الاثنين 21 جويلية 2025 الموافق لـ 25 محرم 1447
Accueil Top Pub
12 ألفا و 737 ناجحا تحصلوا على العلامة الكاملة في بعض المواد: نسبة النجاح الوطنية في البكالوريا بلغت 51,57 بالمائة
12 ألفا و 737 ناجحا تحصلوا على العلامة الكاملة في بعض المواد: نسبة النجاح الوطنية في البكالوريا بلغت 51,57 بالمائة

* مدارس أشبال الأمة تحقق نسبة نجاح بأكثر من 98 بالمائة وزير التربية الوطنية يكشفنسبة النجـــاح الوطنيــة في البكالوريا بلغت 51,57 بالمائـــــة12 ألفا و 737 ناجحا تحصلوا...

  • 20 جويلية 2025
 للمرة السادسة خلال الشهر الجاري: تسجيل ذروة قياسية جديدة في استهلاك الكهرباء أمس
للمرة السادسة خلال الشهر الجاري: تسجيل ذروة قياسية جديدة في استهلاك الكهرباء أمس

أعلنت أمس، شركة سونلغاز عبر فرعها «سونلغاز - نقل الكهرباء ومسير المنظومة» عن تسجيل سادس ذروة قياسية في الطلب على الطاقة الكهربائية خلال الشهر...

  • 20 جويلية 2025
بعد تسجيل حوادث لمركبات مائية ذات محرك بالشواطئ: الداخلية تؤكـد اتخــــــــاذ إجـراءات ردعيـة ضد المخالفين
بعد تسجيل حوادث لمركبات مائية ذات محرك بالشواطئ: الداخلية تؤكـد اتخــــــــاذ إجـراءات ردعيـة ضد المخالفين

دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ، أمس الأحد في بيان لها، مستعملي المركبات المائية بالشواطئ، إلى احترام قواعد السلامة المقررة قانونيا، مؤكدة...

  • 20 جويلية 2025

لم يتبق منها سوى القليل: الألعاب الشعبية.. نشاطات تفاعلية تتحدى التكنولوجيا

لا تزال بعض الألعاب الشعبية شائعة في مدن جزائرية، يمارسها أطفال لم تحكم التكنولوجيا قبضتها عليهم بالكامل، لأسباب أهمها أن الحياة في بعض الأحياء و بالأخص الشعبية لا تزال تتسم بالبساطة ورغم تزايد استخدام الهواتف و الألواح الذكية بين الصغار، إلا أن منهم من توارثوا عن أشقائهم أو عن آبائهم ألعابا، تعتبر جزءا من الموروث الشعبي الجزائري وهم فئة محظوظة، لأن هذه الألعاب تفاعلية وتعتبر حلقة مهمة في تكوين فرد اجتماعي، فضلا عن بعدها الحركي لاعتمادها على الأنشطة الجسدية وتحفيز التفكير ولذلك تعد من النشاطات المستحبة خلال العطلة.
الغميضة و  الحبل و السارسو و البرادي و الرولما و القائمة طويلة، كلها ألعاب شعبية عرفتها الأجيال السابقة التي تربت على البساطة معتمدة على مبدأ «الحاجة أم الاختراع»، حيث أوجد الأطفال على مر الأجيال سبلا للاستمتاع و قضاء الوقت، من خلال الاعتماد على ذكائهم وكانوا سباقين لفكرة إعادة التدوير عبر استخدام أشياء بسيطة لصناعة وسائل ترفيه، كلعبة العجلة « الرولمة»، أو حشو أكياس الحليب لصناعة كرة        أو حتى استخدام أغطية الزجاجات لابتكار لعبة تشبه « البولينغ» و غير ذلك، و تتقاطع مختلف الألعاب الشعبية في نقطة واحدة هي كونها جماعية تعتمد على المشاركة و التفاعل.
متعة تصنعها الرسلكة و الابتكار
شكلت  الألعاب الشعبية عنصرا مهما في يوميات أطفال جزائريين       و صنعت الفارق في التنشئة الاجتماعية و بناء الشخصية، وعن هذا الموضوع قالت نورة، ربة بيت و أم لأربعة أطفال : « أتذكر جيدا كيف كنا نلعب في الحي، كنا نكسر هدوء الشوارع بلعبة «العشة» التي نحضر فيها الطعام على طريقة أمهاتنا، و نجلب من البيت الأواني و المكونات ثم نقيم العرس و نزين العروس و نغني و نرقص على أغان نؤلفها أو نحفظها عن جداتنا.. كانت ذكريات رائعة وقد تعلمنا من خلال اللعبة حب العائلة و احترام التقاليد، كما نشأ بيننا تفاعل كبير و كونا صداقات».
و بنبرة صوت حزينة يملؤها الحنين إلى تلك الأيام، عبر السيد أحمد البالغ من العمر 45 سنة عن مدى اشتياقه لطفولته التي قضى معظمها في الشارع كما عبر، وسط أمان كانت تصنعه ضحكات الأطفال الآخرين الذين يصنعون ألعابهم بأيديهم، فمن قطع غيار السيارات القديمة، و بقايا الخشب، كانوا يصنعون عربات صغيرة  تسمى «الرولمة» ليتسابقوا بها كما كانوا يصنعون «السارسو» من عجلة معدنية يتم تحريكها بواسطة قضيب معدني يغطى بخرطوم المياه أو أنبوب غاز بلاستيكي، وهو نوع من الابتكار و الرسلكة.
وتذكرت فيروز ذات 48 عاما،  كيف كان الأطفال يلعبون «الكادو» الذي يعتمد على كرة مصنوعة من أكياس الحليب التي يعاد تدويرها و لتتحول إلى لعبة، مضيفة، تقول أنها أحبت أيضا لعبة «البارادي» التي تختلف تسميتها من منطقة لأخرى، لكنها أشهر لعبة جماعية تعتمد التركيز و القفز على مربعات تحمل أرقاما، معلقة بأن الحاجة كانت أم الاختراع حين ذاك، في ظل قلة الألعاب المتوفرة في الأسواق وضعف القدرة الشرائية لكثير من الأسر، ما دفع الأطفال إلى الاعتماد على أنفسهم.
تجاذب بين الماضي و الحاضر
جولة بسيطة بين بعض الأحياء ببومرداس، بينت بأن هناك ألعابا لا تزال موجودة ويمارسها الأطفال خاصة الألعاب التي لا تعتمد على الابتكار  بل على النشاط البدني و الحركة فقط، و التي تعد شائعة في الأحياء الشعبية أو في الأحياء التي نشأت عقب الترحيلات، وبعض الأحياء التي يكثر فيها عدد الأطفال و تتوفر فيها مساحات أوسع للعب وهي في  الغالب الأحياء الجديدة، بالمقابل لاحظنا غيابا شبه تام للأطفال في شوارع الأحياء القريبة من الإقامات السكنية و الأحياء الراقية.
وقد أوضح لنا أطفال قابلناهم خلال جولتنا، بأن الألعاب الشعبية التي يعرفونها، متوارثة تعلموها من أشقاء لهم، وقال آخرون إن أبناء الجيران يأتون في كل مرة بلعبة جديدة يتعلمونها عند زيارة أقارب لهم في مدن أخرى. و تبقى «الغميضة « أشهر وأكثر لعبة رواجا بين الصغار، الذين بدا كذلك بأن التكنولوجيا سيطرت على جزء كبير من اهتمامهم، حيث اتضح من خلال حديثنا إلى البعض، بأن غالبيتهم يفضلون الألعاب الإلكترونية على الهاتف المحمول أو اللوح الإلكتروني الذكي، لأنها أكثر حيوية على حد قولهم و أكثر متعة بفعل الموسيقى و التحدي و تأثير الصور و القدرة على التحكم في اللعبة والانتقال من مستوى إلى آخر.

* الباحثة في الآثار و التراث الدكتورة آسيا مقشوش
تغير المجتمع سبب اندثار هذا الموروث
حملت الباحثة في الآثار و التراث الشعبي الدكتورة آسيا مقشوش  جزءا كبيرا من مسؤولية اندثار الكثير من الألعاب الشعبية للأولياء، كما أرجعت ذلك أيضا، إلى عوامل أخرى منها تغير المجتمع و التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم ككل.
وعرفت الباحثة الألعاب الشعبية على أنها موروث ثقافي مهم يجب الاحتفاء به، و قالت إنها نشاطات كانت تميز ممارسات الأطفال اليومية من خلال اللعب و صناعة ألعاب بأدوات و مواد أولية من بيئتهم الخاصة التي يعيشون فيها، بحيث كانت ألعاب أطفال المناطق الساحلية تؤخذ من البحر كالقواقع و الحصى الموجودة في الشواطئ، أما في الجنوب فكانوا يعتمدون على سعف النخيل و العصي للعب المرة، و في المناطق الداخلية يستخدمون الحصى و البلوط و القواقع الموجودة في الغابات.
و استنادا إلى الباحثة، فإن الألعاب الشعبية لا ترتبط بالصغار فقط، بل الكبار أيضا و قد كانت تمارس في المناسبات التي يجتمع فيها عدد كبير من الناس كالأعياد، و يكون اللعب بمختلف الوسائل كالعصى و السيقان كلعبة سيقان نبات الدفلة، أين يشترط أو يكون عددها سبعة يتم رميها تباعا، تكون الغلبة في اللعبة لمن يسقط أكبر من العصى على جهة معينة.
و أكدت الدكتورة مقشوش، أن اعتماد الطفل في السابق على نفسه في صناعة ألعابه من المواد المتوفرة في محيطه، مكنه من اكتساب مهارات علمية من خلال التقاط قواعد الفيزياء و الحركة و الدوران مثلا، فالربط بين العجلتين الأماميتين و المقود بالاستعانة بسلك معدني، لصناعة « رولمة»، يعني أنه كان يمارس عملية تقنية على ألعابه من خلال صناعته اليدوية، و هذا ما يكسبه مهارات تجعله يحدد بعدها تخصصه و ميولاته العلمية على سبيل الحصر، وهو ما يفتقده اليوم بسبب التكنولوجيا المتاحة كسلعة والألعاب الالكترونية التي تسبب الخمول.
واعتبرت أننا اليوم حرمنا الطفل من متعة الاكتشاف، وذلك بسبب الخوف المبالغ من قبل الأولياء، فالغالبية يمنعون الطفل حتى من ثقب  غطاء بلاستيكي كي لا يجرح إصبعه، وهو ما يحول دون تطوير مهاراته، و هذا على عكس ما يجب أن يكون و خلافا لما تربى عليه الغالبية على حد تعبيرها، أين كان الأطفال ينتجون ألعاب المولد النبوي الشريف بأنفسهم، لدرجة النجاح في صناعة نو من المفرقعات البسيطة غير المؤذية، و هي عملية يكتشف فيها الطفل كيفية تحول المادة الصلبة مثلا إلى سائلة، و يكتسب خبرة في التعامل مع المواد في نفس الوقت.
وحتى لعبة علبة الطماطم  المضيئة التي كان الأطفال يحملونها خلال المولد النبوي و يجوبون بها الشوارع مرددين أغان دينية، تعكس نوعا من الذكاء، لأن الطفل يهتدي إلى صناعة « أباجورة» عن طريق إعادة استخدام علبة فارغة وشمعة، وكلها أنشطة يدوية يكتسب بفضلها مهارات و لغة و يزيد ارتباطه بعادات مجتمعه، معتبرة إياها أمور إيجابية لم تعد موجودة اليوم.
 وأوضحت بأن كثيرا من التغيرات أفرزت هذا الاندثار، بداية بتغير النمط العمراني للشقق و ضيق المساحة التي لا تسمح بممارسة الأطفال للكثير من الأنشطة و الألعاب بما في ذلك الأرجوحة، فضلا عن خوف الأولياء من التحرش أو الآفات الاجتماعية التي قد يتعرض لها أبناؤهم خارج البيت، مما يجعلهم يفضلون إبقاء الطفل في البيت أمام اللوح الإلكتروني بدل من الاختلاط في الشارع و اكتشاف العالم الخارجي.
و انتقدت المختصة، التحكم الزائد في الأطفال و تضييق فرص الاكتشاف و حرمانهم من اللعب بحجة التخريب أو الأوساخ، مقابل الاعتماد المفرط على الهواتف الذكية لإلهائهم، معتبرة أن الطفل و إن كسر شيئا بداعي الاكتشاف فإنه سيعمل على إصلاحه و هذا ما يعزز روح المبادرة لديه وعكس ذلك، يسبب الهاتف الخمول و الكسل، داعية أولياء الأمور إلى تعليم أبنائهم هذه الألعاب التقليدية البسيطة، أو حتى التحدث عنها أمامهم حتى لا تنسى باعتبارها موروثا ثقافيا و شعبيا يجب المحافظة عليه.
إيمان زياري

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com