الدكتور شلف محمد الأمين: التغذيــة الصحيـّــة و السوائـــــل تحميــــان الكلــى في رمضــــان

قال الدكتور شلف سيدي محمد الأمين، أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية، إن جسم الإنسان غير المريض لا يتأثر بنقص السوائل خلال الصوم لساعات طويلة في اليوم، لأنه يعوضها بمخزون السوائل الداخلية، ولكن هذا لا يعني أن يلجأ الصائم عند الإفطار إلى شرب كميات كبيرة منها معتقدا بأنه يعوض هذا النقص.
وأوضح، بأنه يجب أن يشرب الإنسان السوائل بطريقة عقلانية تسمح للجسم بالاستفادة منها مع تجنب المشروبات غير الصحية مثل العصائر التي تجهل مكوناتها و تحتوي على مواد حافظة متعددة، زيادة على تفادي المشروبات الغازية، منبها إلى أنه يمكن أن يكون للصيام أثر سلبي على صحة الكلى، بسبب النظام الغذائي السيئ الذي يحرمها من الاستفادة من فوائد الانقطاع عن الأكل، فالأطعمة يجب أن تكون مفيدة حتى لا تؤذي الكلى، كما يجب الابتعاد عن كثرة المقليات والأغذية الغنية بالسكريات.
وأضاف محدثنا، أن الصيام يعزز طرح السموم وخاصة على مستوى الكلى التي تعمل على إزالتها من الجسم وطرح الشوائب عن طريق البول، فالصيام لساعات طويلة له تأثير على معظم الأعضاء وخصوصا الكلى، لأنها المسؤولة عن تنقية الدم للتخلص من الفضلات والسموم والحفاظ على توازن و تركيز المعادن في الدم «قاعدي – حامض» وتصنيع البول كذلك، كما أن للصيام السليم عدة فوائد صحية، مثل فقدان الوزن الزائد وخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكر، وإراحة الجهاز الهضمي لعدة ساعات، وجميعها أمور مفيدة لصحة الكلى والجسم عموما.
كما ينصح، بالامتناع عن الشرب والأكل لعدة ساعات لإراحة الكلى من العمل،  و الحرص على اتباع عادات صحية من أهمها شرب كمية كافية من الماء لتعويض نقص السوائل في الجسم و ترطيب الكلى حتى لا تصاب بالضرر، كما يمكن للكلى أن تتضرر كذلك إذا تعرض جسم الإنسان للجفاف الشديد مثلا عند خروجه وبقائه لفترة طويلة في الجو الحار، ومثل هذا الوضع يعلل منع المصابين بأمراض الكلى من الصيام حتى لا يتعرضوا للأذى، لأن الجفاف مشكل تترتب عنه مضاعفات خطيرة.يجب كذلك على مريض الكلى، الالتزام بنصائح الطبيب المعالج، التي تنظم يومياته خاصة في رمضان وتحمي كليته من أية مضاعفات، والطبيب يمكنه أيضا، أن يحدد للمريض كمية الماء الممكن شربها.   و أوضح المختص، أن المصابين بمرض القصور الكلوي ، يمكنهم الصوم حسب نسبة القصور وبعد موافقة الطبيب، خصوصا عندما تكون الكلى غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، وذلك حتى لا يتسبب لهم الصيام في قصور حاد قد يؤدي إلى تلف الجهاز  بشكل كبير.  أما بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي الحاد، فلا يمكنهم الصيام لحاجتهم إلى الماء مع الالتزام بالجرعات الدوائية المحددة من قبل الطبيب المختص والمعالج كما ينصح الأطباء مرضى الكلى، بالحرص على تنوع الطعام اليومي وعدم إهمال وجبة السحور حتى لا يضعف الجسم ، فالمرضى بحاجة إلى سعرات حرارية أكثر من الأشخاص الأصحاء، فضلا عن الحرص على التحكم في نسبة الأملاح في الطعام الذي يتناولونه لتجنب ارتفاع نسبتها، خصوصا عن تناول الطعام الغني بالصوديوم و البوتاسيوم و الفوسفور خلال رمضان.
ويتعين على المرضى التقليل من الحلويات و الأطعمة الغنية بالدهون، لأن احتمالات إصابتهم بأمراض القلب و انسداد الشرايين أكبر، و يجب على من يتناولون الحبوب التي تعمل على تخفيض مستوى الفوسفور في الدم، أخذها أثناء الوجبة وليس قبلها أو بعدها.
و للعلم فإن أغلبية المصابين بارتفاع ضغط الدم   لديهم قصور كلوي ولكن لا يعرفون ذلك، بسبب عدم الشعور بألم على مستوى الكلى، لأن الجهاز يموت مع الوقت، ولا يتم اكتشاف المرض إلا بعد إجراء تحاليل الدم التي غالبا ما تكون من أجل تشخيص آخر.
و يتم من خلال النتائج اكتشاف تضرر الكلى، فالفشل الكلوي المزمن يتطور ببطء على فترة طويلة ويحدث عندما يقترن ارتفاع ضغط الدم  بالسكري ويكونان غير متوازنين وغير مراقبين من طرف المصاب الذي قد يتأخر عن زيارة الطبيب للخضوع للعلاج وضبط الضغط والسكري.
بن ودان خيرة