الخميس 3 جويلية 2025 الموافق لـ 7 محرم 1447
Accueil Top Pub

أساتذة يجيبون و يقترحون البدائل: ملخصات ومقترحات البكالوريا..هل تساعد أم تشوش ذهن التلميذ؟

نبه أساتذة التلاميذ المقبلين على اجتياز البكالوريا، من التعاطي مع المقترحات المتداولة على مواقع التواصل و تحديدا ملخصات الدروس، التي يرون أنها قد تشوش أذهانهم وتتسبب في نقل معلومات خاطئة، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن مواقع التواصل خلال أيام الاختبار، والاكتفاء بمراجعة ما تم تلقيه في الأقسام النظامية والاطلاع جيدا على منهجية الإجابة.

تكثف مجموعات التعليم الافتراضية مع قرب الامتحانات الرسمية لاجتياز شهادة التعليم الثانوي، نشر ملخصات لدروس في مواد التاريخ، والجغرافيا، والتربية الإسلامية، كما تنشر مقالات جاهزة خاصة بمادة الفلسفة، وأسئلة مقترحة في مختلف المواد العلمية والشعب تتضمن أجوبة جاهزة.
لاحظنا خلال تصفحنا لهذه المجموعات تفاعلا كبيرا للتلاميذ مع المنشورات، واتضح أن هناك من يعتبرها مرجعية أو بديلا عن المراجعة العادية، مقابل ذلك فجر أساتذة نقاشا حول الموضوع خصوصا بعدما أثارت مقالة حول درس « الحرية» في مقرر الفلسفة جدلا مؤخرا، كونها تضمنت أخطاء في استعمال المصطلحات ذات الصلة.
نفس الجدل طال كذلك حلول تمارين الرياضيات، وهو ما دعا أساتذة للتدخل عبر منصات التواصل لتنبيه التلاميذ من احتمال الوقوع في فخ الحلول الجاهزة و النصوص و الملخصات المتداولة.

* أستاذة الفلسفة سرور جباس
المرحلة غير مناسبة للتعاطي مع المقترحات الجاهزة
قالت أستاذة الفلسفة بثانوية سمية بقسنطينة سرور جباس، بأن فترة إجراء الامتحانات مرحلة حساسة جدا بالنسبة للتلميذ، خاصة من لم يحضر جيدا، ما يجعله يركز أكثر على المقترحات الجاهزة والملخصات، و يهمل مراجعة ما الدروس النظامية، كونه يبحث عن بدائل سهلة وجاهزة تختصر الوقت وتقلل الجهد.

