تقاليد متوارثة عبر الأجيال
هكذا يحتفل سكان بشار بيوم الفضيلة
تحتفظ العائلات في ولاية بشار، بعادة راسخة تعرف بـ"يوم الفضيلة"، وهي احتفالية تقام ليلة منتصف رمضان، حيث تجتمع الأسر للاحتفال بختان الأطفال في أجواء روحانية واجتماعية مميزة.
يعد يوم الفضيلة من المناسبات المتوارثة منذ القدم بمنطقة بشار، حيث تبدأ العائلات بالتحضير لهذا اليوم قبل موعده بفترة، وتشمل الاستعدادات تجهيز «حنة السرة»، وهي خليط من الحناء وبعض الأعشاب التقليدية، إضافة إلى «الحرمط»، «الشب»، و»البخور»، و»الخيط الأخضر»، و»الخيط الأبيض»، والقماشين الأبيض والأخضر، بحيث تلف هذه العناصر معا لتشكل رمزا للتطهير والبركة.
وتختلف طريقة الاحتفال بهذا اليوم، حسب الإمكانيات المادية لكل عائلة، فالأسر الميسورة تقيم عشاء فاخرا للضيوف، بينما تكتفي العائلات الأقل دخلا بتنظيم سهرات تقليدية تقدم فيها الشاي وتقام فيها حلقات الغناء الشعبي.
يتم خلال السهرة، تخصيص فقرات غنائية للطفل المقبل على الختان، حيث تغنى لأجله أغان تقليدية، أبرزها الأغنية الشهيرة» الولد بين يديك، يا طهار الله يهديك»، وذلك على أنغام البندير والطبل، ما يضفي على الأجواء طابعا احتفاليا مميزا.
يؤخذ الأطفال مع بزوغ الفجر، إلى «المختن»، أين يتم إجراء عملية الختان وسط أجواء مليئة بالفرح والدعوات، ويلبس الصغار بعد ذلك لباسا تقليديا أبيض وأخضر كرمز للطهارة.
وللإشارة، فإن ليلة الفضيلة تعد أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال بالختان، فهي فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث تجتمع العائلات، ويتشارك الجيران في الاحتفالات، كما يحرص الكبار على نقل هذه العادة للأجيال القادمة لضمان استمراريتها، كما أنه ورغم التطورات التي طرأت على المجتمع، لا يزال سكان بشار يحافظون على هذه العادة الأصيلة، التي تمثل جزءا من تراثهم وثقافتهم الرمضانية الفريدة.
لينة.د
