الجمعة 9 ماي 2025 الموافق لـ 11 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

المشاركون في الملتقى الدولي حول مجازر 8 ماي 1945 بقالمة: الاستعمار الفرنسي ارتكب جرائم مروعة ضد الإنسان و البيئة بالجزائر

أجمع الباحثون، المؤرخون المشاركون في الملتقى الدولي، حول مجازر 8 ماي 1945 و الثورة الجزائرية، الذي انطلق بجامعة قالمة، أمس الأربعاء، بأن الاستعمار الفرنسي قد ارتكب جرائم إبادة مروعة في حق الإنسان، و البيئة، بالجزائر، و اعتبروه أبشع استعمار عرفه القرن العشرين. و وصف المتدخلون في اليوم الأول من الملتقى، الاستعمار الفرنسي بأنه متعدد الأوجه، عسكر، و استيطاني، و امبريالي، مستنزف لثروات الشعوب، مؤكدين بان التجارب الذرية بالصحراء الجزائرية، و مجازر ماي 1945 و مجازر حرب التحرير، لا يمكن نسيانها، و قد وصل صداها إلى آسيا و أمريكا اللاتينية، و هي جرائم فضيعة، كتلك التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم، داعين إلى مزيد من البحث و جمع الأدلة و براهين الإثبات، لمواجهة الجناة بموجب القانون الدولي.

فريد.غ

* الباحثة الإسبانية ماريا دولورازس ألغورا ويبرا
جرائم 8 ماي 1945 بالجزائر تتكرر اليوم في فلسطين
قالت الباحثة الإسبانية، ماريا دولورازس ألغورا ويبرا، المتخصصة في الشؤون العربية، من جامعة كاميلو جوزي سيلا بمدريد، بأن ما حدث من مجازر بالجزائر في شهر ماي 1945 شبيه تماما، بما يحدث اليوم للشعب الفلسطيني، من حرب إبادة و جرائم ضد الإنسانية.
و أضافت المتحدثة أمام الملتقى الدولي، الذي تنظمه جامعة قالمة، كل سنة حول مجازر 8 ماي 1945، بأن اسبانيا كانت تعيش وضعا داخليا صعبا بسبب تبعات الحرب الأهلية، و اختارت الحياد التام خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها كانت لينة مع حركات التحرر الجزائرية، و استقبلت أحمد بن بلة، و بعض الأسبان شاركوا في حرب التحرير الجزائرية، ثم عادوا الى بلادهم بعد استقلال الجزائر سنة 1962.
و عادت المحاضرة الى تلك الفترة الحالكة من تاريخ اسبانيا، مؤكدة بان الحكومة الاسبانية آنذاك لم تتدخل في شؤون الجزائر المستعمرة، و انشغلت بالوضع الداخلي الصعب، لكن هذا لم يحل دون تعاطف الشعب الاسباني مع الشعب الجزائري، و حركات التحرر، لان اسبانيا كما قالت، غير بعيدة عن الجزائر، و لذا كانت هناك هجرات اسبانية إليها، و صارت هناك جالية اسبانية من الناس البسطاء، الذين فروا من الوضع المعقد الذي عاشته البلاد بسبب الحرب الأهلية.

