من مختلف ولايات الوطن، مشيرة إلى أن الطبعة الأولى تميزت بحضور الفنان بن زينة، فيما ستحمل الطبعة الثانية الجديد الذي سيكشف عنه في الوقت المناسب حسبها.
أسماء ب
