الجمعة 8 أوت 2025 الموافق لـ 13 صفر 1447
Accueil Top Pub

على هامش الألعاب المدرسية: قسنطينة تأسر قلوب الوفود الإفريقية والعربية


نجحت ولاية قسنطينة، في الترويج للهوية الثقافية والتراث المادي واللامادي الغني لأحد أقدم المدن في العالم، وقد حققت الزيارات والجولات السياحية التي خص بها المشاركون في الألعاب الإفريقية المدرسية، نجاحا باهرا وخدمت غرض الترويج، كما تعكسه منشورات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي لرياضيين صغار ومرافقين لهم.

حاتم بن كحول

سطّرت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية قسنطينة، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب، برنامجا سياحيا على هامش التظاهرة الرياضية والتربوية، المتمثلة في الطبعة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية بمدينة الجسور المعلقة، وشمل البرنامج أبرز المعالم السياحية والثقافية في الولاية، كما ضم عدة فرق موزعة على أيام مختلفة.
نظمت الجولات السياحية تحت إشراف مرشد سياحي يتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، لتسهيل مهمة التعريف بالمواقع المدرجة على المسار السياحي، كما تم توفير حافلات نقل مريحة ومكيّفة تتكفل بنقل الوفود إلى مختلف المواقع، ما جعل تلك الزيارات منظمة ونالت إعجاب الأجانب الأفارقة والعرب.
واكتشفت الوفود الإفريقية القادمة من عدة دول على غرار السنغال والكونغو الديمقراطية، ومدغشقر، وتشاد، وغانا، والكاميرون، وساحل العاج، وأوغندا، ونيجيريا، والنيجر، جل المعالم السياحية والثقافية في جولات سياحية منظمة، عبر فرق وعلى مدة أيام، كما هو الحال مع المشاركين من ليبيا ومصر وتونس والسودان، والذين اكتشفوا جمال قسنطينة وتاريخها الغني بوصفها واحدة من أقدم المدن في العالم.
نصب الأموات يخطف الأنظار
وتمثّل البرنامج السياحي، في زيارة نصب الأموات كأول موقع، وهو ما أثار إعجاب السياح كثيرا، خاصة لرمزيته التاريخية وموقعه المرتفع المطل على الجبال الغابية والهضاب المنخفضة، وقد استمتع الزوار بالتقاط الصور في المكان لتذكرهم بزيارتهم لمدينة قسنطينة، رغم أن تلك المناظر والصور ستبقى عالقة في أذهانهم مدى الحياة لاختلاف الطبيعة الجغرافية لهذه المدينة الفريدة من نوعها.
كما تجول المرشد السياحي بمختلف الوفود على مدار أيام بين جسر سيدي مسيد وموقع نصب الأموات، مرورا على السلالم المحاذية للمستشفى الجامعي والمطلة على مناظر خلابة، أين استغل الشباب المشارك في الفرصة للتصوير والنشر على مواقع التواصل، معبرين عن انبهارهم بجمال المنطقة وتميزها.
و اعتبر مشاركون من مصر، بأن الهندسة هي أكثر ما يثير الإعجاب وذلك لجماليتها العالية و تماهيها مع الطبيعة الصخرية للمكان، ناهيك عن انبهارهم بإطلالته الخلابة على الصخور العتيقة المزينة بالشجيرات والنباتات الخضراء، التي تحلق فوقها الطيور و النسور ما زاد من روعة تلك المشاهد، ناهيك عن الإطلالة على البنايات القديمة بحي "الشارع" والمنجزة قبل عشرات السنوات، والتي أضحت تعد جزءا لا يتجزأ من المناظر المبهرة المكملة لبقية الجسور والمعالم الأخرى.
وأكد الشاب موتا كريستيان، رياضي من جمهورية الكونغو، أنه أعجب كثيرا بمدينة قسنطينة التي وصفها "بالجميلة جدا"، خاصة عند زيارته لأبرز معالمها التي تتحدث حسبه، عن تاريخ طويل ومميّز، وعبر عن فخره وسعادته بزيارة هذه المدينة "الساحرة" على حد قوله.
وتعمّدت الجهة المنظمة للجولات، نقل الوفود سيرا على الأقدام من أجل إتاحة فرصة عيش تلك اللحظات الجميلة، خاصة في المسافة الممتدة من جسر سيدي مسيد إلى الكهوف أو ما يسمى "بالغيران"، والتي أتاحت لهم فرصة ولوجها والاستمتاع بغموض ظلامها وإطلالتها الخلابة على قسنطينة السفلية بداية من سيدي مسيد وشلالاته الرائعة، والطبيعة الخلابة التي تٌميّز تلك المنطقة.
جولات وقصص في الشوارع والأزقة
كما قاد المرشد جوامع، الذي وثق لحظات الزيارات عبر حساباته على مواقع التواصل، الأجانب الأفارقة والعرب في جولة امتدت من شارع يوغسلافيا "البولفار" إلى حي "القصبة"، وصولا إلى "شارع فرنسا" ومنه إلى ساحة 1 نوفمبر، ثم إلى أنفاق وسط المدينة من أجل اكتشاف أبرز الصناعات التقليدية التي ترمز لعبق وتاريخ المدينة، وتعتبر جزءا هاما من تراثها الثقافي.
واطلعت الوفود خلال الجولات الميدانية على أبرز ما تشتهر به المدينة من حرف يدوية متميزة، على غرار صناعة النحاس التي تشمل إنتاج الأواني النحاسية المزخرفة والتحف الفنية، بالإضافة إلى فن التطريز الذي يزين به اللباس التقليدي القسنطيني، وصناعة الفخار والزجاج والخشب.
قصر الباي وسحر التاريخ و العمارة
ولا تكتمل جولة اكتشاف مدينة قسنطينة سياحيا وثقافيا، إلا بزيارة قصر أحمد باي الواقع وسط المدينة، ليقوم المرشدون في هذا القصر بالتنسيق مع المرشد الرئيسي، بالتعريف بهذه التحفة التاريخية وأبراز زواياها التي تروي قصة مختلفة ممتعة عن سابقتها، خاصة وأن هذا القصر يعتبر جوهرة قسنطينة المعمارية، ويوثّق لحياة آخر حكام الشرق الجزائري في العهد العثماني.
وقد تلقت الوفود شروحات متعلقة بتاريخ إنجازه سنة 1825 على مدار 10 سنوات، بعد أن أمر أحمد باي بن محمد الشريف مجموعة من أمهر المهندسين ببنائه ليكون مقرا لحكمه، وكانت هندسته مزيجا من الطراز الموريسكي نسبة إلى الموريسكيين الذين بقوا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الأندلس عام 1492.
واستفادت الوفود من زيارة إلى قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، الذي يحتضن عدة تظاهرات سياحية وثقافية تعرّف بالتاريخ الكبير للمدينة إضافة إلى مناطق ومعالم أخرى نالت إعجاب الزائرين، الذين توّجوا مشاركتهم القارية وتحدياتهم الرياضية بجولة سياحية ستبقى راسخة في أذهانهم.وساهم في هذه الرحلات ممثلون عن مديريات السياحة والصناعات التقليدية، والثقافة والفنون، والتربية لولاية قسنطينة، أين رافق أزيد من 100 متطوع تلك الوفود منهم 40 متطوعا من مديرية التربية، جلهم أساتذة تربية بدنية، ما جعل هذا المزيج من المرافقين يقدم إضافة كبيرة لتلك الجولات والزيارات.
واستغل الرياضيون والمرافقون لهم، الفرصة من أجل زيارة أكبر مدينة في ولاية قسنطينة، ويتعلق الأمر بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، والتي أصبحت تستقطب الزوار والمتسوقين من خارج وداخل الوطن، لتكون المدينة الجديدة أنسب مكان للتسوق بالنسبة لمنظمي الجولة، لما تزخر به من مراكز تجارية عصرية توفر كل السلع والمنتجات.
وعرف المركزان التجاريان بالوحدة الجوارية 2، زيارات متكررة للوفود مكّنتهم أكثر من اقتناء هدايا تذكارية، وكذا أتاحت لهم فرصة الاحتكاك مع المواطن القسنطيني الذي رحب بهم بحاوة، كما استفاد الضيوف من وجبات سريعة على الطريقة المحلية نالت إعجابهم كثيرا.
أماس فنية على شرف الضيوف
ولم تكتف اللجنة المنظمة للتظاهرة الرياضية بتلك الجولات السياحية، بل نظمت على شرف الحضور أماسي فنّية بهيجة، على مستوى الإقامة الجامعية عين الباي 7 التي استغلت كمقر لهم، أين استمتعوا بجمال وعذوبة المالوف القسنطيني وتفاعلوا معه.
كما استفاد وفد اللجنة التنظيمية للألعاب الأفريقية المدرسية، برئاسة عمار براهمية، رئيس اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم الألعاب الأفريقية المدرسية، وداكوستا أليغري أفونسو جواو مانويل، رئيس لجنة تنسيق اللجان الأولمبية الأفريقية من زيارة مواقع سياحية بقسنطينة، وكانت فرصة للاطلاع على المقومات السياحية المتنوعة و الجذابة التي تزخر بها قسنطينة، وأبدى المسؤولون عن تنظيم التظاهرة الرياضية انبهارهم بما شاهدوه بمدينة قسنطينة، وخاصة عند تواجدهم على الجسور المعلقة المختلفة، كما هو الحال مع كل من يزور المدينة.ومكّنت مثل هذه التظاهرات الرياضية، من الترويج للسياحة بالمدينة خاصة وأنها استضافت خلال آخر 4 سنوات عدة منافسات قارية وإقليمية كبيرة على غرار "كأس إفريقيا للاعبين المحليين"، و"كأس إفريقيا للاعبين أقل من 17 سنة والألعاب العربية" وغيرها من المنافسات التي جذبت أكبر عدد ممكن من الأجانب الأفارقة أو العرب، والذين أجمعوا كلهم على أن الفرصة كانت مواتية من أجل اكتشاف هذه المدينة رائعة الجمال.كما عبّرت الوفود المشاركة في الطبعة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية، عن إعجابها بولاية قسنطينة، سواء من حيث التنظيم أوالمرافق، أو المعالم السياحية والثقافية، و أثنت على حفاوة الاستقبال من سكان الولاية أينما حلّوا، وذلك بحسب ما أكدته خلية الإعلام الاتصال بمديرية السياحة والصناعات التقليدية.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com