* الشريف فيصل من المعهد العالي للتاريخ بتونس
يجب الاعتماد على مصادر متعددة لتوثيق و إثبات الجرائم الفرنسية
قال فيصل الشريف من المعهد العالي للتاريخ بتونس، بأن المشرفين على الأرشيف العسكري، و الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي، مازالوا يرفضون الكشف على الوثائق التي تدين فرنسا الاستعمارية، بسبب الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر، و غيرها من المستعمرات الأخرى.
و أضاف الباحث و المؤرخ التونسي، في مداخلة بالملتقى الدولي حول مجازر 8 ماي 1945 الذي انطلق بجامعة قالمة يوم الأربعاء، بأنه يتعين على الباحثين عن البراهين و إثباتات الإدانة، الاعتماد على مصادر مختلفة و متعددة، و عدم الاكتفاء بالأرشيف الفرنسي، لان المشرفين عليه يتعمدون سحب الوثائق التي يصفونها بالحساسة، موضحا بأنه يمكن الاعتماد على الأرشيف العسكري و الدبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا و بريطانيا، و مطابقته مع الأرشيف الفرنسي المتاح، حتى تتضح الحقيقة أكثر، و يكون البرهان و دليل الإثبات الذي يمكن الاعتماد عليه، لمتابعة الجناة بموجب القانون الدولي، و إجبارهم على الاعتراف و الاعتذار، معتبرا الشهادات الشفوية بأنها هزيلة و غير كافية.
و حسب المحاضر فإن فرنسا المهزومة في الحرب العالمية الثانية، كانت تعاني من عقدة نقص، و لذا مارست الاستعلاء على الشعوب المستعمرة، من خلال ثلاثة أبعاد هي البعد العسكري و البعد الاستيطاني، و البعد الامبريالي الاستغلالي، و تجلى ذلك بتونس و الجزائر عندما كان الاستعمار يقتل و ينهب الثروات و يفقر الشعوب.
و أوضح فيصل الشريف، بان القيادات الفرنسية العسكرية لم تكن تصدر الأوامر الكتابية، بل تعتمد على أوامر شفهية عند تنفيذ عمليات التقتيل و الإبادة، كما جرى في 8 ماي 1945 بالجزائر، مؤكدا بأن جرائم فرنسا بالجزائر كثيرة، بينها جريمة رقان النووية، و مجازر ماي 1945، معتبرا النهب الاقتصادي أيضا جريمة ضد الإنسانية.
و قال الباحث و المؤرخ التونسي، بأن لديه 55 ألف وثيقة تتعلق بمرحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر و تونس، داعيا إلى مزيد من البحث في أرشيف دول أخرى للوصول إلى الحقيقة و مواجهة فرنسا بالدليل المادي القوي.

