أصبح خبر تتويج أطفال جزائريين بين عمر 8 إلى 16 سنة في مسابقات عالمية للروبوت والحساب الذهني، من العناوين الشائعة في الصحافة، بما يعكس تفوق هؤلاء  الصغار بشكل كبير في عالم الحساب و الرياضيات، خصوصا وأنهم باتوا أسياد العالم دون منازع في السنتين الأخيرتين، وهو مؤشر يبعث على التفاؤل بجيل واعد من العباقرة الصغار، الذين يمكن الاعتماد عليهم في دفع أشرعة التقدم علميا  و تكنولوجيا.
* هدى.ط/ أسماء.ب  

توج قبل يومين فقط، 16 طفلا جزائريا من أصل 17 في البطولة الحضورية للحساب الذهني بدبي الإماراتية، وهي مسابقة عرفت مشاركة 600 طفل من مختلف الدول، حيث افتكوا المراتب الأولى في المنافسة، التي جاءت بعد أقل من أسبوع واحد على أولمبياد الحساب الذهني، التي احتضنتها مصر و عرفت افتكاك الطفل المعتصم بالله بوسعدية من المسيلة للذهب، رغم أن سنه لم يتجاوز 13 سنة، وهو ثاني طفل جزائري يصنع الحدث وطنيا بفضل تفوقه في هذا المجال، بعدما كانت ابنة سطيف رتاج سجود رحاحلة صاحبة 11سنة، قد احتلت الترند على مواقع التواصل الاجتماعي لأيام واستحقت إشادة رئاسة الجمهورية بفضل تتويجها بالمرتبة الأولى في كأس العالم للحساب الذهني والرياضيات و القائمة طويلة.
يجمعون بين عبقـرية الحساب والابتكــار
 ويعرف هذا النوع من المسابقات التي تقام محليا و عالميا اهتماما كبيرا من قبل أطفال جزائريين لا تتعدى أعمارهم 16 سنة، بدليل المشاركة الواسعة لهؤلاء الصغار في البطولة الوطنية التي أقيمت بالعاصمة خلال الصائفة الماضية، وأحصت 550 منافسا، تمكن غالبيتهم من حل 144 عملية حسابية في ظرف 10 دقائق، ودون الاعتماد على الآلة.
و بالعودة إلى الوراء، فإن التتويجات عادة ما تكون نتيجة لمشاركات متعددة في هذه المسابقات، التي يلتحق بها الأطفال بعد سنوات من تعلم الحساب الذهني عن طريق منهجي السوروبان و المونتيسوري، حيث يتضح من تصريحات أوليائهم، بأنهم يباشرون التعلم من سن الست سنوات، وهم في العموم تلاميذ متفوقون دراسيا، وبينهم من يبرعون في عالم الابتكار كذلك.
مواهب ترعاهـا سواعـد شبانيـة
ولا تقتصر التتويجات على الحساب الذهني فحسب، بل كثيرا ما يتألق أطفال في منافسات الروبوت العالمية كذلك، حيث أفتكت الفتاة الجزائرية شهلة بدروح صاحبة 17 عاما، نهاية العام الماضي، المرتبة الأولى والميدالية الذهبية، في مسابقة الروبوت العالمية بكوريا الجنوبية، فيما ينتظر عدد آخر من العباقرة الصغار تسهيل إجراءات انتقالهم إلى مصر، في قادم الأيام، للمشاركة في مسابقة من نفس النوع، و لا تخلوا منصات التتويج في منافسات الذكاء والحفظ والذاكرة من فائزين جزائريين في كل مرة، الأمر الذي يدعو فعليا للتفاؤل و يؤكد بأن المدارس الجزائرية تتوفر على طاقات شابة تعد بالكثير.
تجدر الإشارة كذلك، إلى أن غالبية نوادي الروبوت التي ينشط فيها هؤلاء التلاميذ، بالإضافة إلى أقسام الحساب الذهني و السوروبان، هي استثمارات خاصة بشباب يضعون صوب أعينهم هدف تكوين وتدريب أطفال الجزائر العميقة على الابتكار و تمكينهم من التفوق في مجالات الحساب الذهني والرياضيات والذاكرة على غرار تجربة جمعيتي      " الإبداع و الابتكار العلمي" بالمسيلة و " فكرتك" بتقرت و نادي " الابتكار" بالبلدية وغير ذلك .
وعن سر تألق الأطفال في مجال الحساب الذهني أوضحت مدربة الحساب الذهني و السوروبان، دنيا زاد منصوري الأمر إلى رغبة الطفل الجزائري في التفوق في المنافسات الدولية أكثر من المحلية، و طموحه برفع الراية الوطنية عالميا، ناهيك عن أسباب أخرى تتعلق بجودة التأطير  و وعي الأولياء بمدى أهمية هذه التمارين في تطوير المهارات.
و أوضحت الكوتش دنيا، بأن افتكاك الأطفال للألقاب ضاعف الإقبال على دورات الحساب الذهني، و أوجد حافزا قويا لدى شريحة واسعة منهم للعمل على تطوير قدراتهم الفكرية و التحكم في الحساب الذهني،  حيث لمست خلال الحصص التي تقدمها للأطفال مدى اهتمامهم بالمشاركة في مثل هذه المنافسات، خاصة بعد فوز الطفلة سجود، السنة المنصرمة بالمرتبة الأولى في كأس العالم للحساب الذهني   و تكريمها من قبل رئاسة الجمهورية، و التي تعد بمثابة قدوة لهم.
الحساب الذهني يرفع نسبة الذكـاء
و أضافت، بأن آليات الحساب الذهني تمكن من رفع معدل الذكاء لدى الطفل و تنمي قدراته الفكرية، نتيجة لتنشيط خلايا الدماغ الأيمن و الأيسر، عبر اعتماد الحواس و ألعاب الذكاء و غيرها، و كلها آليات لا تساعد حسبها، في تطوير مهارات الطفل الحسابية فقط، بل تمكن من تطوير قدراته الفكرية في مختلف المجالات و تعزز ثقته بالنفس.
كما نوهت على الدور الكبير للأولياء ، قائلة، بأن من بين أسرار التفوق وعي الأولياء بفوائد الحساب الذهني، و اهتمامهم بتسجيل أبنائهم في دورات تعلمه، بعدما كانت ثقتهم في هذا المنهاج ضعيفة، مؤكدة بأنها طريقة تعلم تستوجب مرافقة مستمرة، كما أشارت في سياق حديثها، إلى أهمية الاعتماد على الأسلوب الترفيهي، لنجاعته في التحفيز و توسيع مدارك الطفل الذهنية، من خلال التحكم في مكعب روبيك و الروبوتيك و آلية ابني يفكر و الحساب بالأصابع و رياضة العقل و استخدام لوحة التخيل.

الرجوع إلى الأعلى