وأوضحت، أن هذه الاتكالية قد تجره نحو الخطأ، كما تحد من قدرته على التفكير السليم والاسترجاع و تجعله عاجزا عن تقديم إجابة صحيحة ووافية يوم الامتحان، خاصة في حال اتبع منهجية إجابة خاطئة.
وأشارت، إلى أن الجانب النفسي هو أكثر ما يحرك التلميذ في هذه الفترة، لانقضاء وقت مراجعة كل المقالات، خاصة وأن عددها كبير ويتجاوز 83 مقالا فلسفيا بالنسبة للشعبة الأدبية وأكثر من 30 مقالا بالنسبة للشعب العلمية.
وأكدت الاستاذة، أن التركيز على هذه المقترحات والملخصات خلال أيام الامتحان سيشوش على عقل التلميذ، لكون الفترة غير مناسبة للتعاطي معها، وقد يدفعه الأمر للوقوع في فخ الأخطاء التي تتضمنها الإجابات الجاهزة، دون أن ينتبه إلى ذلك، فيكرر نفس الخطأ في حال وجد سؤالا مماثلا أو مشابها لما راجعه في البيت، كما قد يتعرض لصدمة نفسية إن لم يجد بين الأسئلة ما يتطابق مع المقترحات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيتعرض للارتباك والخوف وعدم القدرة على إدارة وقت الامتحان والتركيز لمحاولة الإجابة.
وأشارت الأستاذة، إلى أن التلميذ يمر حاليا بمرحلة حساسة ويبحث عن الأمان النفسي، ما يجعله يتابع ما يتم تداوله لا إراديا، وذكرت ما وقع في بكالوريا 2023 حين انساق المترشحون وراء منشورات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أن نص الحق والواجب سيكون موضعا لامتحان الفلسفة، ليصطدموا بعدها بإدراج موضوع النسيان، فكانت نتائج كارثية في المادة.
كما ذكرت، موقفا حدث لتلميذتها قبل سنتين، بسبب عدم ورود المواضيع الثلاثة المقترحة عبر فيسبوك، ما اضطرها إلى كتابة مقالة حول الحق والواجب، وهي المقالة الوحيدة التي قامت بمراجعتها، لتصاب بانهيار كلي بمجرد انقضاء وقت الامتحان.
وتنصح أستاذة الفلسفة، المقبلين على اجتياز البكالوريا بالتقيد بما تمت دراسته في الحصص النظامية، والابتعاد عما يتم تداوله على مواقع التواصل في هذه المرحلة بالذات التي تتطلب التحلي بالهدوء وتجنب كل ما يشوش الذهن، خاصة وأن من المواضيع والإجابات المنشورة ما يتضمن أخطاء.
التدرب على منهجية كتابة المقال أكثر ما يفيد المترشح حاليا
ولضمان مراجعة دقيقة ومضبوطة تساعد في الإجابة على الأسئلة بذكاء أيام الامتحان، قالت الأستاذة إنه يجب في هذه المرحلة التدرب على كتابة مقال فلسفي للإلمام بكل خطوات منهجية كتابة المقال، فتمكن التلميذ من المنهجية يمكنه قطعا من التعامل مع أي سؤال حتى وإن لم يحفظ المقال.
وأكدت، أن التوفيق في الشق المنهجي يساعد التلميذ على نيل نقطة تتجاوز 10 من 20، مهما كانت طبيعة المقال، داعية إلى الاطلاع على كل المقالات وتجاوز المقترحات، وبناء مقال فلسقي بأسلوب خاص، مضيفة بأن إتباع هذه الخطوات يحقق راحة نفسية للتلميذ ويخلصه من كل أشكال التوتر والضغط التي تسبق امتحان كل مادة.
أما بخصوص الملخصات في مادة الفلسفة، وما أن كانت ناجعة، قالت بأن التلميذ يجب أن يكون ملما بالجدال الفلسفي المثار حول الموضوع، وحول الفكرة والفكرة المناقضة، والأطروحة التي يدور حولها الجدال ليبني على أساسها المقال الفلسفي، والابتعاد عن مقترحات ليلة الاختبار والعودة لأسئلة امتحان الفصول الثلاثة.
مشيرة، إلى أسئلة امتحانات الفلسفة الخاص بشعبة الأدب خلال فصول السنة الماضية، والتي تمحورت حسبها حول مواضيع اختيرت فعليا في امتحان البكالوريا، بما في ذلك الدال والمدلول، والسياسة، والأخلاق، والحقيقة، وهي نفس المواضيع التي امتحن فيها المترشحون في البكالوريا البيضاء.

* أستاذة الرياضيات سامية مرسلي
هكذا نراجع مادة الرياضيات ليلة الامتحان
من جهتها، قالت أستاذة الرياضيات بالطور الثانوي سامية مرسلي، بأن التلميذ في هذه المرحلة يختبر مدى استعداده لاجتياز الامتحان من خلال حل التمارين بفرده، مردفة بأنه يمكنه الاستعانة بالتمارين المنشورة للتدرب على حلها دون الاستناد للأجوبة المرفقة، داعية للحذر من الحلول الجاهزة والتأكد من حل التمرين مع أستاذ المادة.

