الخميس 21 أوت 2025 الموافق لـ 26 صفر 1447
Accueil Top Pub

المشاركون في ندوة حول هجمات 20 أوت 1955 بقالمة: دعوة إلى جمع المزيد من الشهادات و الوثائق

قال المشاركون في ندوة حول هجمات 20 أوت 1955، نظمتها جمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة يوم أمس الثلاثاء، بأن هذا الحدث التاريخي الذي جهر بالثورة، و أخرجها من السرية إلى العلنية، مازال في حاجة إلى المزيد من البحث و التوثيق، و تسجيل شهادات حية لمن عايشوا تلك الانتفاضة الشعبية الخالدة، و مازالوا على قيد الحياة، حتى لو كانت هذه الشهادات و الوثائق من جهات مختلفة.

فريد.غ

و اعتبر الباحث حميد لعدايسية مذكرات علي كافي بمثابة مرجع تاريخي لمعرفة ظروف و أسباب تلك الهجمات، التي ألقت بالثورة وسط الشعب، و وسعت نطاقها بتنظيم محكم. و حسب المتدخلين في الندوة، فإن الاعتماد على مصادر متعددة و مختلفة، مهم في المادة التاريخية، و مفيد لمعرفة الحقيقية التاريخية، و عبقرية الثورة الجزائرية، التي اتخذت من العمق الشعبي قاعدة لها، في مجال التجنيد و التموين، و التجسس على العدو، و مواجهة الدعاية العسكرية، التي كانت تستهدف الثورة و تعمل على تشويهها و فصلها عن الشعب.

* إسماعيل سامعي رئيس جمعية التاريخ و المعالم الأثرية بقالمة
هجمات 20 أوت 1955 تنتظر المزيد من البحث و الشهادات
قال الدكتور إسماعيل سامعي، المشرف على الندوة، بأن جمعية التاريخ و المعالم الأثرية التي يرأسها، قد أطلقت منذ أمس الثلاثاء، 19 أوت 2025، عملية واسعة تستمر عاما كاملا لجمع الشهادات و الوثائق، المتعلقة بهجمات 20 أوت 1955 بمنطقة قالمة، و ذلك من المصادر المختلفة، داعيا المؤرخين و الباحثين و الأسرة الثورية و السكان، للمساهمة في هذا الجهد التاريخي الهادف إلى توثيق الأحداث التاريخية، التي عرفتها الثورة الجزائرية و حماية الذاكرة الوطنية.
و في هذا الإطار دعا إسماعيل سامعي إلى البحث عن أشرطة فيدو تم تسجيلها بين سنتي 1983 و 1984، تتضمن شهادات حية عن هجمات 20 أوت 1955 بمنطقة قالمة، التي استجابت لنداء القيادة العليا لولاية الشمال القسنطيني، و شاركت في تلك الانتفاضة الشعبية المسلحة التي استهدفت العدو بنحو 19 موقعا عبر 11 بلدية، و هذا يومي 20 و 21 أوت 1955.
و حسب المتحدث فإن تلك الأشرطة النادرة، ربما تكون موجودة في مكان ما بإحدى مواقع الأرشيف الإداري المحلي، مضيفا بأن الجمعية ستطلب مساعدة بعض الموظفين الذين سهروا على تسجيل تلك الأشرطة، و مازالوا على قيد الحياة، كما طلبت المساعدة أيضا من منظمة المجاهدين بقالمة، التي حضرت الندوة ممثلة بأمينها مسعود رقيق.
و قد تم خلال الندوة عرض شهادات مكتوبة لمن عايشوا تلك الهجمات ببلديات الركنية، بوحمدان، حمام دباغ، عين أحساينية، وادي الزناتي، عين رقادة، بوعاتي محمود، الفجوج، هليوبوليس، قالمة و عين العربي.

* الباحث في تاريخ منطقة قالمة بن الشيخ عبد الله
مواقع الهجمات بقالمة تعتبر معالمَ تاريخية مخلدة
دعا المؤرخ المتخصص في تاريخ الثورة، و الحركة الوطنية بمنطقة قالمة، عبد الله بن الشيخ إلى المحافظة على الذاكرة الوطنية و تخليد هجمات 20 أوت 1955 بقالمة، من خلال المزيد من البحث و التوثيق و الشهادات الحية، و بناء معالم مخلدة لتلك الهجمات التاريخية، التي كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية للعمل المسلح بالمنطقة، و أخرجت الثورة إلى العلن و ألقت بها وسط الشعب الذي احتضنها و انخرط فيها حتى تحقيق الاستقلال.
و تحدث المحاضر عن ثكنة عين العربي، التي كانت هدفا للثوار المهاجمين يوم 21 أوت 1955، و قال بأن هذا المعلم التاريخي لا يحمل اليوم أي دلالة على هذا الحدث التاريخي الكبير، مضيفا بأن هذا الموقع يتعرض اليوم للتدهور.
و تساءل عبد الله بن الشيخ عن انعدام معالم تاريخية مخلدة لهجمات 20 و 21 أوت 1955 بقالمة، المنطقة الهامة خلال الثورة، لقربها من الحدود التونسية، واصفا قرار زيغود يوسف بتنفيذ الهجمات في وضح النهار بأنه عمل بطولي، حقق عدة أهداف إستراتيجية بينها غنم السلاح من العدو، و حشد الشعب و مواجهة الدعاية المشوهة للثورة، و تدويل القضية الجزائرية في مؤتمر باندونغ، و تسجيلها في الدورة العاشرة للأمم المتحدة.
و خلص المتحدث إلى القول، بأن هجومات الشمال القسنطيني سبقها عمل جبار بالمشاتي و القرى، لإشراك الشعب في العملية، و جمع السلاح و فتح الثورة أمام الشعب للالتحاق بها، كل في موقعه المحدد.

* الباحثة نادية فتيسي في شهادة عن المنطقة
هكذا شُكلت أول خلية للثورة و سقط أول شهيد في بوعاتي
تطرقت الباحثة و المؤرخة نادية فتيسي، إلى هجمات 20 أوت 1955 بمنطقة بوعاتي محمود الجبلية الواقعة شمالي قالمة، على الحدود مع ولايتي عنابة و سكيكدة، و نقلت شهادة حية عن والدها عمار فتيسي، و هو يتحدث عن شقيقه البطل الشهيد عاشور فتيسي الذي قاد تلك الهجمات، و خطط لها رفقة مجموعة من الثوار يعرفون بمجموعة التسعة، الذين شكلوا أول خلية سرية للعمل المسلح بمنطقة قالمة، و اتصلوا بقائد ناحية هوارة و إيدوغ، مصطفى بن عودة المدعو عمار، و تلقوا الضوء الأخضر للمشاركة في تلك الهجمات بمنطقة بوعاتي محمود.
و كان عاشور فتيسي المولود سنة 1937 عضوا في الخلية التي تنتمي إلى المنظمة الخاصة، و كان حافظا للقرآن و متعلما لقواعد اللغة العربية، و في صيف 1954 حل بمنزله وفد من مجاهدي الأوراس الذين قصدوا منطقة بوعاتي محمود في نشاط ثوري، يستهدف سكان المنطقة و يحثهم على التجنيد و التعاون مع الثورة، و بعد أن انكشف أمر عاشور فتيسي فر إلى جبل دباغ، أين التقى بالمسمى فلكاوي خميسي، و عيسى بن طبولة، و مجاهدين آخرين شكلوا أول خلية ثورية سرية بالمنطقة. و أضافت الباحثة بأن هجومات 20 أوت كانت من تدبير و إعداد زيغود يوسف، لفك الحصار على الولاية الأولى الأوراس، و أرادها أن تكون هجومات شاملة و خاصة على القوات الفرنسية عبر الولاية الثانية. و بدأ التحضير للهجوم بمنطقة بوعاتي محمود باجتماع فوج من المجاهدين مع بن عودة، في 15 أوت 1955 في منزل بن طبولة محمد بن البشير، و يضم الفوج كل من فلكاوي خميسي، بن طبولة محمد، ميهوب أحمد، عاشور فتيسي، بوكموزة عيسى، المدعو صالح الحروشي، و أخبرهم بن عودة بضرورة التحضير للقيام بعمليات عسكرية تنفذ يوم 20 أوت في منتصف النهار، و شرح لهم الأسباب و الأهداف المرجوة من هذه الهجومات، و حدد القرى و عين عليها القادة، و هم عيسى بن طبولة على قرية الفجوج، عاشور فتيسي على قرية غلياني التي تسمى بوعاتي محمود اليوم، و عيسى بوكموزة على هليوبوليس، و ميهوب أحمد على قرية الذرعان.
يوم 19 أوت 1955 قدم عاشور فتيسي إلى مشتة السيلة الواقعة شمالي بوعاتي محمود رفقة نائبه بوناب أحمد، و قضى الليلة بجبل المغرب المطل على الركنية، و في الصباح جاء إلى المنزل خفية و طلب من والدته تحضير الطعام لنحو 14 شخصا و سلم النقود لشقيقه عمار و طلب منه شراء 14 زوجا من الأحذية، و إحصاء عدد الجنود الفرنسيين في القرية، و شدد عليه بالرجوع إلى المنزل قبل 11 صباحا. كان 14 مجاهدا من منفذي الهجوم على بوعاتي محمود يحملون بنادق صيد و انقسموا إلى فوجين، و بدأ الهجوم بإلقاء قنبلة تقليدية الصنع على موقع للعدو، ثم بدأ إطلاق النار من بنادق الصيد، بعدها فر المهاجمون إلى منزل عاشور فتيسي بمنطقة السيلة، و بعد الهجوم قتل العدو الفرنسي المدعو معاوي محمود لاتهامه بالتستر على منفذي الهجوم.

* المحامية منيرة سريدي
شرعية الدفاع عن الأرض المحتلة كان الغطاء القانوني للهجمات
تناولت المحامية منيرة سريدي، الجانب القانوني لهجمات الشمال القسنطيني، التي وقعت يومي 20 و 21 أوت 1955 و قالت بأن العدو الفرنسي استعمل القانون لإضفاء الشرعية على المحاكمات و عمليات القتل و الحرق و النهب، التي طالت الجزائريين بعد الهجمات، و حاول تمرير أطروحة الخارجين عن القانون، لإقناع الرأي العام الدولي، بما وصفه عمليات تخريب و شغب نفذها الخارجون عن القانون بمنطقة الشمال القسنطيني.
لكن قادة الثورة، تضيف المتحدثة، كانوا على دراية باستعمال القانون من طرف العدو، لإحباط المعنويات و تبرير عمليات القتل، حيث تفطنت الثورة لهذا و اعتمدت في هذه الهجمات على مبدأ حق الشعوب المستعمرة في تحرير أراضيها بالقوة، و الاحتلال في منظور القانون الدولي، و إثارة المحاكم و الهيئات الدولية، و دعوتها إلى إدانة الاحتلال الفرنسي للجزائر منذ 1830 و إلى غاية اندلاع ثورة التحرير في الفاتح نوفمبر 1954 لإضفاء الشرعية القانونية على الثورة المسلحة، كخيار وحيد لتحرير الأرض و انتزاع الاستقلال.

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com