تستقطب الزوار من الولايات المجاورة: الحدائق والمنتزهات قبلة العائلات البسكرية صيفا

تنفرد ولاية بسكرة، ، بالعديد من المقومات السياحية المختلفة منها الحدائق والمساحات الخضراء التي توفر أماكن ترفيهية وجمالية لسكانها وزوارها، إلى جانب بساتين النخيل الباسقة، والمركبات السياحية ماجعلها منطقة جذب سياحي بإمتياز، بالنظر للمسارات والمؤهلات السياحية المتنوعة التي تزخر بها.

وتشهد مختلف فضاءات الترفيه الموزعة عبر كامل تراب الولاية إقبالا كبيرا للعائلات البسكرية ومن المناطق المجاورة منذ حلول فصل الصيف خاصة خلال الفترة المسائية للاستمتاع باللعب والنسمات حسبما وقفت عليه النصر في عديد الأماكن.
وتتحول هذه الفضاءات من ساحات وحدائق تسلية ومساحات خضراء المزودة بألعاب للأطفال إلى قبلة للعائلات بداية من الساعة الخامسة مساء إلى غاية منتصف الليل تقريبا للاستمتاع بالنسمات والترفيه وتغيير الأجواء، وتبادل أطراف الحديث، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية صيفا.
حدائق الزيبان من أكبر الحدائق المائية ببسكرة
وتشكل حدائق الزيبان المائية قبلة سياحية مفضلة لدى سكان ولاية بسكرة وما جاورها من مناطق بالنظر إلى مستواها السياحي، الكبير حسبما أكده عديد المواطنين، للنصر، مشيرين أن هذا الفضاء المائي الترفيهي يعد المكان المفضل بالنسبة إليهم بالنظر لما يوفره من خدمات راقية .
وتستقطب الحديقة المائية التي صممت بشكل يتناسب وطبيعة بسكرة بالحفاظ على بستان النخيل الذي كان متواجدا بعين المكان وغرس مجموعة من الأشجار تحيط بـ10 أحواض سباحة للكبار والصغار و32 لعبة مائية وكذا واد اصطناعي، ما جعلها من أكثر الأماكن السياحية تميزا و من أكبر الحدائق المائية بالجزائر، لتميزها بإطلالات مبهجة لأشجار النخيل والمساحات الخضراء التي تتناسق مع الخلفية المائية المذهلة، من حمامات السباحة والبحيرات والممرات المائية.
ويتربع المتنزه على مساحة 9 هكتارات، تتوزع بين الملاعب المتعددة، والكثير من المنزلقات العملاقة والمتنوعة التي تتصل بحمامات السباحة، ومنطقة الأطفال المخصصة لهم مع الزلاجات التي تتكيف مع حجم اجسامهم، إلى جانب المطاعم، والمحلات التجارية، وموقف شاسع للسيارات والحافلات.
وأوضح عدد من قاصدي هذه الحدائق العائمة الذين قدموا من مختلف مدن بسكرة والولايات المجاورة منها أولاد جلال، المغير، ورقلة وغيرهم في تصريحات للنصر، أن هذه الفضاءات أصبحت تشكل قبلة رئيسية وهامة لهم كونها تتوفر على جميع مستلزمات الترفيه خاصة المسابح لمختلف الفئات العمرية .
المنتجع السياحي سيدي يحيى متنفس آخر
ويعد هذا المركب السياحي بدوره، الوجهة المفضلة للعائلات البسكرية وغيرها من ولايات جنوب الوطن لما يوفره من خدمات مختلفة حيث يمتد على مساحة 11 هكتارا، يضم 5 فنادق و30 بنغالو، كما يحتوي المركب على حمام معدني للرجال وآخر للنساء،و مركز للعناية الجسدية للجنسين، كما يضم مرافق ترفيهية تتمثل في ألعاب مائية، ومسابح للكبار والصغار، ومرافق مختلفة للتسلية والترفيه، تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين خاصة في الفترة المسائية والليلية، كما يتوفر على ألعاب مختلفة موجهة للأطفال كما يحتوي المنتجع على خمسة قاعات متعددة الخدمات بأحجام مختلفة تتسع لأكثر من 2000 شخص للمناسبات والفعاليات، بالإضافة إلى مركز تجاري كبير، وكل المرافق الفندقية اللازمة التي تضمن راحة الزائر.
