يحملون أكياسا بلاستكية ويتجولون وسط المتظاهرين، يمكثون في الساحات والشوارع بعد مغادرة الجميع، تراهم منهمكين في جمع القارورات البلاستكية، وإزالة النفايات من الأرصفة وحواف الطرقات، إنهم الجزائريون الذين رفعوا شعار المحافظة على مدننا ومساحتنا الخضراء بعد نهاية المسيرات.
إعداد :  لقمان قوادري 
وصنعت صور الجزائريين الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يجمعون القمامة من مختلف الشوارع والأحياء، التي مرت عبرها المسيرات الحاشدة، في مشاهد أظهرت للعالم  أجمع تحضر ووعي الشعب الجزائري.وقام  شباب مدينة قسنطينة، فور انتهاء المسيرات، بحملة تطوعية شارك فيها العشرات، حيث قاموا بجمع النفايات بحديقة بن ناصر، فضلا عن ساحة الشهداء بمحيط قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، حيث بدت تلك الأماكن أنظف مما كانت عليه قبل المسيرات، كما قاموا قبل المسيرة بتعليق أكياس بلاستكية كبيرة الحجم بالأعمدة الكهربائية.
وشهدت شوارع جيجل أجواء رائعة عقب المسيرة السلمية، أين تجمع العشرات من الشباب و قاموا بتنظيف شوارع المدينة، من بقايا الأوساخ المرمية، و ذكر متحدثون للنصر بأن المتظاهرين يحاولون بطريقة حضرية إيصال رسائل تعنى بالحفاظ على الممتلكات و كذا المساهمة في غرس ثقافة بيئية.و لاحظنا بأنه وبعد قرب نهاية المسيرة، شرعت مجموعة من الشباب في جمع بقايا الأوساخ، اين توزعوا على طول شوارع المدينة، و جمعوا أكياسا معتبرة من القارورات البلاستيكية، كما قامت بعض العائلات بعملية تنظيف بجوار منازلها، و الجميل في بعض الصور التي رأيناها روح التضامن و الثقافة البيئية الراقية.                                                                                                                         كـ. طويل/ ل.ق

زوم على البيئة
وجودها بالأوساط العمرانية يشكل خطرا على الإنسان
وحدات إنتاج الخرسانة.. منشآت ملوثة للبيئة تنشط خارج القوانين
تعرف الجزائر خلال السنوات الأخيرة انتشارا ملحوظا لوحدات إنتاج الخرسانة والإسمنت وسط التجمعات الحضرية والريفية، بما بات يهدد البيئة وصحة الإنسان، رغم أن القوانين تمنع إنشاء هكذا منشآت في الأوساط العمرانية، في الوقت الذي تؤكد فيه البحوث العلمية على أن الهواء الملوث يؤدي إلى حالات وفاة مبكرة أكثر من التدخين.
ولا تكاد تخلو أي مدينة بالجزائر من وجود وحدات انتاج الخرسانة والإسمنت، رغم أن القوانين الجزائرية، تمنع إقامتها بالأوساط العمرانية، لكن غالبية مقاولات البناء تصر على إنشائها بداخل الورشات وهو ما يؤدي إلى تلويث المناطق المحيطة بها ويتسبب في متاعب صحية لقاطني تلك المناطق، لكن الأدهى من ذلك، فإن تلك الوحدات تبقى منتصبة ولا تتم إزالتها مع انتهاء المشروع، لتصبح أمرا محتوما يحول حياة المواطنين إلى جحيم.
وعلى سبيل المثال، فإن  المدينة الجديدة علي منجلي، تعرف انتشارا كبيرا لهذه الظاهرة الخطيرة، حيث تم إحصاء قرابة 20 وحدة إنتاج للخرسانة، حيث سبق وأن انتقد الوالي السابق وجودها بهذه الطريقة الفوضوية إذ أمر بضرورة إزالتها ووضعها بمنطقة نشاطات بعيدة عن السكان، لكن هذا الإجراء ظل مجرد حبر على ورق وانتهى بعد مغادرة المسؤول للولاية، بل على العكس فقد زاد عددها بشكل ملحوظ.
وتشير اللجنة العلمية لجمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة، إلى أن هذه المنشآت لها تأثير سلبي على المحيط العام وتشوه الوجه الجمالي لأي منطقة، كما لها مخاطر كثيرة تضر بصحة الإنسان، فالغبار الملوث الذي ينبعث منها يتسبب في ضيق للتنفس ويؤثر بشكل خطير على مرضى الربو والحساسية، كما تنتشر بالهواء مادة السيلوكوز القاتلة، والتي تتسبب في أعراض خطيرة لذوي الأمراض المزمنة.
