صادق أمس، أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بالأغلبية الساحقة على التقريرين الأدبي والمالي لنشاطات المكتب الفيدرالي خلال سنة 2020، الأمر الذي مكن زطشي وجماعته من انتزاع «البطاقة البيضاء» التي تخوّل لهم الخروج من الفاف عبر أوسع الأبواب، بعد كسب الرهان، بتسوية الوضعية الإدارية، وانتزاع شهادة «التبرئة» الرياضية، لتكون الاستقالة أوتوماتيكية تزامنا مع نهاية العهدة، في الوقت الذي تم فيه تنصيب لجنتي الترشيحات والطعون، تحسبا للدورة الانتخابية المزمع تنظيمها منتصف شهر أفريل الجاري، ولو أن هذا الإجراء أثار حفيظة جناح الرئيس الأسبق للاتحادية محمد روراوة، بينما ذهب رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، إلى المطالبة بفتح تحقيق «خارجي» في الحصيلة المالية طيلة فترة تسيير المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته.
المصادقة بالأغلبية الساحقة، كانت خلال الدورة العادية المنعقدة أمس بفندق الشيراطون بنادي الصنوبر، بحضور 119 عضوا من أصل 140 مسجلا، وكان من بين الحضور بعض ضيوف الشرف، لأن عدد الحائزين على حق التصويت في قائمة الحاضرين بلغ 105 أعضاء، الأمر الذي جعل الأشغال تنطلق وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 24 من القانون الأساسي، واللافت للانتباه هو حضور كل رؤساء الرابطات الجهوية والولائية، مقابل غياب العديد من ممثلي الأندية، كما هو الحال بالنسبة لفرق شباب قسنطينة، وفاق سطيف، جمعية عين مليلة، أهلي البرج، شبيبة سكيكدة وسريع غليزان من الرابطة المحترفة.
عنتر يحيى امتنع و زرواطي طلب «خبرة»
ارتأى رئيس الفاف خير الدين زطشي، أن يكون افتتاح أشغال هذه الجلسة بتكريم رمزي، للأسلاك الأمنية والعسكرية التي تتعامل مع الاتحادية، منها الجيش الوطني الشعبي، الدرك والأمن الوطني، في حين كانت خرجة محمد معوش، بصفته ممثلا لفريق جبهة التحرير بتكريم زطشي، تزامنا مع نهاية عهدته على رأس الاتحادية، ليكون بعدها الموعد مع تسليم إجازة «النادي المحترف» لكل فرق الرابطة الأولى، وهي الفترة الأولى من الأشغال التي تم فتحها للأسرة الإعلامية، على اعتبار أن الفاف قررت تمرير الحصيلتين في دورة مغلقة، بعيدا عن التغطية الصحفية.
واستعرض رئيس الاتحادية في الكلمة التي تناولها أمام الحضور حصيلة نشاطات العهدة التي قضاها على رأس الفاف، واتخذ من تتويج «الخضر» باللقب القاري في الأراضي المصرية في صائفة 2019، وكذا مسيرة «كتيبة» بلماضي كورقة رابحة سعيا لتلميع «صورة» المكتب الفيدرالي الحالي، وبالتالي حجب الرؤية عن النقائص الكثيرة، التي كانت قد تسببت في إثارة الكثير من الجدل في تسيير المنظومة الكروية محليا، كما أن زطشي حاول الدفاع عن سياسة التكوين التي ظل يراهن عليها، من خلال حديثه عن الوضعية الحالية لمنتخبات الشبان، مقارنة بما كانت عليه قبل توليه رئاسة الفاف، ليفتح بعدها المجال للمصادقة، حيث كانت تزكية التقرير المالي بالأغلبية الساحقة من طرف 100 عضو، مقابل امتناع كل من ممثل اتحاد الجزائر عنتر يحيى، رئيس رابطة ورقلة الجهوية علي باعمر وممثل جمعية وهران محمد المورو عن التصويت، بينما أعرب رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي ورئيس رابطة إيليزي الولائية سليمان منصوري، عن رفضهما لمحتوى التقرير.
واتسع الجناح المعارض لزطشي، أكثر عند تقديم الحصيلة المالية، خاصة بعد تحفظ العديد من رؤساء وممثلي النوادي على الأرقام المقدمة من طرف محافظ الحسابات، وعليه فقد كان رفض التقرير المالي من طرف 10 أعضاء، يتقدمهم رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، الذي تناول الكلمة وطالب من خلالها ممثل وزارة الشباب والرياضة بضرورة التدخل، وإحالة الحصيلة على «الخبرة» من طرف مكاتب مختصة، بعيدا عن تركيبة الجمعية العامة، بينما امتنع 9 أعضاء عن التصويت، في حين كانت تزكية 86 عضوا كافية لمنح زطشي شهادة «التبرئة».
