تعرف فضاءات للعب والتسلية بمدينة قسنطينة، تدهورا و نقصا في عمليات الصيانة، الأمر الذي أثار استياء المواطنين خصوصا مع حلول فصل الصيف، فيما أكدت مصالح البلدية إنه تم استلام أربعة فضاءات جديدة من هذا النوع.
وتقع بوسط مدينة قسنطينة، مجموعة من فضاءات التسلية من بينها ساحة كريكري التي توجد عند نهاية جسر سيدي راشد، حيث تم تحويلها إلى مرفق ترفيهي مخصص للعب الأطفال. عند وصولنا للساحة على الحادية عشرة صباحا، لفت انتباهنا تراكم كبير للأوساخ والنفايات خلف المكان، ما حول هذا الفضاء إلى أشبه بالمفرغة.
توجهنا بعدها نحو المساحة المخصصة للألعاب، لنقف على امتلاء أرضيتها الرملية بالأوساخ والقارورات والأكياس البلاستيكية، إلى جانب اتساخ المقاعد ببقايا القهوة المسكوبة عليها، ناهيك عن تدهور وضعية الألعاب مثل الأحصنة التي أصبحت غير قابلة للاستعمال، وكذا لعبة الميزان الخشبي التي كسرت أجزاء منها، ما يعرض مستعمليها إلى خطر السقوط.
أطفال يستعملون أرجوحات تالفة
وتم انتزاع ثلاث أرجوحات وبقيت ثلاث أخرى، ما أدى إلى حدوث شجارات عليها بين الصغار، كما وقفنا على انفصال أعمدة إحدى الأرجوحات عن بعضها البعض، الأمر الذي من شأنه أن يعرض الطفل للوقوع في أية لحظة.
بعد برهة من الزمن قدمت إلى الساحة امرأة أربعينية رفقة ابنتيها رحمة ورحيل، لتختار حافة رصيف بمحاذاة عمارة للجلوس عليها، محتمية بأغصان الشجر من أشعة الشمس الحارقة، وفي ذات الوقت كانت تتابع بترقب حركة ابنتيها اللتين اتجهتا ركضا نحو الألعاب.
أخبرتنا هذه السيدة أنها أتت من بلدية حامة بوزيان رفقة ابنتيها إلى وسط المدينة للتجول بالمنطقة ولتصحب طفلتيها اللتين أنهيتا الدراسة، لتغيير الجو والترويح عن النفس، خصوصا أن حامة بوزيان تفتقر، بحسبها، لفضاءات التسلية، وأضافت الأم أن ساحة كريكري فضاء جيد للعب، لكن وضعية الألعاب قد تدهورت مؤخرا خصوصا هذه السنة.
من جهته حدثنا عمي رشيد وهو صاحب محل بالساحة، أن المكان رغم كونه يحتل موقعا استراتيجيا بالمدينة ويطل على مشهد بانورامي يسحر عيون الناظرين، إلا أن الأشغال به لم تكتمل، وتنقصه حاويات القمامة، ما جعل النفايات تنتشر في عدد من النقاط، فضلا عن غياب الإنارة ما حرم السكان من الجلوس بالمكان ليلا، وقد لاحظنا أسلاكا كهربائية خارج الأعمدة مشكلة خطرا على المارة.
وخلال تواجدنا بالمكان لاحظنا أن الساحة ليست مقصدا للصغار وحدهم، بل هي ملاذ كل متعب يتوقف عندها لاسترجاع أنفاسه وقواه، فكانت هناك نساء ورجال من مختلف الأعمار، كما وقفنا على قدوم مجموعة من الفتيات ممن كن يجتزن امتحان شهادة البكالوريا، أين توجهن للجلوس على المقاعد وهن ينتظرن دورهن للعب في الأرجوحة.
توجهنا بعدها مباشرة إلى حديقة بن ناصر، التي كانت تشهد توافد عدد كبير من المواطنين رفقة عائلاتهم وأبنائهم، وسط صرخات الصغار وضحكاتهم التي ملأت المكان، وهم يلعبون ويختبئون خلف الأشجار، فيما كان المرفق الترفيهي الذي أنجز بالمتنزه منذ قرابة السنتين يخلو من الأطفال على غير العادة، بسبب تدهور حالة الألعاب خصوصا الأرجوحة.
وقد وقفنا على انعدام جزء من الأعمدة الحديدية التي كانت مثبتة مسبقا على الأرضية لحماية الصغار من السقوط في اتجاه الطريق، فضلا عن تآكل البساط الأخضر الذي تم فرشه على السطح مسبقا. أما الساحة الترفيهية المخصصة للعب الأطفال بشارع عواطي مصطفى «طريق سطيف»، فقد تدهور سياجها الخارجي إلى جانب انكسار بعض الأعمدة، فيما خربت ألعاب الأحصنة جميعها، إلى جانب تآكل البساط الأخضر الذي أضحى معيقا للحركة خصوصا وسط صغار السن.
ويظهر أن هذا المرفق الذي مضت فترة قليلة على استحداثه، لم يعد صالحا إلا للجلوس على الأرض أو المشي فيه، كما لم نصادف أي طفل يلعب على مستواه، بينما كان ثلاثة مراهقين يتبادلون أطراف الحديث، حيث أخبرونا أنهم أتوا للمكان لأخذ قسط من الراحة بحكم أنهم قدموا من بلدية زيغود يوسف.
5 مشاريع ضمن المخطط البلدي للتنمية
ويؤكد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، المكلف بالعمران والإنجازات، حكيم لفوالة، مضيفا أن البلدية استلمت قبل أيام أربعة مشاريع هي عبارة عن مساحات مخصصة للعب الأطفال، وذلك في أحياء بوالصوف، بوجنانة، الأسطح والأمير عبد القادر «الفوبور»، بعد التأكد من إنهاء كافة الأشغال وعدم وجود نقائص، مضيفا أن هذه المرافق ستفتح للمواطنين في الخامس جويلية القادم، وهو تاريخ يتزامن مع الاحتفالات بستينية الاستقلال.
وتابع لفوالة في حديثه للنصر، أنه توجد 5 مشاريع أخرى مشابهة في طور الدراسة، تسعى البلدية لإنجازها هذه السنة، أما بخصوص ساحة كريكري فأكد المتحدث أنه سيتم تسجيلها ضمن برنامج المخطط البلدي المقبل من أجل إعادة تهيئتها وإكمال بقية الأشغال، موضحا أن مرافق اللعب التي قمنا بزيارتها لا تتبع البلدية.
وينتظر أن تشرف السلطات المحلية بولاية قسنطينة اليوم الأحد، على الفتح الرسمي لحديقة باردو، التي خضعت لعملية تهيئة، ما شأنه أن يشكل متنفسا للعائلات.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى