تتحول ولاية جيجل في كل صيف، إلى قبلة سياحية بامتياز، تستقطب الزوار من كل جهات الوطن، فالشواطئ الخلابة و الجبال الخضراء وكرم الناس عوامل تجعل منها وجهة مثالية للاستجمام، كما يفضلها الزوار والعائلات لتوفرها على هياكل إقامة بأسعار تنافسية، نظرا لتعدد الخيارات خصوصا هذا الموسم، أين دخلت الإقامات السكنية الجديدة على خط الإيواء، لتضاعف عدد العناوين التي تفتح بابها للمصطافين بعد الفنادق و الشقق العائلية، التي تقترح تجربة سياحية محلية بميزانية بسيطة.
و بين الفخامة والبساطة، برزت مؤخراً في جيجل خيارات وسطى مثل الشقق الفندقية، والقرى السياحية المصغّرة، وهي مشاريع تجمع بين حرية الإقامة لدى القاطن ونوعية الخدمات الفندقية، وتلقى إقبالاً متزايداً، خاصة من العائلات متوسطة الدخل.
ويبقى تنوع مرافق الإيواء في جيجل نقطة قوة تحسب لها، إذ يجد الزائر ما يناسبه سواء من حيث السعر، الخدمات أو الجو العام، فمن يبحث عن عطلة منظمة، سيجد ضالته في الفنادق، ومن يريد تجربة أكثر واقعية وبسيطة، فالإقامة لدى القاطن تفتح أبوابها بروح الضيافة الجيجلية المعروفة.
خدمات كاملة وأسعار متفاوتة
تعرف معظم الفنادق بإقليم ولاية جيجل، على اختلاف تصنيفها إقبالا كبيرا للزبائن و الزوار، فالمدينة تستقبل المئات من المصطافين منذ بداية شهر جويلية وتشهد حركية كبيرة جدا بلغت ذروتها مع دخول شهر أوت الجاري.
وقد تبين من خلال استطلاع قمنا به، أن غالبية الفنادق محجوزة وعلمنا من مسيرين، أن الحجوزات تمت قبل أشهر خصوصا وأن هناك زبائن أوفياء يترددون عليها كل موسم تقريبا.
من جهتهم، أكد مصطافون قابلناهم، أن المدينة سجلت هذه السنة تنوعا أكبر في خدمات الإيواء ووفرة أكثر سواء فيما يتعلق بالغرف الفندقية أو منازل الخواص، أو حتى الإقامات السكنية الجديدة.
والمميز حسبهم، أن معظم الفنادق مطلة على الشواطئ ولذلك تلقى رواجا ويكتسب بعضها شهرة، بالنظر إلى الموقع وجودة الخدمات كذلك.
ويؤكد مسؤولون بفنادق، أن جل الغرف محجوزة بشكل كامل طوال شهر أوت وحتى بداية سبتمبر، علما أن ذروة الحجوزات بدأت مع منتصف شهر جويلية.
وقد أوضح صاحب فندق المنار الكبير، أن معظم زبائنه أوفياء ونسبة منهم تعود إلى الفندق خلال كل موسم جديد لقضاء العطلة، وهي ملاحظة يشاركه فيها عدد من المستثمرين الآخرين بالولاية.
على شاطئ "كتامة"، أحد الشواطئ النشطة والمقصودة بالولاية التقينا يوسف، مصطاف جاء من العاصمة رفقة زوجته وطفليه، أخبرنا بأنه يفضل الإقامة بالفنادق، وقد اختار غرفة فندقية مطلة على البحر ليستمتع بجمال الساحل الجيجلي معلقا :" أختار الفندق خلال كل عطلة لأن الجميل في فنادق جيجل أنها عائلية بامتياز وكل شيء فيها منظم ويبعث على الراحة".
مضيفا " لاحظت هذه السنة تحسنا في مستوى وجودة الخدمات سواء من ناحية الوجبات أو النظافة كذلك، وحتى التنشيط الخاص بالأطفال." يواصل محدثنا " صحيح أن الأسعار مرتفعة قليلاً، لكنها تستحق، خاصة إن كنت في عطلة قصيرة".
وحسب مصطاف آخر من قسنطينة، فإن الميزة الأهم في الفندق حيث يقيم هي الشاطئ الخاص، علما أنه استحدث هذا الموسم فقط فقد سبق له أن زار الفندق السنة الماضية ولم يكن الشاطئ مجهزا لاستقبال النزلاء، لكنه دخل الخدمة هذا الموسم وهي إضافة كبيرة ومهمة جدا بالنسبة له كما عبر.
قال المصطاف، إنه غالبا ما يختار جيجل للاصطياف لجمال شواطئها ولأن معظم الفنادق فيها مطلة على البحر وعائلية و مريحة، كما أن الأسعار مقبولة نوعا مقارنة بمدن أخرى ساحلية.
محدثنا، أكد أنه لمس صحوة سياحية خدماتية هذا الموسم في المدينة، وقال إنه خلال بحثه عبر الإنترنت عن أماكن للإقامة، صادف خيارات عديدة لنزل عائلية صغيرة بأسعار مناسبة، و حتى شققا فاخرة في إقامات سكنية حديثة، لكنه مع ذلك يختار الفنادق لأن الخدمة فيها تكون كاملة بما في ذلك خدمة الغرف و الإطعام، ناهيك عن أن بينها ما يتوفر على شواطئ خاصة.
وأضافت زوجته، أنها لا تحبذ فكرة التنقل من الفندق إلى الشواطئ أخرى وتفضل أن تقيم في مكان يتوفر على كل شيء، لأنها تطلب الراحة وترفض أن تتحمل الازدحام المروري و ما يتبعه من تعب وحرارة.
واعتبرت، أن هناك تحسنا في جودة الخدمات في الفندق الذي تقيم فيه حاليا، وهي ملاحظة سجلتها بعدما لمست فرقا واضحا مقارنة بالسنة الماضية، مضيفة أنها سعيدة بهذا التطور لأنها لا تمانع في دفع المبلغ الذي يطلبه الفندق مقابل الإقامة، لكن شريطة أن تكون الخدمة جيدة تنسيها تعب سنة كاملة من الجهد بين مسؤوليات البيت والوظيفة.
30 فندقا وإقامة بطاقة إيواء فاقت 3 آلاف سرير
تعرف، ولاية جيجل في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا من ناحية الحظيرة الفندقية التي بدأت تتوسع بشكل كبير، حيث تحصي 30 فندقا و إقامة بطاقة إيواء فاقت 3 آلاف سرير.
كما أن نوعية الخدمات عبر الفنادق قد تعددت و تنوعت في ظل التنافس الحاصل، و البحث عن أرقى الخدمات مع تنويعها حسب أصناف الزائرين للولاية.
و أكد مسير فندق للنصر، أن نسبة الإقبال على الفنادق في جيجل في تزايد مستمر معلقا :" نحاول أن نلائم عروضنا مع قدرات الزبائن، من خلال توفير غرف مختلفة الأسعار وخدمات متنوعة، مع ذلك فإن هناك منافسة كبيرة يفرضها أصحاب الشقق و الإقامات السكنية، لأنهم يشكلون خيارا أفضل للعائلات التي يكون عدد أفرادها كبيرا".
الإقامة لدى القاطن.. تجربة إنسانية واقتصادية
وفي الأحياء الشعبية غير بعيد عن البحر، تجد عائلات قادمة من مختلف الولايات ضالتها في تأجير غرفة لدى عائلات مقيمة أصلا في بيوتها، فتكون الإقامة بذلك مشتركة لكنها أقل تكلفة.
وأوضحت سيدة أرملة، بأنها في كل سنة تفتح شقتها في الطابق الأراضي للزائرين و المتوافدين على الولاية، و تقوم بتأجيرها للعائلات، وتعتمد بشكل كبير على كراء منزلها لتحصيل مداخيل إضافية تعيل بها أفراد عائلتها.
وقالت: " نستقبل العائلات وكأن أفرادها يقربوننا، البعض أصبحوا أصدقاء يزوروننا كل سنة، والإقامة هنا ليست فقط مقبولة التكلفة، بل تمنحهم الحرية في الطبخ وإدارة الوقت كما يشاؤون."
وعلق محمد، مصطاف من سطيف، " لا يمكنني تحمل مصاريف الفنادق مع عائلتي الكبيرة، لكننا نجد الراحلة في بيوت القاطنين دون أن نضطر لدفع مبالغ كبيرة".
وأشار، إلى أنه أجر منزلا من 03 غرف بحي البرقوقة، وقد كلفه 4000 دج، مضيفا بأن الخدمة المقدمة من العائلات قد تحسنت مقارنة بالسنوات السابقة، و جل المنازل مكيفة و نظيفة.
نفس الرأي تشاركه بعض الزائرين و زبائن وكالة عقارية بحي الكازينو، قالوا لنا خلال استطلاعنا، بأن الخدمات قد تحسنت مقارنة بالسنوات السابقة، مؤكدين بأن الخيارات متعددة جدا وأن الوكالات توفر عروضا تتناسب مع الميزانيات المحدودة نوعا ما، كما تقترح وجهات حسب الحاجة ونزولا عند الطلب كذلك. أخبرنا خالد، صاحب وكالة عقارية، بأن الإقبال على الولاية يتزايد من شهر لأخر، فمع نهاية شهر جويلية يكثر التوافد، مما يجعل العثور على شقة فارغة صعبا للغاية، مؤكدا بأن العديد من العائلات تفضل كراء المساكن و الشقق بدل التوجه للفنادق لعدة اعتبارات، أهمها الأسعار والبحث عن الراحة و الخصوصية داخل المنزل.
و بالنسبة للأسعار، فذكر صاحب الوكالة بأنها تختلف حسب الفترة وكذا مكان تواجد الشقة و حجمها و المستلزمات التي تتوفر عليها، وتتراوح بين 3500 دج إلى غاية 8500 دج. كـ. طويل