روراوة  عارض إشراف ياحي على لجنة الترشيحات
بلغت موجة الغليان الذروة عن المرور إلى النقطة المتعلقة، بتشكيل اللجان التي ستتكفل بتنظيم الانتخابات تحسبا للدورة الانتخابية، المزمع عقدها يوم 15 أفريل الجاري، لأن الاقتراح الذي تقدم به الأمين العام للفاف في هذا الشأن كان كافيا لتفجير غضب الرئيس الأسبق للاتحادية محمد روراوة وبعض المحسوبين على جناحه، على اعتبار أن اقتراح ممثل اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي لتولي رئاسة لجنة الترشيحات أخرج روراوة عن صمته، وسجل تحفظه على هذا الأمر، حيث أكد في هذا الصدد، بأن ياحي لا يحوز على صفة العضوية في الجمعية العامة للفاف، وبالتالي فإنه تعيينه ضمن لجنة الترشيحات غير قانوني، فضلا عن أنه تعرض ـ حسبه ـ « لعقوبة الإقصاء مدى الحياة من الساحة الرياضية منذ 6 مواسم»، وهو التحفظ الذي جسده الرئيس الأسبق للاتحادية، بمغادرة القاعة في قمة الغضب، والإدلاء بتصريحات صحفية «نارية» بشأن هذه القضية.
ولم يترك ياحي الاتهامات، التي طالته تمر مرور الكرام، حيث ذهب بدوره إلى فتح النار على روراوة، بالعودة إلى «سيناريو» سقوط اتحاد الشاوية من الرابطة الثانية، وأشار إلى أن القضية، مازالت على مستوى محكمة أم البواقي بعد الشكوى التي كان قد أودعها ضد روراوة.
تكليف سلاطني بلجنة الطعون
تمت تزكية مقترح الأمين العام للفاف، بخصوص تركيبة لجنة الترشيحات التي سيرأسها عبد المجيد ياحي، بعد تبرير هذا الاختيار باحتفاظ اتحاد الشاوية بنظام الاحتراف، وحيازته على صفة العضوية في الجمعية العامة، ضمن قائمة تضم 13 ناديا من الوطني الثاني، بينما أسندت رئاسة لجنة الطعون لرئيس رابطة تبسة الولائية ناصر سلاطني، وكل لجنة تتشكل من 3 أعضاء، على أن يتم ضبط في الساعات القليلة القادمة، الرزنامة الرسمية الخاصة بفترة إيداع ملفات الترشح، موعد دراسة الترشيحات والنظر فيها وكذا الطعون، وهي إجراءات معمول بها قانونا قبل الإفراج عن القائمة الرسمية للمترشحين لرئاسة الفاف، لأن كل مترشح يقدم تركيبته المقترحة للمكتب الفيدرالي، تتشكل من 12 عضوا رئيسيا و5 أعضاء إضافيين.
ص/ فرطــاس

المدير الرياضي لاتحاد الجزائر عنتر يحيى يؤكد
ترشحي أمر شخصي لم يحن وقت الخوض فيه
رفض المدير الرياضي لاتحاد الجزائر عنتر يحيى، الخوض في قضية ترشحه لرئاسة الفاف، واكتفى في رده عن سؤال بخصوص ما تم تداوله مؤخرا، بالتأكيد على أن الوضعية الراهنة، تتطلب البحث عن الرجال الذين باستطاعتهم إعطاء الدفع اللازم للكرة الجزائرية، ومسايرة الريتم الذي يتواجد فيه المنتخب.
عنتر يحيى، ذهب في حديثه للصحفيين على هامش أشغال الجمعية العامة إلى أبعد من ذلك، واعتبر حديث بعض الأطراف عن نيته في الترشح أمر سابق لأوانه، لأن مشاركتي ـ كما قال ـ « في أشغال الجمعية العامة، كانت بنية الوقوف على وجهات نظر مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة، بخصوص مستقبل المنظومة الكروية الوطنية، وقد لمست نية تولي الرئاسة لدى العديد من الأعضاء، لكن الوضعية الحالية تستوجب التفاف كل الأطراف حول المنتخب، سعيا لتشكيل تركيبة قادرة على توفير الجو الملائم للنخبة الوطنية، من أجل مواصلة العمل الميداني بنفس الوتيرة».
وخلص مسجل هدف التأهل في «ملحمة أم درمان» إلى القول، بأنه يرفض الخوض في قضية ترشحه لرئاسة الفاف، لأن الأمر يبقى شخصيا.
ص / ف

قرباج لم يجد التفويض
شرف الدين عمارة وصادي «أثقل» المرشحين
فتحت أشغال الدورة العادية، الباب على مصراعيه لنشاط «الكواليس» تحسبا للجمعية الانتخابية المقررة بعد 10 أيام، لأن تقليص المدة استثنائيا، جعل بعض الأطراف تشهر أوراقها مبكرا، وذلك بالكشف عن نواياها في الترشح لخلافة زطشي على رأس الاتحادية، والمعطيات الأولية تفيد بأن كتلة «رؤساء الرابطات»، قد عرفت حدوث شرخ بين أعضائها، بعد انقسامهم بين 3 قوائم تم ضبطها مبدئيا، في انتظار اتضاح الرؤية أكثر، بخصوص كل من شرف الدين عمارة، محمد المورو وكمال سعودي، ورغبة كل واحد من هذا الثلاثي، في دخول سباق الانتخابات.
المعلومات التي استقتها النصر من مصدر جد موثوق، تؤكد بأن وليد صادي أنهى الإجراءات المتعلقة بملف ترشحه لرئاسة الاتحادية، رغم أنه كان قد غاب عن موعد الأمس، لأسباب شخصية، لكنه ـ حسب مصدرنا ـ كان قد تحصل على التفويض الرسمي من إدارة وفاق سطيف عشية السبت الفارط، وهي الخطوة التي جعلت الرئيس الأسبق للفاف محمد روراوة، يدخل على الخط لمساندة هذه القائمة والمساهمة في ضبطها، لأن صادي من المحسوبين على جناحه، لتكون لروراوة تحركات كثيرة خلال اليومين الأخيرين، بالتشاور مع صادي، أفضت إلى رسم المعالم الأولية للقائمة، التي سيدخل بها هذا الجناح معترك الانتخابات، بالحصول على موافقة العضو السابق في الاتحادية جهيد زفزاف، وكذا رئيس رابطة قسنطينة الجهوية أحسن عرزور، الذي يعد الوحيد من مكتب زطشي الذي يراهن عليه صادي، إضافة إلى رئيس رابطة ورقلة الجهوية علي باعمر، بينما مازال إلحاق محفوظ قرباج إلى هذه التركيبة، مرهونا بحصوله على تفويض نادي محترف، لأن الرئيس السابق للرابطة المحترفة، الذي تنقل أول أمس إلى فرنسا في رحلة علاج، لم يتمكن من نيل تفويض شباب بلوزداد، الأمر الذي دفع به إلى البحث عن مخرج قانوني لتسوية وضعيته، وإلا فإنه سيخرج آليا من خيارات صادي، في الوقت الذي مازالت فيه المحادثات مع رئيس رابطة بسكرة الولائية عبد القادر شعبان متواصلة، سعيا لإقناعه بالترشح لعضوية المكتب الفيدرالي ضمن قائمة صادي.
انقسام كتلة الرابطات يضعف بهلول وبن حمزة
كشف مصدر النصر بأن «الشرخ» الذي حصل في كتلة «رؤساء الرابطات»، كان على خلفية تمسك رئيس رابطة سعيدة الجهوية الدكتور ياسين بن حمزة بموقفه، القاضي بضرورة ترشحه، بعدما كان عمار بهلول قد أدرجه في وقت سابق ضمن قائمته الأولية، وبن حمزة رفض فكرة الاكتفاء بمنصب عضو في المكتب الفيدرالي، سيما وأن رورواة حاول أيضا إقناعه بالتواجد مع صادي، على اعتبار أنه كان من المحسوبين على جناحه، وموقف بن حمزة جسده بالشروع في رسم المعالم الأولية للقائمة، التي سيخوض بها المعترك الانتخابي، وهو القرار الذي «جرّد» بهلول من بعض الأعضاء، الذين كانوا ضمن خياراته، بدليل أن رئيس رابطة البليدة الجهوية محمد قرنوز، ونظيره لرابطة الجزائر الوسطى رشيد أوكالي، تحدثا في هذا الشأن مع زطشي، وأعلنا عن موقفهما الرافض للتواجد مع بهلول في قائمته.
من هذا المنطلق، فإن بهلول الذي سيدخل سباق رئاسة الفاف بمظلة رابطة عنابة الجهوية، وجد نفسه مجبرا على إعادة النظر في خياراته، بعد تراجع بعض الأسماء عن فكرة التواجد برفقته في نفس القائمة، والتركيبة الأولية، التي ضبطها تضم كل من محمد غوتي، عبد الله قداح من المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته، إضافة إلى المولدي عيساوي، علي فرقاني، ورئيس رابطة تيزي وزو رشيد عصمة، رئيس رابطة الأغواط أحمد خرشي، ورئيس رابطة بشار الجهوية سليمان يماني، بينما تعذر على العربي أومعمر، التواجد في قائمة بهلول بسبب إشكالية التفويض، لأنه لم يتمكن من تمثيل فريق جمعية وهران، بسبب إصرار محمد المورو على دخول سباق الرئاسة.
وفي سياق ذي صلة، تم خلال أشغال الدورة العادية تداول اسم المدير العام لشباب بلوزداد شرف الدين عمارة، كواحد من بين الأعضاء الذين يعتزمون الترشح لخلافة زطشي، لكن المعني بالأمر رفض الحديث عن هذه القضية، ولم يبادر حتى للتفاوض مع ممثلي الرابطات والنوادي من أجل ضبط قائمته، على العكس من ممثل جمعية وهران محمد المورو الذي جدد التمسك بموقفه القاضي بالترشح، رغم أنه لم يضع المعالم الأولية للقائمة التي سيراهن عليها، في الوقت الذي أبدى فيه كمال سعودي نيته في دخول سباق رئاسة الاتحادية، غير أنه اصطدم بمشكل التفويض، سيما وأن إدارة نصر حسين داي فوضت مراد لحلو لتمثيلها في أشغال الجمعية العامة.
ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى