قالت إن قرارات مجلس الوزراء تستجيب لانشغالاتها: نقابات التربية ترحب بالإجراءات المتخذة لتحسين أداء القطاع

أثنت نقابات التربية الوطنية على قرارات مجلس الوزراء الأخير، الرامية إلى تحسين أداء المنظومة التربوية، والظروف المهنية والاجتماعية لعمال القطاع، وذلك استجابة لمطالب رفعها الشركاء الاجتماعيون، مؤكدة على ضرورة تجنيد الوسائل المادية والبشرية لتجسيد هذه الإجراءات على أرض الميدان.
تلقت نقابات التربية الوطنية بارتياح الإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء المنعقد أول أمس، لا سيما في شقها المتعلق بقطاع التربية الوطنية، مؤكدة بأن ما ورد في بيان مجلس الوزراء جاء تلبية لانشغالات الشركاء الاجتماعيين، خاصة ما تعلق بتخفيف البرامج ومراجعة القانون الأساسي لأسلاك قطاع التربية الوطنية.
وثمن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين قرارات مجلس الوزراء، خاصة ما تعلق بمراجعة القانون الأساسي لأسلاك قطاع التربية الوطنية، وأكد في هذا الصدد رئيس التنظيم «صادق دزيري» في تصريح «للنصر» بأن تنظيمه يستعجل صدور المرسوم التنفيذي الذي سيتضمن النص الجديد، لأن أغلب مصالح الأساتذة معطلة بسبب تأجيل الإفراج عنه.
وتوقع المتدخل بأن يكون القانون الأساسي المنتظر عادلا بين مختلف الأسلاك والأطوار، في الشق المتعلق بالتصنيف والترقية والإدماج، لا سيما بالنسبة للأسلاك المتضررة من القانون الأساسي رقم 12/240 الذي تم تعديله لمرتين، دون أن يستجيب لطموح وتطلعات عمال القطاع.
ويرى الأستاذ دزيري بأن مراجعة القانون الأساسي ستؤدي لا محال إلى تخفيف الحجم الساعي للأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة، معتقدا بأن الأستاذ بعد مسار طويل من التدريس يحتاج إلى إعادة تكييف لساعات العمل، خاصة بعد الدرجة السابعة من المسار المهني.
وأضاف المتحدث، في تعقيبه على قرار مجلس الوزراء المتضمن  مراجعة البرامج التعليمية، مؤكدا بأن هذا المحور يكتسي أهمية كبيرة، لاسيما وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أسدى تعليمات حتى لا تتم المراجعة بارتجالية وتسرع.
وتوقع الأستاذ صادق دزيري بأن تشمل عملية المراجعة تصحيح الأخطاء والاختلالات التي تتضمنها بعض الكتب المدرسية، على رأسها الموجهة لتلاميذ الطور الابتدائي، فضلا عن مراجعة بعض المحتويات، في إطار التخفيف الذي يحقق الأهداف دون المساس بجوهر التعلمات.
وثمن رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين قرار إدراج   اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، آملا أن يتم تجسيد هذا المشروع بسرعة، بعد تهيئة الأرضية وتكوين أساتذة مختصين في المجال، من المتخرجين من الجامعة الجزائرية.
وأضاف في هذا السياق رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية بوعلام عمورة، بأن تنظيمه كان من أول من طالبوا باعتماد اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، وذلك في إطار اللقاءات الثنائية التي جمعته بوزير التربية الوطنية، مرحبا بدوره بهذا القرار الذي يتطلب وفق تقديره إعدادا مسبقا، وهو ما أشار إليه بيان مجلس الوزراء.
ويرى المصدر بأن إدراج مادة اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي يتطلب أولا إعداد المناهج والبرامج والكتب المدرسية، وتكوين ما لا يقل عن 30 ألف أستاذ مختصين في المجال، علما أن بيان مجلس الوزراء أكد بأن اعتماد اللغة الإنجليزية بدءا من الطور الابتدائي، سيتم بعد دراسة عميقة من قبل الخبراء والمختصين، وهو ما يشير إلى مراعاة مختلف الجوانب قبل تطبيق الإجراء.
وأفاد من جهته رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في اتصال معه، بخصوص تخفيف المحفظة، بأن القرار يعد استجابة لمطلب رفع منذ سنوات من قبل الأولياء والأساتذة، بسبب المشاكل الصحية التي عانى منها تلاميذ الطور الابتدائي خاصة، فضلا عن الضغط الناجم عن كثافة البرامج.
وتساءل المتدخل عن كيفية تعريض الطفل في السنوات الأولى للدراسة إلى معاناة كبيرة بسبب ثقل المحفظة، ما قد يدفع به فيما بعد إلى النفور من الدراسة، قائلا إن قرار تخفيف المحفظة يجب أن  يحمل طابعا استعجاليا، من أجل تكوين جيل محب للعلم وللمدرسة، سليما جسديا وفكريا.        
لطيفة بلحاج