الأحد 3 أوت 2025 الموافق لـ 8 صفر 1447
Accueil Top Pub

السوق الشعبي بمدينة القل: محطة تجارية لا غنـى عنها للسكان و الـزوار


يعتبر السوق الشعبي بمدينة القل بولاية سكيكدة، المكان الوحيد الذي يقصده السكان منذ أزيد من 25 سنة، فالتسوق به عادة لم يتخل عنها أبناء المدينة طيلة هذه السنوات، خاصة وأن الباعة في هذا الفضاء التجاري الشعبي يوفرون كل المواد أو السلع المرغوب فيها من أغطية، وألبسة وأجهزة وأدوات للصيانة، ومواد الترصيص وغيرها بأسعار تنافسية.
حاتم بن كحول

يقع السوق الشعبي وسط مدينة القل، يقصده كل سكان هذه المدينة وكذلك القادمون إليها لأجل السياحة والاستجمام، والمكان حسب أهل المنطقة يعتبر متوارثا من جيل إلى آخر ويشكل وجهة مهمة لكل من يزور المنطقة حتى السياح الأجانب لأنه يعكس مظاهر الحياة الشعبية محليا.
كنا قد قصدنا السوق خلال زيارتنا إلى مدينة القل مؤخرا، أين شدتنا الحركية الكبيرة في موقع يبعد عن وسط المدينة بحوالي كيلومترين تقريبا وقد علمنا من السكان أن الإقبال الكبير على المكان غالبا ما يتسبب في بطئ حركة السير وهو أمر اعتاد عليه الناس هناك. وعلى غرار بقية أصحاب المركبات، عانينا من أجل ركن السيارة في مكان قريب من السوق، وقد تطلب الأمر مدة من الزمن لإيجاد مكان مناسب. تركنا السيارة ووصالنا السير على الأقدام لبلوغ السوق النشط جدا. كان المكان مكتظا عن آخر يعج بالمتسوقين من الجنسين ومن مختلف الأعمال، يتجولون بين طاولات العرض المنتشرة أسفل بنايات فردية قديمة، وعلى حواف طرقات ضيقة، فيما لم يجد بعض الباعة مساحة لعرض سلعهم وسط الطريق، ليقوموا بافتراش الأرصفة وضمها لهذا الفضاء التجاري. لاحظنا أن السوق يوفر كل ما يرغب فيه الزبون، من خضر وفواكه مختلفة مثل التفاح، والخوخ، والعنب، والتين الشوكي، وقد كان المواطنون يتدافعون أو يشكلون طوابير لشراء ما يحتاجونه، وعلما من بعضهم أن الفارق في الأسعار جيد مقارنة بأماكن أخرى، بلغ سعر العنب 180 دج، والخوخ 150 دج، والتين الشوكي 200 دج مقابل 15 حبة. وهو ما جعل ركن الخضر والفواكه من أكثر الزوايا اكتظاظا بالزبائن في السوق.
كل شيء يُبــاع ويشترى
ما هي إلا أمتار حتى وصلنا إلى زاوية تضم عدة محلات لبيع الأسماك بمختلف أنواعها وأحجامها، كانت تتوسطها طاولات باعة يمارسون نفس النشاط، وقد لاحظنا أن السلع تصل عبر مركبات صغيرة، علمنا فيما بعد أنها قادمة مباشرة من الميناء.
شد انتباهنا التنوع الكبير في العرض، فالطاولات كما المحلات، كانت توفر تشكيلات كبيرة تضم «الميرلان»، و»الكروفات»، و»لونغوست» إلى جانب كميات أقل من «السردين». مع ذلك فقد كان الإقبال عليها متوسطا لأن الأسعار ارتفعت كثيرا حسبما أكده لنا بعض الزبائن الذين تواجدوا بالقرب من المحلات لمعرفة جديد سوق السمك..
بالقرب من هذه الزاوية، يفترش بعض شباب المنطقة الرصيف لبيع الألبسة، خصوصا ملابس البحر إلى جانب النظارات الشمسية وباقي مستلزمات الشاطئ، وإلى جانبهم عرض باعة كل ما يخطر بالبال من سلع مستعملة، واتضح بأن الطلب عليها كبير جدا خصوصا المستورة أو ما يعرف بـ « كاس»، وقد شملت المعروضات معدات السباحة، وأجهزة منزلية، وألعاب أطفال، وأغراض أخرى قادمة من وراء البحار.
ويتميز هذا السوق بتنوع السلع والمنتجات المعروضة للبيع، وذلك باختلاف الأنشطة التجارية بالنسبة للمحلات أو الطاولات الفوضوية، خاصة وأن عدد المقاهي والمطاعم كاف لتلبية احتياجات المتسوقين، إضافة إلى المخابز، ومحلات المواد الغذائية العامة، ومحلات مواد الترصيص والمواد الحديدية، وأكشاك المرطبات والحلويات وكل المستلزمات الأخرى.
كما يقع مسجد صغير وسط هذا الفضاء، يمكن المتسوقين من أداء فريضة الصلاة، وهي عوامل تتيح فرصة التسوق لفترات زمنية معتبرة، بما أن الزبون ليس بحاجة للتوجه إلى وجهة أخرى ومغادرة السوق من أجل غرض ما.
النظــافة نقطة سوداء
لاحظنا عند مرورنا على تلك الشوارع الضيقة التي تمتد على عشرات الأمتار شمالا وجنوبا، أنها متسخة وتعج بالفضلات والأوساخ الناتجة عن عمليات البيع الفوضوي، خاصة مخلفات طاولات الخضر والفواكه، أين تنتشر كميات متلفة وسط الرصيف ما جعل الروائح الكريهة تضر بسمعة التسوق. تنتشر في المكان كذلك الأكياس البلاستيكية والعلب و كثير من مخلفات البيع الأخرى، و تتوسط السوق قناة مكسورة تنبعث منها مياه قذرة برائحة قوية. رغم غياب التهيئة، أكد مواطنون أن السوق بقي على حاله منذ أزيد من 25 سنة، كما حافظ السكان على عادة زيارته، إذ يقصدونه صباحا في حدود السادسة، وتستمر الحركية التجارية حتى منتصف النهار. وأوضح شيخ من المنطقة، أنه السوق مقصد للعائلات الباحثة عن أفضل الأسعار، وأن تنوع السلع فيه يستقطب الجميع بما في ذلك أصحاب الدخل الجيد، ذلك لأن زيارته عادة مكرسة في المجتمع المحلي، والسوق جزء من تركيبة المدينة.
وقال، إن الفضاء يشكل فرصة للقاء والتفاعل الاجتماعي، خصوصا وأن الموقع يتوفر على مقاه مطاعم للأكل السريع، مشيرا إلى أنه يزوره حتى وإن لم يكن بصدد التسوق فعليا، حيث يحب الحركية في المكان، ويستمتع بالتنقل بين الشوارع الضيقة ولقاء الجيران و الأصدقاء القدامى أحيانا.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com