يجد أولياء في المخيمات اللغوية الصيفية، ودورات تعليم اللغات التي تقترحها مؤسسات وأكاديميات وجمعيات، فرصة لتطوير مهارات الأبناء اللغوية، خاصة بالنسبة لمن يلتحقون هذا الموسم بأقسام السنة الثالثة ابتدائي، حيث يعتبرها أولياء بمثابة تمهيد لمباشرة دراسة المادة الأجنبية دون صعوبات، وكذا اكتساب اللغة في سن مبكرة.
ويشجع أساتذة على الالتحاق بهذه المخيمات لما تضمنه من تكوين قاعدي لهذه الشريحة، مؤكدين بأن اكتساب اللغة في سن مبكرة يمكن من ترسيخها وسهولة تطويرها والحديث بها بطلاقة مستقبلا.
دورات تستمر لشهرين
تكثف مدارس خاصة بتعليم اللغات نشاطها صيفا، مستغلة فترة العطلة لإطلاق دورات تكوينية في إطار مخيمات صيفية تستمر لمدة شهرين، في لغات أجنبية أهمها الفرنسية والإنجليزية، وتستقطب عددا كبيرا من المهتمين، حيث يثمنها الأولياء الحريصون على ضمان تكوين قاعدي لأبنائهم وتطوير مهاراتهم اللغوية، ومعالجة النقائص وتداركها قبل بداية السنة الدراسية.
وقد لاحظنا من خلال تصفحنا لمنصات تعليم تابعة لمدارس خاصة وصفحات افتراضية إطلاق عروض تكوينية متنوعة، تتضمن معدل الحصص في الأسبوع، والمنهاج المقدم، والمستويات المحددة بالفئات العمرية، وطرق التسجيل.
وتأتي العروض التكوينية تحت شعارات مغرية لاستمالة الجمهور المستهدف، من بينها " حول عطلة طفلك إلى مغامرة تعليمية ممتعة"، "طفلك سيتحدث اللغة الإنجليزية بثقة"، وغيرها من الشعارات المحفزة على الالتحاق بالمخيم، فضلا عن التفصيل في مقرر الدورة، والأدوات التعليمية المعتمدة لضمان نجاح العملية التعليمية، كتنويع الأنشطة واعتماد اللعب كوسيلة لنقل وترسيخ المعلومة، وضمان المتعة في الآن ذاته لتجنب نفور الطفل ووقوعه في فخ الملل.
وتتردد في المنشورات الترويجية عبارات من قبيل "التعليم الفعال في جو مليء بالمرح"، و"مجموعات صغيرة بفعالية كبيرة"، و"أساتذة يهتمون"، و "نتائج حقيقية في وقت قصير"، كما تنشر الجهات المشرفة على المخيمات اللغوية فيديوهات توثق لدورات سابقة وتبرز نجاعة الإستراتيجية التعليمية المنتهجة، كالألعاب التعليمية والنتائج المحققة، التي تظهر مدى إتقان المتدربين الصغار للغة بعد إنهاء الدورة، ما يخطف اهتمام أولياء يبدون من خلال تعليقاتهم رغبتهم في الاستفادة من التجربة.
حصص حضورية وأخرى عن بعد
وأمام اهتمام الأولياء بتسجيل أبنائهم وتعذر ذلك على البعض بسبب الانشغال و بعد المسافة، قدمت أكاديميات ومؤسسات تعليمية فرصا لتدريب الأطفال عن بعد من خلال حصص لغوية عبر تطبيقات المحادثة ومجموعات الواتساب، أين تقدم دروس تفاعلية متنوعة تضمن تعليما قاعديا يبدأ من فهم وحفظ الحروف والأرقام وكيفية كتابتها ونطقها. كما تتوفر أيضا، دروس وحصص مسجلة في شكل مقاطع فيديو، إلى جانب مطويات تضم أنشطة تكوينية لاختبار الكفاءات، حيث تضمن تأطيرا عن بعد مقابل سعر يبدأ من 2500 دينار للشهر.
وتتيح هذه الصيغة، الاطلاع على المحتوى المرسل في الوقت الذي يناسب المتعلم، مع تقديم حصص على المباشر بمعدل حصتين كل نهاية أسبوع يشرف عليها أستاذ مؤطر، منها حصة خاصة بالمحادثة وتحسين النطق، وهذا ما يضمن حسب القائمين على المخيم الافتراضي تكوينا نوعيا، ويسمح للأطفال بالاستمتاع بالعطلة مع التعلم دون ضغط، كما يمكن الأولياء من متابعة الأبناء، ويكون بمقدور الإخوة غير المسجلين الاطلاع على المحتوى المرسل كذلك.
تطوير مهارات النطق والمحادثة دافع الأولياء
وفي حديثنا لأولياء سجلوا أبناءهم ضمن دورات انطلقت مطلع جويلية المنصرم، لمسنا اهتماما كبيرا بتكوين وتحضير الأبناء في اللغات الأجنبية خلال العطلة الصيفية، التي يعتبرونها فرصة لاكتساب مهارات لغوية والاستعداد لموسم دراسي ناجح.
قال علاء أب لطفلة في سن الثامنة، إنه حرص على تسجيل ابنته ضمن مخيم صيفي لتعليم اللغة الإنجليزية هذه الصائفة، لأسباب كثيرة تتعلق أساسا بتحضيرها بيداغوجيا ونفسيا لدراسة المادة لأول مرة في السنة الثالثة ابتدائي، حيث تضمن الدورة دروسا تمهيدية لتعلم الحروف وكيفية النطق، مضيفا بأن تعلم الإنجليزية مهم في سن مبكرة لأنها لغة العلوم والأكثر استخداما.
فيما قالت نهلة أم لطفلين، بأنها سجلت ابنيها لأول مرة للالتحاق بدورة لغوية صيفية، بعد أن شاهدت فيديوهات لدورات سابقة تبرز النتائج المحققة خاصة ما تعلق بسلاسة النطق. مردفة بأنها لا تكتفي بما يقدم لهما في الدورة حيث تحرص على مرافقتهما في البيت ومراجعة ما تم تعلمه من خلال المحادثة، ناهيك عن ممارسة أنشطة تعليمية قالت إنها تستلهم أفكارها من قنوات اليوتيوب.
من جهتها، ثمنت أستاذة الطور الابتدائي نورة بوحبيلة في حديثها للنصر، تنظيم مخيمات صيفية لتعليم اللغات، في حال كان يشرف عليها أساتذة مؤهلون يحملون شهادات تعليمية في المادة، لما لذلك من أهمية كبيرة في توظيف الطرق البيداغوجية لإيصال المعلومة بطريقة صحيحة للصغار وتمكينهم من تطوير مهارات المتعلم وتحسين أدائه اللغوي خاصة بالنسبة لتلاميذ السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.
وتؤكد المتحدثة، أن هذه المرحلة العمرية مهمة جدا لتطوير كفاءات التلميذ التعليمية وتلقينه أبجديات وقواعد اللغة الأساسية خصوصا اللغات الأجنبية، كونها المرحلة المناسبة لترسيخ المعارف بسهولة. مشيرة، إلى أنها تساهم في التدارك المبكر لنقاط الضعف التي يعاني منها الطفل ومعالجتها في حينها، كما تساعد في التحفيز وتطوير المهارات. مضيفة، بأن هذه الدورات بمثابة خطوة تمهد لعودة التلميذ لمقاعد الدراسة، وقالت بأنها لاحظت فرقا واضحا بين التلاميذ الذين يخضعون لدورات تعليمية صيفيا، وبين أولئك المنقطعين عن كل ما تعلق بالدراسة وأوضحت أن الفرق يكمن في الاستعداد وسهولة التعاطي مع المعلومة وطلاقة النطق نتيجة التمارين والأنشطة المقدمة. أ بوقرن