
طور طلبة من جامعة تبسة، مشروعا بحثيا يتمثل في» نظام ذكي للتنبؤ بأعطال الكسارات» وأوضح المشرف على العمل الدكتور خالد رايس، أن فكرته جاءت تماشيا على واقع المنطقة ومتطلبات الصناعة فيها، باعتبارها من أهم المناطق التعدينية في الوطن، حيث تشكل الصناعات الاستخراجية عصب اقتصادها.
وقد تبنت جامعة تبسة، المشروع البحثي الطموح الذي يهدف إلى تقديم حلول ذكية لتحديات القطاع التعديني، وحسب رايس، فإن الأمر يتعلق بنظام ذكي للتنبؤ بأعطال الكسارات، والكسارات هي محطات تفتيت الصخور لاستخدامها إما في البناء أو تفتيت الخامات لتسهيل عمليات النقل و المعالجة الصناعية اللاحقة.
ويعد المشروع ثمرة جهد جماعي يفيد فى تعزيز التنمية المستدامة في منطقة تبسة، أين تشكل الكسارات والمحاجر عصبا حيويا للصناعات الاستخراجية، وشريانا اقتصاديا مهما ويُعتبر هذا النظام تتويجا لجهود بحثية مكثفة تدمج بين الابتكار الأكاديمي والحلول التقنية العملية، في إطار سعي الجامعة لمواكبة التحديات التشغيلية للقطاع الصناعي المحلي.
ويقود هذا المشروع حسب محدثنا، فريق بحثي متكامل يجمع بين الخبرات الأكاديمية العميقة والطاقات الشابة المبتكرة، حيث يشرف عليه الدكتور خالد رايس، الأكاديمي والمبتكر الحاصل على أربع براءات اختراع، والمتوج بعدة جوائز وطنية مرموقة، من بينها جائزة ثاني أفضل اختراع على مستوى الجزائر لعام 2021، والمركز الأول في هاكاثون «Less Plastic 2023» و»Bleu Hack 2023» . ويسهم فريق العمل الذي يضم الدكتور شوقي مالكية كمؤطر ثان، إلى جانب الطالبات ذكرى بن خذير ونعمة سنوسي من معهد المناجم تخصص صيانة صناعية، والطالبة فتني سارة من قسم الإلكترونيك بكلية العلوم والتكنولوجيا، في إثراء المشروع من خلال تكامل التخصصات بين الهندسة الصناعية والإلكترونيك، مما يضمن تقديم حلول متكاملة قابلة للتطبيق في الميدان. وأوضح محدثنا، أن النظام الذكي يعتمد على شبكة من المستشعرات الإلكترونية المصممة خصيصا لرصد العوامل التشغيلية مثل الاهتزازات ودرجات الحرارة وجودة التزييت والاستهلاك الكهربائي، فيما تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات المستقاة والتنبؤ بالأعطال المحتملة قبل وقوعها، مما يمكن القطاع الصناعي من التحول من الصيانة التقليدية القائمة على رد الفعل إلى الصيانة الاستباقية التي توفر الوقت والجهد والموار.
وأضاف المشرف، أن أثر هذا المشروع لا يقتصر على تحسين إنتاجية الكسارات وتقليل تكاليف الصيانة فحسب، بل يمتد ليشكل نموذجا حيا للربط بين البحث العلمي واحتياجات المحيط الاقتصادي، حيث يقدم مثالا عمليا على كيفية مساهمة الجامعة في بناء سلسلة القيمة الوطنية وتعزيز التنمية المستدامة
كما يفتح آفاقا جديدة للطلبة للانخراط في مشاريع تطبيقية تحت إشراف أساتذة وباحثين متميزين، مما يسهم في إعداد جيل جديد من المهندسين والباحثين القادرين على قيادة مسارات التطور التكنولوجي في البلاد.
وكان وزير التعليم العالمي، قد أشاد بالمشروع عن زيارته للجامعة قبل مدة، أين أكد أن الأفكار من هذا النوع تشكل ركيزة أساسية لتعزيز مكانة الجامعة الجزائرية كفاعل رئيسي في تحقيق الرؤية الوطنية للتنمية. معربا عن دعمه الكامل لاستكمال العمل وتعميم نتائجه على القطاعات الصناعية الأخرى. و معتبرا المشروع نموذجا للبحث العلمي المرتبط باحتياجات المحيط الاقتصادي، وكان قد وعد حسب المتحدث، بتقديم كل الدعم المالي والفني لإنجاح هذا المشروع الطموح، مؤكدا أن “هذا النموذج يستحق التعميم على جميع الجامعات الجزائرية» الدكتور رايس، يرى أن قصة هذا المشروع تمثل رسالة أمل لكل أبناء الجزائر، بأن الإرادة والعزيمة قادرتان على تجاوز كل العقبات، وتؤكد الدكتورة مالكية شوقي من جهتها أن “الجامعة ستواصل انفتاحها على محيطها الاقتصادي، مساهمة في تنمية الوطن بشريا واقتصاديا».
ع.نصيب