وتتوسع بحسب رئيس الجمعية عبد المجيد سبيح أخطار هذه الوحدات إلى الغطاء النباتي، فغبارها يترسب فوق النباتات والمساحات الخضراء، ويؤدي إلى عرقلة عمليتي التمثيل الضوئي والنمو الطبيعي لأي نوع من النباتات، كما يؤدي إلى تفقير التربة والقضاء على العديد من مكوناتها الحيوية ويقلص من خصوبتها، ناهيك مثلما أكد محدثنا، عن تسببها في الضجيج والتلوث الصوتي، الذي يؤرق راحة الإنسان فضلا عن الطيور، التي تعيش بهذه الأوساط.
وتبرز دراسة ألمانية حديثة نشرتها مجلة «يوروبيان هارت جورنال» نهاية الأسبوع الماضي، أن العوادم الموجودة في الهواء الملوث، تؤدي إلى حالات وفاة مبكرة أكثر من التدخين، حيث أوضح معدو هذا البحث تحت إشراف كل من الباحثين يوس ليليفِلد، المختص في أبحاث المناخ الجوي، وتوماس مونسِل، الأخصائي في أمراض القلب، أن الهواء الملوث بالغبار يتسبب في نحو 8.‏8 مليون حالة وفاة على مستوى العالم سنويا.
وأوضح الباحثون، أن نحو 120 شخصاً من بين كل 100 ألف شخص يموتون سنوياً في سن مبكرة جراء التلوث الهوائي، حيث أشار الباحثون إلى أن الإنسان قادر على  اتخاذ قرار عدم التدخين بنفسه، لكنه لا يستطيع تجنب الهواء الملوث بسهولة.
ل/ق

من العالم
باحثون في المناخ يؤكدون
الشتاء سيختفي تماماً من أستراليا 
أكد باحثون في المناخ، أنه من المتوقع أن يحل «موسم صيفي جديد» بدل الموسم الأكثـر برودة في أستراليا، مع انتشار موجات تبلغ حرارتها 40 درجة مئوية. وتشتهر أستراليا بحرارتها الشديدة عموما، حتى في أشهر الشتاء، حيث يحذر الخبراء من أخطار ارتفاع الحرارة في البلاد، لدرجة انعدام فصل الشتاء بها خلال عام 2050.
ويقول باحثو الجامعة الوطنية الأسترالية، إنه مع استمرار تعاقب فصول الربيع والصيف والخريف، سيكون الموسم الرابع صيفا جديدا يستمر من منتصف ديسمبر إلى أواخر فيفري،  مع تغير هذه الفترة تبعاً لاختلاف المناطق وعلى سبيل المثال، يمتد الصيف الجديد في سيدني إلى شهري أكتوبر ومارس.
ويحل موسم «الصيف الجديد» خلال فصل الصيف، بينما يجري امتصاص الشتاء تماماً بحلول الربيع والخريف في شهري  جويلية وأوت، حيث أوضح الدكتور جيف هينشليف، قائلاً: “لقد درسنا متوسط درجات الحرارة التاريخي لكل موسم، وتم مقارنتها بالبيانات المتوقعة وما نجده في كل مكان، هو عدم وجود فترة شتاء مستدام أو دائم».
وتمكن الباحثون، من تحويل هذه البيانات إلى خريطة تفاعلية، تكشف عن درجات الحرارة المرتفعة، في مواقع مختلفة من جميع أنحاء أستراليا، فعلى سبيل المثال، في سيدني، كان متوسط الحد الأقصى اليومي لدرجات الحرارة بين عامي 1960 و1990، نحو 22.1 درجة مئوية، ولكن إذا لم يتوقف تغير المناخ، فإن الباحثين يقولون، إن هذا الرقم سيرتفع إلى 25.4 درجة مئوية بحلول عام   2050 .
ل/ق

 ثروتنا في خطر
تسببت في حريق أتلف محاصيل كبيرة «بالمينة»  
المفرغة العمومية تهدّد الفلاحة بمسعود بوجريو في قسنطينة
تهدّد المفرغة العموميّة الخاصة ببلدية مسعود بوجريو بولاية قسنطينة النشاط الفلاحي بالمنطقة المسماة «المينة»، فبعد أن تسببت في حرائق محاصيل زراعية كبيرة السنة الماضية، ما زال الفلاحون يعانون توسطها لأراضيهم التي عادوا إليها منذ بضعة أعوام فقط.
