فقدت الجزائر المجاهد والعالم والداعية ابن منطقة القبائل الشيخ « محند أمقران آيت عيسى» عن عمر ناهز الـ 96 سنة، وهو رفيق العقيد عميروش، وكريم بلقاسم، ومصالي الحاج، جمع بين النضال السياسي والعمل الدعوي والتربوي.
ولد الفقيد بقرية آيت عباس بواسيف، نشأ في أسرة علم وورع ، حفظ القرآن الكريم صغيرا، وتعلّم الفقه وأصول الدين في الزوايا، أتقن العربية والفرنسية، وتلقّى علومه على أيدي كبار العلماء في بجاية، عين الكبيرة، وزوايا جرجرة، وتعلم الفلك والطب على يد الشيخ علي الصدقاوي. انخرط الراحل في الكشافة الإسلامية وحزب الشعب وحركة انتصار الحريات، ثم جبهة التحرير الوطني، ولما اندلعت شرارة الثورة التحريرية، شارك تحت قيادة عميروش، وتعرضت أسرته للتضحيات، واستشهد شقيقه تحت التعذيب، وعمل إماما ومدرسا خلال الثورة وبعد الاستقلال في عدة مناطق. أسّس بعد الاستقلال مع الشيخ خليل القاسمي الحسني الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، وكرّس حياته لتدريس القرآن والفقه وإصلاح ذات البين، وجمع الكلمة بين التيارات الفكرية، كما اهتم بترجمة معاني القرآن إلى الأمازيغية والفرنسية بدقة لغوية وشرعية، أطلق مشروع “خادم القرآن الكريم” لتحديث المدارس القرآنية والزوايا. كان الشيخ محند أمقران قليل الكلام، وكثير العمل، وفيّ للأصالة الجزائرية، محب للعلم والعلماء، جمع بين النجاح الدعوي والأسري، وكان مرجعا للوسطية والمرجعية الوطنية، ومحبوب في منطقته، مصلح اجتماعي، وحافظ على استقرار العلاقات بين الزوايا.
ع.ن