انطلاق أشغال الملتقى الدولي حول المفكر محمد أركون
انطلقت أمس، أشغال الملتقى الدولي حول أعمال و حياة المفكر الراحل محمد أركون، الذي ينظمه المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، بالتنسيق مع جمعية «التحدي» ، تحت  عنوان» محمد أركون فكر عالمي في البحث عن الإسلام المنير» و ينشطه جامعيون و أكاديميون من داخل وخارج الوطن.
 الدكتور غالب بن الشيخ رئيس مؤسسة الإسلام بفرنسا، قال خلال مداخلته التي تحمل عنوان «محمد أركون و الفكر العكسي»، أن هذا الملتقى جد هام ، خصوصا وانه ينعقد بمدينة تيزي وزو و الأرض الجزائرية،  و يحتضنه المجتمع المسلم الذي يجب  أن يستنير من فكر محمد أركون، لأن هذا الفكر،  كما أضاف،  «لطالما كان منسيا وعلينا أن نستثمره من جديد ونستوعبه للخروج من الخطاب الديني المتزمت ، إلى التنوير والى أفق يأتي بالقيم الروحية التي تتزاوج مع القيم الجمالية والخبرية».
الدكتور غالب، أوضح بأن الراحل محمد أركون الذي ولد سنة 1928 في قرية تاوريرت ميمون، بمرتفعات أث يني في ولاية تيزي وزو،  يعتبر أحد أبرز الباحثين في الدراسات الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب في مختلف الجامعات الأوروبية، مثل جامعة السوربون و ليون وغيرهما، ونشط عدة ملتقيات ومحاضرات ذات أهمية كبيرة، وبفضل كفاءته المهنية وحنكته، تم اختياره كعضو بلجان تحكيم الجوائز الدولية ، كما أكد بأن محمد أركون مثال جيد  في زرع السلم بين الشعوب ، مهما كانت جنسياتها، و كان  يدعو إلى السلام دائما، و هو نموذج في الإنسانية.
وأضاف المتحدث، أن أركون كان يتكلم كثيرا عن النزعة إلى الأنسنة وإلى الاهتمام بالإنسان كإنسان ، في إطار العروبة والإسلام والبعد الأمازيغي للهوية الجزائرية ، فالتمازج بين كل هذه الأبعاد، أعطت لفكر محمد أركون خصوصيات، جعلته رجلا فذا في فكره ، بفكر ثاقب يمحص الأمور وقد ترك هذا المفكر والباحث بصمات كبيرة في ما يخص الفكر العالمي،  سواء في الجامعات الأوروبية باللغات الثلاث العربية والانجليزية و الفرنسية، ويشهد على ذلك عدد التكريمات التي حظي بها.
و ختم مداخلته قائلا» نثمن ونتشرف أيضا بأن مثل هذا الفكر كان داخل التراب الجزائري و في تراب ولاية تيزي وزو التي أنجبت هذا المفكر الذي رحل إلى دار البقاء منذ نحو ثماني سنوات».            
   سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى