المترشح الحر للبكالوريا هشام سابع : إعاقتي البصرية زادتني تصميما على النجاح و دخول الجامعة

 قرر المترشح الحر لامتحان البكالوريا، هشام سابع اجتياز امتحان البكالوريا لأول مرة، متحديا إعاقته البصرية و كل الصعوبات، و كله عزم و إصرار على تحقيق النجاح، و دخول الجامعة و مواصلة دراساته العليا، و يعتبر هشام المترشح الكفيف الوحيد على مستوى ولاية ميلة، حسب مصالح مديرية التربية للولاية .
ابن بلدية يحيى بني قشة، صاحب 32 عاما، يجتاز البكالوريا لأول مرة في حياته، فظروفه الصحية، كما قال للنصر، منعته من متابعة الدراسة النظامية، فقد اضطر لمغادرة المتوسطة التي كان يدرس بها سنة 2008 بعد رسوبه في شهادة التعليم المتوسط، لكنه لم ييأس و قرر مواصلة تعليمه عن طريق المراسلة و لو بصورة متذبذبة، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة، قرر أن يستجمع قواه و يشحن إرادته و طموحاته، ليركز أكثر في دراسته، و يجتاز حاجز البكالوريا، ليتمكن من دخول الجامعة و التخصص في اللغات الأجنبية، و تحقيق طموحاته العلمية.
و استمد هشام القوة و الدعم من أسرته، و خصوصا من والده الذي قال عنه «كثيرا ما كان يحفزني لأستمر في المشوار الدراسي، رغم وضعي الخاص، كما أن أصدقائي من فئة المكفوفين ساندوني،  ما زادني إصرارا للإقبال بكل عزم على هذه المرحلة، آملا في التوفيق بنيل الشهادة هذا العام».
و أكد المتحدث أن شهادة البكالوريا «مرحلة حاسمة» ،عزم أن يتجاوزها ليثبت قدراته أولا لنفسه، ثم لأهله، حتى يسعدهم و يبرهن للمجتمع أن فئة المعاقين طموحة و يمكنها الالتحاق بالجامعة و فرض نفسها في التعليم العالي، بمختلف تخصصاته.
و عن التحضيرات للبكالوريا، لجأ هشام إلى مركز التعليم المكثف للغات بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، و هناك تمكن من تعزيز معارفه في التخصص الذي يمتحن فيه، و الذي يضع معاملات عالية للغات، إلى جانب المراجعة في المنزل التي تبقى «متواضعة» نتيجة ظرفه الخاص،  كما قال.
علما بأن هشام سابع، هو المترشح الوحيد لبكالوريا 2021 من فئة المكفوفين بولاية ميلة، كما أفادت مصالح المديرية المحلية للتربية، إلا أن ذلك لم يزده إلا ثقة في النفس، ليكون «سفيرا» لذوي الاحتياجات الخاصة عموما، ويشرفهم بنجاحه والتحاقه بالجامعة، على حد تعبيره.
عن ظروف إجراء الاختبارات،  أكد المتحدث أنه يجتاز منذ يوم الأحد الفارط امتحاناته بمركز الإجراء المخصص لفئة المرشحين الأحرار بمتوسطة «معركة الجبل الأخضر 1956» ببلدية ميلة، في أجواء جيدة، و قد تلقى كل التسهيلات، حيث تم تخصيص قاعة له و مرافق لتقرأ له الأسئلة و تنقل إجاباته على الورقة، لأنه لا يتقن القراءة و الكتابة بالبراي، و ثمن هشام مساعدة المؤطرين بالمركز له.
و أشار من جهة أخرى إلى أن البلدية وفرت له و لبقية الممتحنين وسيلة نقل نحو مركز الامتحان.
في ما يتعلق بالأسئلة في المواد التي امتحن فيها، أكد أنها «في متناول كل من تعب و اجتهد»، معترفا بأنه واجه صعوبة في مادة الرياضيات ، غير أن همته عالية و تصميمه كبير على النجاح .
من جهتهم، أكد مؤطرون بالمركز، أن هشام يجري اختباراته، وفق الشروط المنصوص عليها في التنظيم المعمول به الخاص بحالات المرشحين من ذوي الاحتياجات
 الخاصة.                
           إبراهيم شليغم ـ واج