* شيرزاد زكريا محمد من جامعة زاخو بالعراق
انتهاكات الاستعمار الفرنسي بالجزائر كان لها صدى كبيرا بالعراق
رغم بعد المسافة بين الجزائر و العراق، فإن الشعب العراقي كان داعما قويا للثورة الجزائرية، و منددا بمجازر 8 ماي 1945 و كل المجازر و عمليات الإبادة، التي تعرض لها الشعب الجزائري، خلال حرب التحرير، يقول شيرزاد زكريا محمد، من جامعة زاخو العراقية، متحدثا أمام الملتقى الدولي حول مجازر ماي الأسود، سنة 1945 الذي انطلق بجامعة قالمة يوم الأربعاء.
و عاد المحاضر العراقي إلى جريدة اتحاد الشعب العراقية، التي تناولت انتهاكات الاستعمار الفرنسي بالجزائر، بين سنتي 1959 و 1960، مؤكدا بان ما حدث بالجزائر في تلك الفترة و قبلها جريمة إبادة بالقتل، و التجويع و التعريض للإشعاعات النووية التي بقيت آثارها إلى اليوم، و سوف تستمر لسنوات قادمة.
و قدم شيرزاد زكريا محمد تعريفا موجز لجريدة اتحاد الشعب، التي ساندت الثورة الجزائرية و نقلت معاناة الشعب الجزائري، خلال تلك المرحلة الاستعمارية المأساوية، قائلا بان جريدة اتحاد الشعب جريدة يومية سياسية صدر العدد الأول منها يوم 25 جانفي، كانون الثاني 1959، و هي امتداد لجريدة اتحاد الشعب السرية، التي كانت تصدر منذ 1956 كجريدة مركزية للحزب الشيوعي العراقي.
و قد أوردت الجريدة في إحدى مقالاتها، بأن الاستعمار في حربه القذرة ضد شعب الجزائر، و في استغلاله لثروات الأرض الجزائرية، و تصميمه على إجراء التجارب الذرية، يتجاهل إرادة شعوب العالم في منع التفجيرات الداخلية المهلكة، و هو بذلك يكشف عن أقبح و أشرس خصائصه المعادية للشعب الجزائري، و الأمة العربية و الإنسانية كلها.
و في تعليقها على خبر عزم السلطات الفرنسية القيام بتجارب نووية و تداعياتها، ذكرت الجريدة بأن ذلك يشكل خطرا عظيما على حياة و أمن الشعوب الساكنة في هذه المنطقة، مضيفة بان المعروف للجميع ان التجارب النووية تسفر عن عواقب مهلكة، ففي اليابان لا يزال الناس يموتون في المستشفيات مصابين بمرض الإشعاع، و لا يزال الشعب الياباني حتى الآن يقدم الضحايا الناشئة عن ضرب مدينتي هورشيما و ناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية الأمريكية، قبل 15 سنة، و تحدثت الجريدة في مقالها عن استنكار شديد لممثلي الشعوب الإفريقية في مؤتمر أكرا عاصمة جمهورية غانا، في شهر نيسان 1959 للقيام بتجارب ذرية في مختلف أنحاء العالم، و خصوصا في الصحراء، غير ان الاستعماريين الفرنسيين يأبون الاستماع الى صوت الشعوب التي تريد العيش في سلام.
و عندما قامت فرنسا بالتفجير النووي في 13 شباط 1960 كتبت الجريدة في مانشيت بارز في صدر صفحتها الأولى « الإنسانية تستنكر الجريمة الذرية الفرنسية» و علقت الجريدة على الخبر قائلة « و هكذا أضافت الحكومة الفرنسية جريمة أخرى، إلى جرائمها التي ترتكبها في كل لحظة ضد الشعب الجزائري البطل، و ضد الشعوب الأخرى المناضلة أجل حريتها و استقلالها».
و قد واصلت جريدة اتحاد الشعب العراقية، تغطيتها للمجزرة الذرية الرهيبة و تداعياتها، و معاناة الجزائريين مع التجنيد الإجباري، و مع الموت و الجوع في مراكز الاعتقال، و تغطية الموقف الداعم من الشعب العراقي، الذي وقف الى جانب الثورة الجزائرية، و أمدها بكل ما يمكن، مشبهة انتهاكات الجيش الفرنسي في الجزائر بأساليب مجرمي الحرب النازيين، و ذكرت بأن القوات الفرنسية المجرمة في الجزائر تقتل الأطفال و النساء في مزارع ألغام الموت.

* البروفيسور دانيال كانت كاراسكو من الجامعة الوطنية بالمكسيك
مجازر 8 ماي 1945 أنتجت الثورة الجزائرية الكبرى
قال البروفيسور دانيال كانت كاراسكو من الجامعة الوطنية بالمكسيك، الثورة الجزائرية كانت بين أعظم الثورات في القرن العشرين الى جانب الثورة الروسية و الثورة المكسيكية.
و أضاف دانيال كانت، بأن تلك الثورات الكبرى قد أنتجت الفكر التحرري، في إفريقيا و أمريكا اللاتينية، و وصف انتفاضة 8 ماي 1945 بالجزائر بأنها وليدة هذا الفكر، و أنها أنتجت الثورة التي قادت الى تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي.
و أوضح المحاضر المكسيكي، بأن صدى مجازر 8 ماي 1945 لم يكن قويا بالمكسيك و دول أمريكا اللاتينية، في ذلك الوقت، بسبب بعد المسافة، لكن اليوم بدأت شعوب أمريكا اللاتينية تعرف ما وقع في تلك الحقبة الزمنية بالجزائر، مضيفا بان التطور التكنولوجي في مجال الاتصال، سيهم أكثر في التقريب بين الشعوب التي عانت طويلا من الاستعمار و الاضطهاد.
و خلص المتحدث إلى القول بأن الشعب المكسيكي أصبح أكثر اهتماما و معرفة بالجزائر منذ مطلع السبعينات، بعد مؤتمر حركة عدم الانحياز المنعقد آنذاك بالجزائر.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com