وأوضحت، أن اللجوء للحوليات يكون عادة من قبل التلميذ المتوسط أو ضعيف المستوى، خاصة في مادة الرياضيات التي تعد هاجسا لدى هؤلاء، وتنصح الممتحنين بخصوص كيفية المراجعة خلال الأيام الأخيرة، وطرق التعامل مع ورقة الامتحان.
وشددت الأستاذة، على ضرورة التدرب على إدارة الوقت من خلال حل أسئلة امتحانات رسمية سابقة، وقراءة الأسئلة بتأن لاختيار الموضوع الأول أو الثاني، وتجنب تغيير الموضوع بعد مرور الوقت، والبدء بحل التمارين السهلة، وإعادة قراءة محتوى أسئلة التمرين بدقة.
مردفة، بأن الأسئلة تخدم بعضها بشكل تسلسلي لهذا يجب العودة للسؤال السابق ليجد التلميذ سهولة في الإجابة على السؤال الذي يليه، وأشارت إلى أن هناك حيلا في مادة الرياضيات تساعد التلميذ في التأكد مما إذا كان يجيب بطريقة صحيحة، حيث يشير وينبه الجواب السابق للجواب الذي يليه مباشرة.
داعية التلاميذ إلى ضرورة استيعاب طريقة الإجابة جيدا، والقوانين والقواعد الرياضية، ما يمكن من حل التمارين بسهولة وبتسلسل، ما يمكن من الحصول على نقطة لا تقل عن 14 من 20، وعلى الممتحنين حسبها اليقين بأن كل ما يرد في ورقة الامتحان قد قدم في القسم مسبقا وذلك لتجنب الارتباك.
وقالت الأستاذة، إن مادة الرياضيات لا تعتمد على الحفظ،لذلك لا ضرورة لمراجعة الأجوبة الجاهزة ليلة الامتحان لان تغييرا بسيطا في طبيعة السؤال قد يؤدي إلى اختلاف كلي في الإجابة، و الأصح هو محاولة الفهم واكتساب منهجية إجابة، لأن هناك من بين التلاميذ من يعرف القاعدة ولكنه لا يجيد توظيفها في الآليات الحسابية، مثل الخطأ في التعامل مع الأقواس وغير ذلك.
أسماء بوقرن

الأخصائية النفسانية نوال بوغابة للنصر
هكذا يجب التعامل مع تلاميذ البكالوريا داخل قاعة الامتحان
أكدت الأخصائية النفسانية العيادية نوال بوغابة، على أهمية توفير الجو المريح داخل قاعة الامتحان، للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، والحرص على التعامل معهم بهدوء تفاديا لزيادة الضغط والقلق لديهم، وأضافت الأخصائية، أن الأستاذ الحارس أيضا في ذلك اليوم يقف أمام واجب مهني يجعله يتجنب تصرفات سلبية تؤثر على تركيز الممتحنين.

إيناس كبير

وتعد قاعة الامتحان بالنسبة للتلميذ الباب الأول نحو فترة يعتبرها حساسة في مساره التعليمي، قضى من أجل نيل النجاح فيها سنة كامل بين تحضير للشهادة والتفكير في المرور إلى مستويات تعليمية أعلى.
ويتفاعل التلميذ داخل هذا الوسط مع عدة عوامل تستحوذ على انتباهه خصوصا في جانب التعامل مع الأستاذ الحارس، والصورة التي يبنيها عنه التلميذ، أو ما يبدر منه اتجاهه وهو ما يزيد من حدة قلقه، لذلك ترى بوغابة، أن الأستاذ مسؤول أيضا على الحالة النفسية للممتحنين والجو العام داخل القاعة بصفة عامة.
النظام داخل القاعة يوفر جوا مريحا وهادئا
وأوضحت الأخصائية، أن الوسط الهادئ والمريح يجب أن يتوفرا منذ دخول التلميذ إلى المركز أين يلتقي بأساتذة بشوشين، يبادرون إلى السلام بملامح وجه هادئة، فضلا عن تحفيز الممتحنين وامتصاص توترهم بعبارات تطمئنهم وتجعلهم يتعاملون مع البكالوريا على أنها إجراء عادي مثل باقي الامتحانات التي مرت عليهم في مؤسساتهم التعليمية.
مضيفة :» يجب أن يمنحوهم الوقت لتسجيل أسمائهم وترتيب وثائقهم فوق الطاولة قبل توزيع أوراق الامتحانات، ثم ينتظروا حتى يخرج التلميذ أدواته ويرتبها».
وتنصح الأخصائية النفسانية، الأساتذة بتوفير أقلام إضافية ووضعها فوق المكتب في حال احتاج إليها الممتحنون، ناهيك عن تفادي الأحاديث الجانبية داخل القاعة، لما تسببه من توتر للتلميذ وتشويش أفكاره.
وقالت، إن الحراس يجب أن يلزموا الصمت داخل القاعة ولا يستخدموا الهواتف الذكية تفاديا للضجيج، مع الامتناع عن الوقوف لمدة طويلة فوق رأس التلميذ والنظر إلى ورقته، الأمر الذي يجعله يرتاب من الإجابات التي وضعها. وعقبت بوغابة قائلة :»إن الممتحن يكون في أضعف حالاته وأي سلوك قد يؤثر عليه، لذلك فإن الحارس لا يملك أدنى حق في إبداء رأيه في إجاباته مهما كانت».
أما في جانب التعامل أردفت، أن الحراس يجب أن يوفروا جوا أخويا داخل القاعة حيث يشعر التلميذ أن الأستاذ بجواره فيمنحه ذلك شعورا بالهدوء و الاستقرار النفسي الذي يسمح له بالتركيز.
القلق يزيد تركيز التلميذ مع حركات الحراس
ولفتت الأخصائية النفسانية، إلى ضرورة التحكم في إيحاءات الوجه وحركات الجسد أيضا، لأنها تؤثر على التلاميذ خصوصا الذين يملكون دقة ملاحظة.
وأفادت، أن المقبل على اجتياز الامتحان يكون أمام حدث جديد في حياته، أضف إلى ذلك التعب الذي عانى منه طوال السنة الدراسية بين التحضير والمراجعة، لذلك فإن الخوف يتضاعف عنده خصوصا في الفترة الصباحية التي يقضيها في محاولة تذكر الدروس والمراجعة، قبل الدخول إلى مركز الامتحان، لذا يجب الابتعاد عن التعامل معه بخشونة من طرف الحراس أو محاولة زيادة توتره لفرض الهدوء ومنع الفوضى داخل القسم.