وخلال زيارتنا للمركب وقفنا على التوافد الكبير للمواطنين من مختلف أحياء مدينة بسكرة وباقي البلديات، وفي حديث جمعنا ببعضهم أكدوا أن الخدمات المتوفرة وفضاءات الترفيه جعلتهم يفضلونه عن بقية الأماكن الأخرى ، لاسيما في ظل وجود المسابح والألعاب المختلفة لأطفالهم الصغار، وكذا الخدمات الاستجمامية الترفيهية.
وفي السياق، أكد علي، رب أسرة، أنه جاء لقضاء بعض الوقت رفقة العائلة وعلى غرار بقية العائلات التي لم تتح لها فرصة التنقل إلى الولايات السياحية، وأوضح أنه وجد في المكان فرصة لتمكين أبنائه الصغار من قضاء وقت ممتع لتوفر وسائل التسلية والترفيه.
الحدائق العمومية ملاذ العائلات
كما تعد الحدائق العمومية في ولاية بسكرة، وجهة مفضلة للعائلات، في فصل الصيف خاصة خلال فترات المساء وتشكل ملاذًا للهروب من الحرارة المرتفعة والتمتع بالهواء الطلق وقضاء وقت ممتع مع العائلة، وتتنوع الأنشطة التي يمكن للعائلات القيام بها ، منها التنزه والاسترخاء وتوفر الحدائق مساحات خضراء واسعة ، مما يجعلها مكانا مثاليا للاستمتاع بالهواء النقي والهدوء في ظل المناظر الطبيعية الخلابة، وتحتوي هذه الحدائق على مناطق مخصصة للأطفال مزودة بألعاب مختلفة، مما يشجعهم على اللعب والمرح.
وتمثل الحدائق العمومية في ولاية بسكرة، أماكن حيوية تجذب العائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام والترفيه، وتلعب دورا مهما في تعزيز الترابط الاجتماعي والتواصل بين أفراد المجتمع .
حدائق العالية و 19 مارس
و زيدان إبراهيم و وأول نوفمبر للاستراحة
تعتبر حديقة 8 ماي 1945 بحي العالية بمدينة بسكرة بدورها من الفضاءات المفضلة للعائلات البسكرية للترويح عن النفس وتبادل أطراف الحديث، خاصة بين ربات البيوت اللواتي يصطحبن أطفالهن لقضاء سويعات من المرح، وتفضل الكثير من العائلات البسكرية هذه الحديقة لموقعها المناسب وباتت معلما طبيعيا بعد إعادة الاعتبار لها من قبل سلطات الولاية، وتؤمها العائلات بأعداد كبيرة بحثا عن متنفس للضغوط اليومية وتعتبر هذه الحديقة الأكبر من حيث المساحة بمساحة تفوق 4 هكتارات.
بدورها حديقة 19 مارس 1962 بحي لمسيد، التي كانت فضاء مهملا ثم أعيد ترميمها وتحويلها إلى حديقة عمومية ، وتعد ثاني حديقة يتم تدشينها من قبل والي الولاية، بعد حديقة أول نوفمبر.، وتشهد بدورها توافدا لسكان الحي والأحياء المجاورة له.
كما تعد حديقة الشهيد إبراهيم زيدان بحي الضلعة التي تم افتتاحها مؤخرا، بعد استفادتها من عملية تهيئة و إعادة اعتبار ، من الأماكن المحببة للعائلات البسكرية، التي تقصدها في الفترات المسائية رفقة أطفالها، للاستمتاع بجمال الطبيعة، وهروبا من الحرارة الشديدة التي تعرفها المنطقة، والأمر ذاته تعرفه حديقة أول نوفمبر 1954 وهذا بعد تهيئتها وإعادة الاعتبار لها.
