الاثنين 29 سبتمبر 2025 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

حكواتيون يطالبون بإدراج القصة التراثية ضمن المقررات الدراسية: ذاكـرة تواجـه تحديـات الجمـع و التوثيق

دعا حكواتيون، إلى ضرورة التعجيل في توثيق وحفظ التراث الحكائي الشعبي الجزائري، وأكدوا على أهمية إيصاله للأجيال من خلال إستراتيجية وطنية مدروسة تنطلق من المدارس. ويأتي هذا الاقتراح عقب إطلاق برنامج «كان يا ماكان» للحكواتيين في الفضاءات الثقافية، خاصة مكتبات المطالعة العمومية، وإعلان وزارة الثقافة الشروع في تسجيل التراث الحكائي الشعبي، وذلك ضمن مشروع أوسع لجمع وترقية المطالعة بمختلف صورها، سواء عبر الرقمنة أو من خلال مشروع المكتبة الجزائرية المسموعة، باعتبارها حاضنة لحفظ هذا التراث وتدوينه.

إيمان زياري

* الحكواتية نعيمة محايلية
يجب أن ننطلق من التدوين كي نوفر رصيدا للمستقبل
قالت الحكواتية نعيمة محايلية، إن الحكاية الشعبية في الجزائر تمثل جزءا من التراث الثقافي والهوية الجمعية، إلا أنها تعاني من ضعف التدوين بعدما انحصرت في فضاءات التسلية.
واعتبرت، أن مستقبل الحكاية مرتبط بمدى الاهتمام بتطويقها ودمجها في التعليم والفنون، مضيفة بأنها مهددة بالزوال إن بقيت مجرد فولكلور.
وتحدثت الحكواتية، عن عدم إدراج الحكاية الشعبية ضمن المقررات الدراسية، ما أدى إلى تهميشها و تصنيفها كوسيلة للتسلية فقط، فضلا عن عدم إيلاء الأهمية اللازمة للمواد الثقافية التي يندرج ضمنها التراث الشعبي.
وقالت محايلية، بأن الحكاية الشعبية لم تلق الأهمية الكافية لحفظها بفعل ضعف الجهود، إذ لا تكاد تحضر سوى في المواسم وجلسات التسلية، وحتى وإن دخلت المدارس يكون ذلك لأجل الفرجة فقط، دون أن تمنح طابعا أكاديميا جادا يسهم في توثيقها وحفظها.