وقالت المتحدثة، إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن قاعة الامتحان بالنسبة للتلميذ تعد وسطا غير مريح، يبحث فيه عن الأمان ويضع عدة توقعات ينتظر حدوثها، مثل أن يكون الامتحان صعبا ولا يستطيع الإجابة على المسائل، وهو أكثر ما يشغل ذهنه ويزيد من تشويش أفكاره وفقا لها.
الأستاذ الحارس مسؤول على العامل النفسي
تحدثت الأخصائية النفسانية نوال بوغابة، أيضا عن الأسلوب السليم في التعامل مع التلاميذ الذين يصابون بحالات الهلع أو الخوف وتأثير الموقف على باقي القاعة.
وأوضحت، أن الأساتذة يجب أن يكونوا في الجوار ويتعاملوا بذكاء مع التلميذ الذي يُصاب بالهلع خصوصا عند ملاحظة تغير في تصرفاته، أو تشتت انتباهه، أما بالنسبة للممتحن الذي يُصاب بحالة خوف عادية، فقالت إنه على الأستاذ استيعابه وإقناعه أن الأمر بسيط ولا يعدو كونه امتحان عادي لا يتطلب كل هذا الخوف. مع محاولة تحفيز تركيزه وتنظيم أفكاره حتى يواصل الإجابة على الورقة، ومن الطرق التي تراها مفيدة أيضا محاولة تذكيره بنماذج من العائلة نجحت في شهادة البكالوريا.
أما في حالة إصابة الممتحن بحالة من الهلع، فأكدت المتحدثة، على ضرورة إخراجه إلى الفناء ليستنشق الهواء، أوالاستعانة بالأخصائي النفساني للمركز، حتى لا يتأثر باقي التلاميذ بالأعراض مثل الصراخ، أو الإغماء.
وذكرت بوغابة، أن حالة التوتر التي تعم تؤثر على كل الممتحنين وإن كانوا متفوقين ومنهم من يرسب، واعتبرت الأخصائية أن الأستاذ الحارس في هو مسؤول عن الحالة النفسية للتلميذ كل الأحوال.
وفي جانب التعامل مع حالات الفوضى أو الغش، أكدت على الالتزام بالقانون دون تهويل الموقف حتى لا يتأثر كل التلاميذ لأن ذلك من شأنه أن يقطع تركيز البقية وإصابتهم بالخوف والتوتر.
وتطرقت أيضا، إلى التعامل مع التلاميذ المتأخرين بدقائق، وأوضحت أن الحراس في المركز يجب أن يهدؤوا من روعهم حتى يسترجعوا أنفاسهم قبل الدخول إلى القاعة باستخدام عبارات تقلل من القلق، مع التأكيد على أن «التلميذ سيدخل إلى القاعة ويجتاز الامتحان». واعتبرت أن هذه العبارة هي ما يحتاجه التلميذ حتى يهدأ، ونصحت بعدم إدخاله إلى القاعة في تلك الحالة ثم وضع ورقة الامتحان مباشرة أمامه.
كما تنصح الأولياء كذلك، بالتحكم في توترهم خصوصا في اليوم الأول من الامتحان، وأوضحت أن الخوف الذي يشعرون به يصدرونه بطريقة غير مباشرة إلى التلميذ الذي يكون في حالة ضغط من كل المحيطين به سواء عائلة، أصدقاء، جيران، الذين يتدخلون في أبسط تفاصيل حياته ويفقدونه الشعور بفرحة ذلك اليوم، مؤكدة على الاهتمام العقلاني وغير المبالغ فيه الذي يريح الممتحن.
إ.ك