حديقة لاندو .. تنوع فريد للأصناف النباتية
تستقطب حديقة لاندو الكثير من العائلات البسكرية على مدار فصول السنة وتعتبر ثاني حديقة على مستوى الوطن من حيث تنوع الأصناف النباتية التي جلبت من مختلف أنحاء المعمورة.
وهي محمية مصنفة وتعتبر جنة الله على أبواب الصحراء ورئة عاصمة الزيبان الخضراء، من أهم الحدائق العامة على المستوى الوطني، تتميز بتنوع نباتاتها المغروسة بطريقة منتظمة، وبأصناف متنوعة من الأشجار المتوسطية والاستوائية، لها ظلال تبدو مساء كالقبو ملون تتخلله ظلال من اللون الأصفر الذهبي والزمرد الأخضر ، وهو ما سحر العديد من الرسامين والأدباء.
الحديقة التي تتربع على 5 هكتارات هي فضاء أخضر مورق تتوفر على أصناف متنوعة من الأشجار المتوسطية والاستوائية، من النادر أن ترى حديقة أجمل منها كل نباتات المناطق الاستوائية والبلدان الاستوائية موجودة بكثرة مثل أشجار لاتانا وأشجار الموز والبامبو ونخيل جوز الهند واللبخ الهندي ، الكشمش الأسود، الاكاسيا والغار الوردي والأبيض، وغيرها من النباتات التي تأقلمت مع مناخ المدينة الجاف.
وقد أطلق عليها الروائي الإنجليزي روبرت هيتشنز وصف «جنة الله»، فهي ملاذ للسكينة والطمأنينة ومكان للتأملات والإبداع للفنانين، وتلعب دورا محوريا في احتضان فناني المدينة ضمن الرواق الخاص بالفن التشكيلي.
حديقة 5 جويلية جنان البايلك عنوان للراحة والهدوء
من بين أهم الحدائق التي تشتهر بها ولاية بسكرة بالنظر إلى تاريخها العريق، وتعد أحد معالمها البارزة حيث تقع وسط المدينة ما جعلها تستقطب أعدادا كبيرة من المواطنين على مدار ساعات اليوم.
وتحتوي على بعض الأصناف النباتية النادرة وهي مفتوحة للمواطنين الراغبين في الدخول إليها والاستمتاع بجمالها، ولعل أكثر ما يميز الحديقة ويشد الزوار إليها من سكان الولاية وحتى من خارجها إلى جانب احتوائها على بعض الأصناف النباتية النادرة، شساعة مساحتها وهدوء مكانها . وتنتشر في الحديقة نباتات محلية مختلفة، وأشجار معمرة ما جعلها قِبلة محببة لعشاق الهدوء والطبيعة
وقد استفادت من عملية تهيئة من أجل إعطائها القيمة الإيكولوجية والعناية بهذه الحديقة التاريخية التي تشكل منطقة جذب سياحية للولاية، وبالنظر لموقعها الهام تعد مقصدا لجميع فئات المجتمع البسكري، من أجل أخذ قسط من الراحة ولاستنشاق الهواء الطبيعي بعيدا عن البيوت والأماكن المغلقة، والمكيفات الهوائية التي تشكل بدورها أحد الوسائل التي ارتبطت بنمط العيش خلال فصل الصيف بالمنطقة.
كما يوجد هناك العديد من المرافق السياحية والحدائق الأخرى بمختلف مناطق ولاية بسكرة بما في ذلك القنطرة، مشونش وغيرهما ، تحمل أسماء مختلفة ،تستقطب بدورها العائلات، ورغم ذلك تواصل السلطات الولائية جهودها الحثيثة لخلق المزيد من ذات المرافق، وإعداد دراسات تقنية لتهيئة فضاءات التسلية وخلق فضاءات جديدة بمركز مدينة بسكرة والمدن الكبرى، مع تثمين الأماكن المهملة وتحويلها إلى فضاءات خضراء ساحرة.
ع/ بوسنة