يشجع سيف الدين مطاطلة صاحب المرتبة الثانية في أولمبياد المهن 2025 بوهران، الشباب العاطل عن العمل ومن توقف مساره الدراسي على الالتحاق بمجال التكوين المهني لما يوفره من فرص ثانية للتعلم واكتساب المهارة التي تفتح بابا نحو النجاح.
ينحدر نصر الدين صاحب 22 ربيعا، من ولاية بسكرة، وقد تألق خلال المنافسات الأخيرة محققا الميدالية الفضية على المستوى الوطني، وذلك بعد مسار طويل من التكوين الجاد والاختبارات الصعبة كما قال. موضحا «للنصر» بأنه يعد نموذجا عن الشباب الذي يؤمن بقدراته ويبحث دائما عن بدائل مناسبة سعيا للتطور بدليل تفوقه في العالية الوطنية واستعداده للمنافسة في الأولمبياد الإفريقية ومن ثم العالمية.
انضباطي الدراسي فتح لي الأبواب
يدرس محدثنا، تخصص السياحة وإدارة الفندقة في المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بفلفلة بولاية سكيكدة، قال إنه اختار هذا المجال بشغف كبير، وسعى منذ بداياته إلى تطوير كفاءاته وخوض مختلف التحديات المهنية، ليجد نفسه بعد سنوات من الاجتهاد واقفا على منصة التتويج ضمن منافسات أولمبياد المهن.
وقد أوضح، أن فكرة مشاركته في مسابقة أولمبياد المهن جاءت بدعم مباشر من أساتذته وإدارة المعهد، الذين لمسوا فيه الانضباط والجدية والقدرة على التميز.
وقد تم اقتراح اسمه للمشاركة في التصفيات الولائية ثم الجهوية، قبل أن يصل إلى المنافسة الوطنية بوهران، حيث خاض تجربة قوية أثبت فيها جدارته.
موضحا، بأنه حقق المرتبة الأولى والميدالية الذهبية خلال التصفيات الولائية، ليتأهل إلى التصفيات الجهوية التي احتضنتها ولاية قسنطينة وعلى الرغم من صعوبة المنافسة وارتفاع مستوى المتسابقين، فقد واصل مشواره وافتك الميدالية الذهبية الجهوية أيضا، مما أهله لخوض غمار النهائيات الوطنية بوهران، حيث وصل إلى منصة التتويج متحصلا على المرتبة الثانية على المستوى الوطني.
ووصف سيف الدين المنافسة الوطنية بأنها كانت قوية جدا، إذ وجد نفسه أمام متسابقين تلقوا تكوينا من مدارس خاصة عريقة، ما رفع من مستوى التحدي، ورغم ذلك لم يتراجع وحضر جيدا قبل المسابقة، وواجه الضغط بثبات كما عبر.
لكنه اصطدم بتفصيل مهم فالحكام استخدموا في البداية حسبه، برنامجا مختلفا عن البرنامج المعتمد في ولايات الشرق، وهو برنامج Opera الخاص بتسيير الفنادق. ولتفادي الفوارق بين المتسابقين، قامت اللجنة المنظمة ببرمجة دورة تكوينية قصيرة لجميع المشاركين، ما سمح بتحقيق توازن في المعارف ومنح الجميع نفس الفرصة.
وكشف، أن أصعب مرحلة واجهها خلال المنافسات كانت اختبار الإجابة الكتابية، الذي اعتبره الأكثر تعقيدا بسبب تنوع الأسئلة وعمقها، إذ شملت تفاصيل تقنية دقيقة حول الاستقبال الفندقي، التعامل مع الزبائن، برامج التسيير، والإجراءات الإدارية.
كما اعتبر الضغط النفسي تحديا كبيرا، خاصة أنه واجه متنافسين تلقوا تكوينا متقدما في مؤسسات خاصة، بينما يرتكز تكوينه على المعطيات القاعدية، إلا أن ثقته في نفسه وقدرته على التركيز والحفظ جعلته يحافظ على مستواه ويؤدي باحترافية.
وأكد سيف، أنه كان يتوقع تواجده ضمن المراتب الأولى، لأنه مؤمن بقدراته في مجال الاستقبال الفندقي، خاصة وأنه كان مجتهدا ومثابرا خلال تكوينه.
تدريبـــات مكثفــة قبـــل الأولمبيـــاد
وأوضح، بأنه انطلق في التحضير الجاد قبل 15 يوما من المسابقة، حيث استفاد من برنامج تدريبي مكثف داخل المعهد بإشراف أساتذة وإطارات متخصصين في الفندقة، من بينهم حلاسي كريم وبوسعيدة عطاء الله.
كما تلقى تكوينات عملية في مؤسسات مهنية حقيقية على غرار القرية السياحية روسيكادا، أين تدرب على أساليب الاستقبال وبرامج التسيير واستقبال الزبائن.
مشيرا في سياق متصل، إلى أن مشاركته في الأولمبياد مكنته من التعرف على أشخاص مهنيين ذوي خبرة واسعة، وكانوا بمثابة داعمين رئيسيين له، قدموا توجيهات قيمة وساعدوه على توسيع معرفته بأساليب تسيير الفنادق الحديثة.
وأوضح سيف، بأنه يضاعف تركيزه حاليا مع اقتراب مشاركته في البطولة الإفريقية للمهن، ومن ثم البطولة العالمية المقررة في الصين على تحسين مستواه في اللغات الأجنبية، خصوصا اللغة الإنجليزية نظرا للتعامل المنتظر مع حكام ومتسابقين من دول مختلفة.
كما يسعى إلى إتقان برامج فندقية متطورة تستخدم دوليا، لتعزيز فرصه في التتويج.
أحلم بمشروع مطعم بولاية سكيكدة
وبخصوص خططه المستقبلية، يقول سيف الدين إنه يعمل على مشروع لإنشاء مطعم خاص به بولاية سكيكدة، بدعم من وكالة «نازدا»، حيث يخضع حاليا لتكوين يساعده على فهم الجوانب التقنية والإدارية والتجارية الخاصة بالمشروع.
واستذكر، عندما كان يدرس في الجامعة ويعمل في الوقت نفسه بمطعم فندقي حيث تلقى بعض الانتقادات المهنية التي دفعته للبحث عن تكوين متخصص أكثر احترافية، وهو ما وجده في التكوين المهني الذي اعتبره فرصة حقيقية لصقل قدراته.
وخلال حديثه، شدد على أن قطاع الفندقة يشهد تطورا في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع عدد السياح وتزايد الاهتمام الرسمي بتكوين إطارات شابة في مجالات السياحة والفندقة والأمن السيبراني وغيرها.
وأضاف، أن موظف الاستقبال هو القلب النابض لأي فندق، فهو الواجهة الأولى التي يتعامل معها الزبون، وتشترط مهنته هنداما لائق و سلوكا مهذبا، وقدرة على التواصل باللغات الأجنبية.
لينة دلول