عشية بكالوريا 2025 بقالمة
المؤسسة العقابية بن جراح ..من جدران العزلة إلى فضاء الأمل
تعمل إدارة السجون بالجزائر، منذ عدة سنوات، على إحداث تغييرات جذرية، حولت هذه الهياكل من مؤسسات للعقوبة و تقويم السلوك، إلى مواقع حيوية للتأهيل واكتساب المعارف و المهن و الحرف، التي تعد السجين إلى ما بعد انقضاء العقوبة، و العودة الى المجتمع، مسلحا بالمعرفة و المسؤولية، و الإرادة القادرة على تخطي صدمة الإفراج.

وما تشهده المؤسسة العقابية بن جراح بقالمة، من ديناميكية تعليمية، عشية بكالوريا جوان 2025، هو مرآة لصورة أوسع ترسمها الدولة الجزائرية، عبر مشروع إصلاحي طموح، يجعل من المؤسسات العقابية فضاءات للإصلاح الحقيقي، كبديل للنمط القديم، المعتمد فقط على العقوبة المجردة.
يقول حسن علوان، رئيس المصلحة الخارجية لإدارة السجون و إعادة الإدماج بقالمة، للنصر بأنه إذا كانت الحرية هدفا مشتركا لكل نزيل، فإن العلم اليوم أصبح طريقا معبدا إليها، ليس فقط لإثبات الذات، بل للعودة إلى المجتمع بأدوات جديدة، و قدرة على العطاء، و سلوك مواطني جديد.
و يعد التحضير للامتحانات الرسمية، بمثابة حدث كبير بالمؤسسة العقابية بن جراح بقالمة، مهمة تعليمية و إنسانية، تستمر عاما كاملا، و تبلغ ذروتها مع اقتراب المواعيد الهامة بداية بشهادة التعليم المتوسط، ثم البكالوريا، الشهادة الأكثر تقديسا لدى المجتمع الجزائري، المتطلع إلى المستقبل، المحتضن لأبنائه العائدين إليه بشغف و مسؤولية.
قبل ساعات قليلة من بكالوريا 2025 بالجزائر، ينقل إلينا حسن علوان أجواء الاستعدادات لهذا الموعد العلمي الهام، خلف أسوار المؤسسة العقابية بن جراح بقالمة، حيث يعمل الرجال بإرادة قوية لمساعدة هؤلاء النزلاء، المصممين على نيل الشهادة و مواصلة التعليم، و العودة ذات يوم إلى المجتمع مسلحا بالعلم و مهن ذهبية ما كانت لتتحقق، دون الجهود التي تبذلها وزارة العدل و إدارة السجون بالجزائر.
يقول حسن علوان بأن التحضيرات المكثفة متواصلة لدعم و مساعدة 139مترشحا لشهادة البكالوريا، دورة جوان 2025 بينهم 13محبوسة، بمؤسسة إعادة التأهيل بن جراح بقالمة، وسط أجواء تسودها الحماسة، والرغبة الصادقة في التغيير نحو الأفضل.
و يجسد هؤلاء المترشحون، في خمس تخصصات، روح التحدي و الإصرار على بناء مستقبل جديد، بينهم 115 في شعبة الآداب و الفلسفة، و 16 مترشحا في شعبة العلوم التجريبية  و خمسة في شعبة التسيير و الاقتصاد ، و مترشحين اثنين في شعبتي تقني رياضي و هندسة كهربائية، و مترشح واحد في شعبة لغات أجنبية.
و أضاف المتحدث، بأن هذه التحضيرات تندرج في إطار جهود حثيثة تبذل خلف الأسوار العالية، من طرف وزارة العدل، ممثلة في المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بهدف الوقاية من العودة إلى الجريمة، مضيفا بأن برامج الإدماج، وعلى رأسها التعليم العام، تعد من الأدوات الأساسية التي شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بفضل تكوين واحترافية موظفي المؤسسات العقابية، و تعاون شركاء الدولة من المجتمع المدني، حيث يعد التعليم العام، من الأدوات الأساسية التي شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بفضل تكوين واحترافية موظفي المؤسسات العقابية.
و منذ بداية الموسم الدراسي، وفرت إدارة المؤسسة كافة الإمكانيات المادية والبشرية لوضع المحبوسين الدارسين، في أفضل الظروف الدراسية، حيث تم تجهيز قاعات الدراسة وتأمين المستلزمات الضرورية، مع تأطير من أساتذة مؤهلين.
و حسب رئيس المصلحة الخارجية لإدارة السجون بقالمة، فإن أبرز ما يميز دورة هذا العام هو دخول الحركة الجمعوية بقوة على خط الدعم، حيث ساهمت جمعية رؤى لإبداعات الشباب والمرافقة الاجتماعية، و جمعيـــة هوارة لأحيــــاء التراث الشعبي و دعم الإبداع الثقافي المعتمدتان للنشاط داخل المؤسسات العقابية، لدى مجلس قضاء قالمة، في تنظيم مراجعات منهجية لصالح المترشحين، بمرافقة نخبة من الأساتذة المتطوعين، حيث تضمنت المبادرة دروس دعم، و مراجعة شاملة للمناهج الدراسية، تحليل المواضيع المحتملة، وتقديم حلول نموذجية لامتحانات السنوات السابقة، مع تركيز خاص على النقاط الأساسية، و الأسئلة المتوقع ظهورها. .
و قد لقيت هذه المبادرة استحسانًا كبيرًا من طرف المحبوسين، الذين يعبرون عن رغبتهم الكبيرة في النجاح، و إثبات أنهم لا يزالون قادرين على المساهمة الإيجابية في المجتمع، بعد انتهاء فترة العقوبة، حيث يرون في شهادة البكالوريا بوابة للاندماج الاجتماعي، والعودة إلى حياة طبيعية كأفراد صالحين، يخدمون أمتهم و وطنهم.
و يشرف على مركز الامتحان داخل المؤسسة، الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، مع تأطير من مديرية التربية، مما يضمن تنظيم الامتحانات بنفس المعايير والمقاييس المتبعة في المراكز خارج السجون.
و خلص حسن علوان إلى القول، بأن هذا المشهد الإيجابي والتجهيز الدقيق، يؤكد أن التعليم داخل السجون لا يقتصر على محو الأمية، و دحر الجهل فقط، بل هو أداة فعالة في إعادة تأهيل النزلاء، وتغيير مسار حياتهم، بما يعزز جهود الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار وسط المجتمع.
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com