* الحكواتية هاجر بلعيد
التدريس يحفظ الموروث الثقافي الشفهي
أعربت الحكواتية هاجر بلعيد، عن أسفها لما آلت إليه الحكاية الشعبية الجزائرية اليوم، خصوصا وأنها لا تحفظ سوى في ذاكرة جيل الآباء والأجداد ما يهدد بزوالها إن هم رحلوا.
ودعت بلعيد، الباحثين في الجامعات الجزائرية إلى العمل وبشكل جدي من أجل توثيق هذا الموروث الشفهي الشعبي، وقالت إن الحكواتيين مستعدون للتنسيق مع مصالح التربية لكي تحجز الحكاية مكانا لها في المدرسة وتقدم للطفل كجزء من ثقافته الشعبية، مؤكدة أنهم معنيون وبشكل مباشر بترسيخ الحكاية في ذاكرة التلميذ بطريقة سلسة ومشوقة وذلك في إطار تكثيف الجهود سعيا لحماية الموروث من الضياع.
ولكون الحكاية ذات طابع شفوي، فهذا ما أعاق عملية تسجيلها بحسب الحكواتية، أين اعتبرتها تراثا ينتقل بالكلمة لا بالكتابة ويرحل مع رحيل الرواة الكبار. وانتقدت عدم توثيق هذه الحكايات بالطريقة اللازمة ومبكرا، مرجعة ذلك لعدم إيلائها الأهمية اللازمة وتقييدها بصورة نمطية تقدمها كنوع من الترفيه وليست مادة ثقافية تستحق الحفظ.
مشيرة، إلى تغير نمط الحياة نتيجة لسيطرة التكنولوجيا وعزوف الأجيال عن كل ما هو تقليدي بما في ذلك الحكاية الشعبية، ما جعل الأطفال والشباب أقل ارتباطا بالتراث.
وتحدثت الحكواتية أيضا، عن غياب الوعي التربوي بأهمية الحكاية في ظل التركيز على النصوص الأدبية العالمية أو الكلاسيكيات، وإهمال الحكاية الشعبية، كما أشارات إلى نقص التوثيق والنمطية في التصنيف رغم أن الحكاية تعتبر حسبها أداة لبناء القيم وتنمية الخيال، وسيلة تربوية قوية جدا.
ودعت المتحدثة، إلى تعزيز الجهود لحفظ وبعث هذا الموروث، بالتنسيق بين المؤسسات الثقافية و التربوية و الحكواتيين، القادرين على جمع القصص وتسجيلها بما يخدم الذاكرة والفعل الثقافي معا، مشيرة إلى بعض المبادرات الفردية من رواة ملتزمين بمسؤولية نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.
حفظ الحكاية يحتاج إلى مجهود جماعي
وعن مكانة الحكاية الشعبية لدى الطفل الجزائري، عبرت الراوية عن أسفها لغياب الاهتمام في ظل هيمنة القصة العالمية أو كلاسيكيات الأدب العالمي على المجال عموما، مشيرة إلى أن للأمر علاقة بالتسجيل والنشر والتصوير وتوفر القصة ضمن قوالب متعددة، في مقابل انسحاب تام للحكاية الشعبية.
وتحدثت، عن المجهودات التي يبذلها حكواتيون يمتلكون رصيدا مهما من القصص الشعبية المستوحاة من الثقافة المحلية، للمساهمة بشتى الطرق في إيصال هذا المحتوى للصغار و ودعم حضوره في دور الثقافة أو في المكتبات. داعية إلى تكاثف الجهود و التشارك لتحقيق المراد.
وعن طريقة جمع الحكاية الشعبية الجزائرية، قالت السيدة بلعيد بأنهم يعملون بجد للحصول عليها من خلال قراءة الكتب القديمة، والاحتكاك بكبار السن الذين يمتلكون ذاكرة قوية ويحفظون بعض الحكايات عن ظهر قلب، متحدثة عن تجربتها معهم وكيف مكنتها من حفظ العديد من القصص التي ترويها اليوم للأطفال وللكبار الذين يهتمون ويستمتعون بها.
وتأسف الحكواتية لواقع الطفل اليوم بسبب سيطرة التكنولوجيا على تفكيره، مؤكدة سعيهم كحكواتيين لإعادة الحكاية إلى مسامع الصغار بطريقة مشوقة من خلال جلسات سرد مميزة. معبرة عن أملها في تحسن مستقبل الحكاية الشعبية في ظل المقترحات التي قدمتها وزارة الثقافة، ومشددة على أهمية التوثيق لحماية الموروث من السرقة، وتسجيله سواء عن طريق الكتابة، أو الصوت.

