شهد الملتقى الدولي المعنون ب»غابات البحر المتوسط تحديات ورهانات، حلول من أجل تسيير مستدام»، الذي احتضنته أمس المدرسة الوطنية العليا للغابات بولاية خنشلة، بحضور أزيد من 120 مشاركة على المستويين الوطني والدولي، إبرام 3 اتفاقيات شراكة من أجل التكوين وإنشاء مشاريع مبتكرة في مجال الغابات وتطوير زراعة الأرغان.
وأكد المدير المساعد للعلاقات الخارجية بالمدرسة الوطنية العليا للغابات بخنشلة، الأستاذ عمار مناصري في تصريح للنصر، على أن المدرسة تقوم بشراكات بين ممثلي الوسط الاقتصادي والاجتماعي العمومي والمهني، حيث توجت هذه الشراكة بإمضاء 3 اتفاقيات شراكة بين مديرة المدرسة الوطنية العليا للغابات، الأستاذة غنية بلحاج ومسؤولي الأطراف المعنية، تندرج ضمن محاور التأطير وتكوين ذو كفاءة عالية لطلبة المدرسة، حيث أن الاتفاقية الأولى التي أبرمت مع المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة البيئة والتنمية المستدامة بولاية باتنة، تتشكل من فريق تكويني مؤهل في إطار الذكاء الاصطناعي، لاسيما أن الجزائر تتوجه في هذا المسعى لتسمح الشراكة بمرافقة الطلبة من أجل إنشاء مشاريع مبتكرة في مجال الغابات لتسيير الثروة الغابية، وكذلك المصادقة على اتفاقية عمل مع الحظيرة الوطنية للقالة، لما تزخر به من تنوع بيولوجي كبير، خاصة أنها من بوصات بيئية مختلفة، تحتوي على البحار والمياه العذبة والأنظمة الغابية، لتساعد هذه الأنظمة الطلبة في تكوين وترسيخ معارف نظرية مدعمة بتكوين تطبيقي ميداني، فيما تخص الاتفاقية الثالثة العمل مع محافظة الغابات لولاية تندوف، باعتبار أن هذه الولاية تزخر بثروات طبيعية هامة، خاصة منها شجرة الارغان، لتهدف الشراكة إلى تفعيل الدور العلمي والبحث في تطوير هذه الزراعة خاصة أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون يدعو إلى تطوير هذه الزراعة لما لها من أهمية اقتصادية واجتماعية وايكولوجية للوطن .
وثمن محافظ الغابات لولاية تندوف بوغالية محمد في تصريح للنصر، الملتقى الدولي حول غابات البحر المتوسط الذي تم من خلاله المصادقة على اتفاقية شراكة مع المدرسة الوطنية العليا للغابات بخنشلة، في إطار وضع خارطة طريق من أجل تنمية شعبة الارغان بدرجة أولى وكذلك تثمين النباتات الصحراوية ذات القيمة الاقتصادية العالية، مع المشاركة بمحاضرة هامة حول مجهودات محافظة الغابات من أجل تنمية شجرة الأرغان وتثمينها وتوسيعها في المناطق المجاورة .
ومن جهته، أكد مدير الحظيرة الوطنية القالة راقدي عزيز للنصر، أن اتفاقية التعاون والشراكة التي تم إبرامها مع المدرسة الوطنية العليا للغابات، تمنح الفرصة للطلبة بتعزيز مكاسبهم العلمية من خلال الخرجات الميدانية، خاصة أن الحظيرة الوطنية القالة، تعتبر من أهم وأكثر معاقل التنوع البيولوحي في الجزائر، حيث تحتوي على 30 بالمائة من المخزون النباتي الوطني و20 بالمائة من المخزون الحيواني الوطني ولها 7 مناطق مصنفة، ما يجعلها بالغة الأهمية ومقصدا لجميع الباحثين والطلبة على حد سواء .وأكد رئيس الملتقى الدولي الأستاذ الباحث في المدرسة الوطنية العليا للغابات،عبد النور موسوني، في تصريح للنصر على أن الملتقى في طبعته الثانية الذي تحتضته المدرسة الوطنية العليا للغابات على مدار يومين، يشهد مشاركة واسعة بعدد تجاوز 120 مشاركا، منهم مشاركون أجانب، مما يدل على الأهمية وثراء المحاور المخصصة لهذا الملتقى، خاصة أنه يرتكز على 4 محاور رئيسية، منها كيفية استعمال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة كوسائل للحفاظ والاستغلال المستدام للثروة الغابية، والتحديات بين التغيرات المناخية وصحة الغابات، فيما يتطرق المحور الثالث إلى كيفية التوازن بين الاستغلال للثروات الغابية والحفاظ على التنوع البيولوحي بصفة عامة، أما المحور الرابع يخص التنوع البيولوحي والأنواع المتميزة، منها غابات الأرز الأطلسي التي تختص بها منطقة الأوراس بصفة عامة وولاية خنشلة بصفة خاصة.وأفاد والي خنشلة سليم حريزي، في كلمة له بالمناسبة، أن الملتقى الدولي المتميز الذي تتشرف ولاية خنشلة باحتضانه، هو فرصة لتسليط الضوء على موضوع حيوي واستراتيجي المتمثل في الغابات المتوسطية والمصنفة غابات خنشلة جزءا منها، باعتبار أن الغابات ليست مجرد مساحات خضراء بل نظم بيئية معقدة وثمينة تتميز بهشاشتها وتراثها في آن واحد، وهي فضاء وخزان لتنوع بيولوجي فريد ولها دور ايكولوجي اقتصادي واجتماعي، يساهم في الحفاظ على البيئة وتنمية المجتمع .واعتبر المسؤول أن موضوع الملتقى يعكس درجة الوعي الجماعي العميق بالتحديات المتزايدة التي تواجه هذه النظم البيئية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وبذلك تأتي أهمية المحاور الدقيقة المختارة بعناية لتشخيص هذه التحديات وفتح آفاق استشرافية لحلول علمية وعملية ، مؤكدا أهمية البحث العلمي، وتبادل الخبرات في مواجهة هذه التحديات.وثمن الوالي دور هذا الملتقى، باعتباره فضاء متميزا لتبادل الأفكار بين الباحثين والأكاديميين والخبراء المختصين من داخل الوطن وخارجه، ومنصة لتحويل التحديات إلى فرص تخرج بتوصيات عملية تساهم في تعزيز التسيير المستدامة لغاباتنا المتوسطية والحفاظ عليها للأجيال القادمة شعارها غابات صحية لمستقبل زاهر، وأكد على ثقته بأن النقاشات المستفيضة والمداخلات القيمة التي تشهدها فعاليات الملتقى بمحاوره المختلفة، ستكون بمثابة لبنة أساسية أبناء إستراتيجية فعالية لحماية هذا الإرث الطبيعي الثمين، مؤكدا دعم السلطات المحلية للجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة والثروات الطبيعية .
كلتوم رابية