تحول مشروب الماتشا الياباني، إلى موضة استهلاكية في الجزائر، ليجد مكانا بين فئة من الشباب والساعين خلف نمط حياة صحي، مسجلا تزايدا من حيث الإقبال، تغذيه موجات الوعي الغذائي وانتشار ثقافة "اللايف ستايل الصحي" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يبرز مشروب الماتشا، كواحد من العادات الغذائية الجديدة وسط جزائريين، يحضر من مسحوق مستخرج من أوراق الشاي الأخضر، يتم مزجه مع الماء الساخن ويضاف إليه الحليب ومكعبات الثلج. وقد بدأ هذا المنتوج يشق طريقه في السوق الجزائرية نتيجة التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، والفيديوهات التي يروج لها مؤثرون من مختلف دول العالم، يقدمون صورة مغرية تدفع الشباب لتجربة هذا المشروب الأخضر.
ومن مواقع التواصل الاجتماعي التي عرفت بهذا المشروب، توسعت الماتشا وانتشرت في الجزائر، بفضل المتاجر الإلكترونية وحتى محلات العطارة الكبرى، والتي حرصت على توفيره لضمان تغطية الطلب المتزايد عليه في السوق خاصة من فئة الشباب وأولئك الذين أصبحت الصحة تشغل اهتماماتهم.
شراب الماتشا الذي بدأ من بيوت بعض عشاق الترند، لم يصل بعد إلى تلك الشعبية الواسعة التي تزاحم القهوة والشاي، فهو ما يزال بحسب ما استقيناه مشروبا غير مطلوب بقوة من قبل فئات واسعة من الناس، وذلك لعدم توفره في كافة المقاهي ما عدا الراقية منها، نتيجة لسعره المرتفع مقارنة بباقي المشروبات، إذ يقدر سعر 100 غ من هذا الشاي بـ4000 دينار جزائري، ما يجعلها مادة مكلفة نوعا ما وليست في متناول الجميع. وإن كانت الماتشا موضة استهلاكية عصرية، إلا أنها لم تتماش بالقدر المطلوب مع البيئة المحلية الاستهلاكية والتقليدية.
أما عن الفوائد الغذائية للماتشا، فتشير الدراسات إلى أنها غنية بمضادات الأكسدة بفضل احتوائها على مركبان الكاتشين، والتي تعرف بقدرتها على مكافحة الجذور الحرة وتأخير علامات الشيخوخة.
وتساعد على زيادة التركيز واليقظة لاحتوائها على الكافيين بنسبة أقل من القهوة، إضافة للأحماض الآمنية التي تعزز التركيز دون التسبب في التوتر أو القلق.
كما يساهم المشروب حسب بعض خبراء التغذية، في تعزيز عملية الأيض وحرق الدهون، وهذا ما يجعل منه شرابا مميزا لدى الرياضيين، ويحسن المزاج ويدعم صحة القلب، ويساعد على تنقية الجسم من السموم ويعتبر "ديتوكس" طبيعي لاحتوائه على الكلوروفيل.
وبالرغم من هذه الفوائد، إلا أن هنالك خبراء يحذرون من تحولها الماتشا إلى خطر لاحتوائها على الكافيين بنسبة أعلى من الشاي الأخضر، مما يسبب القلق والتوتر والأرق، وحتى زيادة ضربات القلب واضطرابات في المعدة، في حال أفرد الإنسان في استهلاكها.
وتشير دراسات إلى أن كأسا واحدة من الماتشا تحتوي على 70 غ من الكافيين، كما أن غناها بالأوكسات يهدد بتكون حصى الكلى، وتعيق مركباتها مثل "التانيتات " عملية امتصاص الحديد في الطعام، ويحتمل أيضا احتوائها على ملوثات من المعادن الثقيلة.
وبين الموضة الاستهلاكية وخصوصية المجتمعات، تبقى تجربة أذواق جديدة موضة رائجة بين الشباب اليوم، خصوصا في ظل التأثير المتزايد لمواقع التواصل، و تطور الاهتمام بالغذاء الصحي.
إ.زياري