* الحكواتية قوقة راضية رودسلي
التكنولوجيا وغياب التوثيق وراء خفوت الحكاية الشعبية
قالت الحكواتية و الشاعرة قوقة راضية رودسلي، إن الحكاية الشعبية تمثل جزءا من التراث الجزائري، بحيث نجد فيها تسجيلا وتوثيقا للقيم والمعتقدات الاجتماعية، فهي عبارة عن سجل للأحداث التاريخية والأفكار، فرغم كونها فنا شفاهيا مرنا يخضع للتطورات الثقافية، إلا أنها تواجه اليوم تحديات في الجمع والتوثيق ونقص عدد الحكواتيين مقارنة بحقب سابقة.
وأضافت، أن مهنة الحكواتي بكل ما تحميله من معنى، عرفت هجرانا في الجزائر،وعلى الرغم من عودتها النسبية في السنوات القليلة الأخيرة، إلا أن ذلك يبقى قليلا حسبها.
وأرجعت سبب ضعف تواجد الحكاية الشعبية في مجتمعنا والعالم ككل، لتأثير التكنولوجيا التي طغت، ناهيك عن انشغال الجيل الصاعد بكل ما هو سهل ومتاح على مواقع التواصل الاجتماعي أو الشاشات عموما، بدلا من الاستماع إلى الراوي في جلسات حية، ليجد الراوي نفسه مهمشا.
و انتقدت الحكواتية من جانب آخر، غياب الحكاية الشعبية في المناهج التعليمية والمقررات المدرسية، بالرغم من أن لديها وقعا نفسيا إيجابيا على الطفل، ودعت إلى إعادة إنتاج الثقافة الشعبية والحفاظ على الدور الحاسم الذي يلعبه الراوي في نقل مختلف أنواع الموروث الحضاري والثقافي من عادات وتقاليد في صورة ممتعة ومشوقة وتربوية هادفة تحظى باهتمام الطفل وتؤدي إلى توعيته بطريقة غير مباشرة، مؤكدة على ضرورة إدماج هذا المحتوى في المقررات الدراسية.
وأضافت راضية قوقة، أنه يجب كخطوة أولى رد الاعتبار للحكواتي وللحكاية عبر تنظيم جلسات حكواتية في المؤسسات التربوية والهياكل الثقافية، ناهيك عن برمجة خرجات ترفيهية مع الحكواتيين والمعلمين معتبرة إياها مبادرة مهمة للطفل لإبعاده عن إدمان اللوحات الإلكترونية وتقريبه من الحكاية والاستمتاع بروائعها بطريقة أكثر استشعارا، مما يساهم في ترسيخها لديه مدى الحياة فيساهم في انتقالها للجيل الذي يليه.
ودعت، إلى رد الاعتبار للحكاية الشعبية والاهتمام بها بشكل أكبر، واستغلال التكنولوجيا في التوثيق للحكايات مسجلة بالصوت، وبالصورة أو على شكل أفلام كرتون، أو حتى بودكاست باللغة التي يعرفها الطفل ويمارسها في حياته اليومية، مع ضرورة إدماجها في البرامج التربوية وإشراك جميع الفاعلين في حمايتها وحفظها ونقلها للأجيال بعيدا عن السرقات والنسيان.


* الحكواتية بلهادي السيدة
البحث والتوثيق خطوتان يجب أن تسبقا التسجيل
عبرت الحكواتية بلهادي السيدة، عن أسفها الشديد لما آلت إليه الحكاية الشعبية، وكيف همشت إلى أقصى الحدود حالها حال العديد من الفنون والفنانين في مجالات أخرى، وانتقدت من جانب آخر غياب الإجراءات والمساعي لحفظ هذا الفن أو توثيقا، بحيث لا يزال يعتمد على السرد و المشافهة فقط.
وتحدثت الحكواتية، عن محاولات فردية قليلة جدا لحكواتيين يكافحون لإنقاذ الحكاية من بحر النسيان والتهميش، وأضافت أنهم يجتهدون رغم الصعوبات للحفاظ عليها من خلال لقاءات وصفتها بالمحتشمة. وأضافت أنه عمل غير كاف لوحده بل يحتاج لدعم فاعلين آخرين وهيئات رسمية.
ودعت المتحدثة، إلى مضاعفة الجهود من خلال البحث أكثر والتعمق في التاريخ أولا، ومن ثم تسجيل ما يجمع بالصوت والصورة وجعلها مادة متاحة في المؤسسات التربوية للتلاميذ، لأن ذلك يساهم وبشكل رسمي في الاستمرارية و التثمين. معربة عن تفاؤلها بخصوص المشروع الذي تحدثت عنه الوزارة الوصية فيما يتعلق بالتسجيل وإعادة الاعتبار لهذا الموروث المهم.
إ.ز

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com