صدرت منذ أيّام، رواية جديدة بعنوان «السرجم.. يأجوج ومأجوج وسفر الحفر» للكاتبة ربيعة جلطي، وتدور أحداثها عبرَ عالمٍ مُغايرٍ يمزجُ الواقعيَّ بالفانتازيّ، ومن خلال مجموعة من الشخصيَّات الروائيَّة التي تُمثِّل ثلاثة أجيال مُتعاقبة، تحاولُ أن توضِّح بعض المفاهيم التي تُؤثر في سلوك الفرد والجماعة على حدٍّ سواء.
في الرواية الصادرة عن دار العين للنشر، شخصيَّات من النساء على وجه الخصوص، يتعرَّضن للتهميش، لكنَّهن يُقاومن ليتحوَّلن إلى مركز القرار. شخصيَّات روائيَّة قادمة من الذاكرة الدينيَّة والأسطوريَّة العميقة، تتحوَّل في النصِّ إلى كائناتٍ اِجتماعية تُدُيرُ المجتمع، وترسُم بشكلٍ لافتٍ ملامحَ مستقبلِ بعض مَن يحيطُ بها. كما تستثمرُ الرواية في الخرافة الشعبية، وترتقي بها إلى مقام الخطاب الاِجتماعيَّ الراهن الناقد، مع الحفاظ على ما يتبقَّى من سحر الإدهاش الّذي تحمله ذاكرتُنا منذ الطفولة.
من جهةٍ أخرى، تحتلُّ المرأة مكانة مركزيَّة في خطاب السَّرْجَم، من غير أن يمثِّل ذلك إقصاءً للصوت الآخَر. الرواية كُتبت بلغةٍ سَرْديَّة تمزج بين الفانتاستيك والتصوُّف والرؤية الفلسفيَّة لمستقبل الجنوب وعلاقته بالشمال.ربيعة جلطي، شاعرة وروائية ومترجمة، حائزة على شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي الحديث، وهي حاليًا أستاذة الأدب المُعاصر بالجامعة المركزية في الجزائر العاصمة. لها العديد من المجموعات الشِّعريّة. من بينها: «تضاريس على وجه غير باريسي»، «التهمة»، «شجر الكلام»، «كيف الحال»، «حديث في السر»، «بحار ليست تنام»، «حجرٌ حائر»، «النبيّة تتجلّى في وضح الليل»، «ترتيب العدم». وقد ترجم بعض أشعارها إلى اللّغة الفرنسية الشاعر عبد اللطيف اللعبي، كما ترجم لها الروائي رشيد بوجدرة أعمالاً شعرية أخرى. صدر أوّل عمل روائي للكاتبة في العام 2010 تحت عنوان «الذروة». لتليه مجموعة روايات أخرى، من بينها: «نادي الصنوبر»، «عرشٌ معشق»، «حنين بالنعناع»، «عازب حي المرجان»، «قوارير شارع جميلة بوحيرد»، «قلب الملاك الآلي»، «جلجامش والراقصة».
نوّارة/ل