وقادتنا جولة إلى منطقة “المينة” الواقعة بعد قرية كاف بني حمزة، حيث لاحظنا في الطريق المعبد للمركبات مساحات واسعة من الأراضي الفلاحية المزروعة بالقمح والأشجار المثمرة والحبوب، فضلا عن وجود الكثير من المنابع الطبيعية التي جعلت منها منطقة زراعية بامتياز، كما أنها تقدم مردودا جيدا في البلدية. والتقينا عند مدخل القرية بمجموعة من الفلاحين، حيث أخبرونا أن “المينة» من المشاتي التي هجرها سكانها خلال العشرية السوداء بسبب الإرهاب، ولم يبدأ أصحاب الأراضي في العودة إليها إلا منذ حوالي ثلاث سنوات في إطار إستراتيجية عودة السكان، لكنهم نبهوا بأن العائدين إليها في الوقت الحالي هم الفلاحون فقط، ولم تعد العائلات لتقطن فيها بعد. ويطرح الفلاحون الذين يفوق عددهم العشرين، منهم المزارعون ومربو الدواجن والمواشي، مشكلة وجود المفرغة البلدية على مستوى المنطقة بالقرب من المكان الذي يتم استخراج التربة الحمراء المخصّصة لصناعة الآجر منه، حيث نبهوا في حديثنا معهم أن النيران قد شبت فيها السنة الماضية وأدت إلى إتلاف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية، ما أسفر عن تسجيل خسائر مادية جسيمة تكبدها الفلاحون. وأضاف المعنيون أن النيران مشتعلة فيها في أغلب الأوقات، معربين عن تخوفهم من إمكانية تلوث المياه الجوفية جراء وجود المفرغة، كما أن شاحنات البلدية التي تنقل القمامة إليها بصورة يومية تقريبا قد أدت إلى تدهور وضعية الطريق وانتشار الحفر فيها. وقد مضينا قدما نحو المفرغة، فقابلتنا عند الاقتراب منها “جبال” من القمامة المنزلية ومخلفات البناء، فضلا عن رائحتها التي أزكمت أنوفنا، ولم نجد من أثر للحياة الحيوانية بالقرب من المفرغة باستثناء الغربان الكبيرة التي كانت تحوم معا حولها سعيا وراء ما تقتات عليه من مخلفات البشر، ولاحظنا بالمكان أدخنة متصاعدة من كومة كبيرة من القمامة أشعلت فيها النيران، في حين كانت الكميات الأخرى ملقاة على ضفتي الطريق بشكل عشوائي. وسألنا رئيس البلدية، أحمد زعطوط، عن الانشغال المطروح من طرف الفلاحين، حيث أوضح لنا أن البلدية لا تحوز على مساحة أخرى لترمي فيها النفايات، مشيرا إلى أن المشكلة تتعلق بإنجاز مركز للردم التقني يتيح التخلص من النفايات بطريقة عصرية دون الإضرار بالبيئة، لكنه أكد على عدم ظهور أي جديد حول هذا المشروع.
سامي .ح

أصدقاء البيئة
يدرسون في الإبتدائي والمتوسط بتبسة
نشاطات أسبوعية  لتلاميذ للحفاظ على البيئة
«حب البيئة و التفاني في الحفاظ عليها»، هو  الشعار الذي تبنته منذ بداية العام الدراسي عدة مؤسسات تربوية بالطورين الابتدائي والمتوسط بولاية تبسة، حيث بادرت إلى تنظيم نشاطات دائمة  وورشات بيئية من بينها الرسكلة و البستنة ، بهدف المحافظة على البيئة و نشر قيم حبها في أوساط التلاميذ.
تلاميذ ابتدائية روابحي التونسي ، ببلدية قريقر و على رأسها مدير المؤسسة السيد سعيدان ميلود،  اعتادوا على تخصيص أمسية  كل يوم خميس، للقيام بنشاطات بيئية مختلفة، حيث بادر التلاميذ  الأسبوع الماضي إلى غرس 36 شجيرة زينة في المؤسسة، فضلا عن تنظيم حملة نظافة ، كما قام الأساتذة بتوعية التلاميذ فيما يخص الآثار السلبية  للنفايات في الطبيعة.
 وقد تم تنظيم ورشة ألعاب فكرية حول موضوع رحلة المعلبات الكرتونية، ولم تقتصر هذه النشاطات على منخرطي النادي البيئي فقط ، بل  تعدتها إلى جميع التلاميذ ، في جو حماسي ، حيث تفاعل جل الحاضرين مع النشاط وكلهم عزم على حماية البيئة، انطلاقا من محيطهم، وصولا إلى المناطق الطبيعية القريبة من  مقرات سكناهم.
 أما متوسطة العقيد “ محمود الشريف” بمدينة تبسة، وبإشراف من الطاقم الإداري للمتوسطة، فقد تم الانطلاق في إنجاز أول مشروع للمحافظة على البيئة على مستوى المؤسسة، و الذي ترأسه و أشرف عليه مدير المتوسطة، ويتمثل في رسكلة عدة عجلات مطاطية و استعمالها في تزيين المتوسطة، ناهيك عن إعادة استخدام القارورات البلاستيكية و تهيئة جل مساحات المؤسسة وتحويلها إلى حديقة بيداغوجية.
وترى منسقة دار البيئة بتبسة، أن مثل هذه المبادرات الطيبة من طرف بعض المؤسسات للاهتمام بعالم البيئة، سيكون لها أثر إيجابي على الحياة البيئية، و على تطوير سلوكيات الفرد ، كما أبدت رغبتها في تعميم هذه التجارب على جميع المؤسسات التربوية.    
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى