ركــود في ســوق السيـــارات والتهـــاب في الأسعـــار بقسنطينــة

في وقت كان يترقّب فيه الجزائريون انخفاضا في أسعار المركبات بعد إعلان الحكومة عن وضع الآليات اللازمة لإعادة استيراد المركبات التي يقل عمرها عن 3 سنوات، سُجِّل ارتفاع رصدته النصر بسوق حامة بوزيان في قسنطينة، حيث أن مبلغ 120 مليون سنتيم لن يكفي لشراء مركبة «محترمة»، ما جعل من عمليات البيع والشراء مجمدة، رغم أن السوق كان يعرف حركية كبيرة وانتعاشا في فصل الصيف خلال السنوات الفارطة، بالمقابل توقفت وكالات «سوفاك» عن استقبال الطلبيات على خلفية توقيف صاحب المجمع، و هو وضع استثمرت فيه العلامات الفرنسية التي أقرت تخفيضات وصلت إلى 7 ملايين سنتيم.
استطلاع: حاتم بن كحول
النصر بدأت استطلاعها من السوق الأسبوعي للسيارات المستعملة بحامة بوزيان، ورغم حرارة الطقس يوم أمس، إلا أن عدد المركبات كان مقبولا مقارنة بما تعودنا عليه أيام السبت الماضية، في حين أن مرتادي السوق كانوا قلائل، ما أوحى في البداية بجمود تجاري كبير وهو ما تأكدنا منه عند توغلنا بالمكان.
«بوجو» و «رونو» الأكثر عرضا
وبمجرد توغلنا داخل السوق، لاحظنا أن جل السيارات المعروضة للبيع هي لعلامات فرنسية على غرار «بيجو» و «رونو»، اللتين كانت نسبة تواجدهما مرتفعة بنسبة 60 بالمئة، وخاصة سيارة «رونو سامبول» القديمة والجديدة، إضافة إلى «ستيبواي» و»بيجو 207»، و قد فضل أصحاب تلك المركبات البقاء داخلها نظرا لحرارة الكبيرة التي ميزت نهار أمس، إضافة لعدم تواجد عدد كبير من الزبائن الراغبين في الشراء.
و قد أخبرنا بعض أصحاب السيارات المعروضة للبيع، أنهم لم يتلقوا أي عرض، فيما قام آخرون ببيع مركباتهم بأسعار يمكن وصفها بالمرتفعة، مقارنة بما كانت عليه في الأشهر الماضية، والسبب حسب أحد الراغبين في الشراء، هو أن فصل الصيف عادة ما يعرف ارتفاعا كبيرا في أسعار السيارات، لرغبة الجميع في شراء مركبة من أجل التنقل لقضاء العطلة بمختلف الولايات الساحلية الجزائرية أو في تونس، ولكن السوق لم يعرف حسبهم تلك الحركية التي تعود عليها في فصل الحر، بسبب المطالبات المبالغ فيها من طرف السماسرة و الباعة.
وأكد آخر أن جل الباعة أصبحوا يبتكرون أسعارا من خيالهم يردون بها على اقتراح ثمن البيع، وذلك رغبة منهم في رفع الأثمان مرة أخرى، مضيفا أنهم نجحوا مؤقتا في ذلك، حيث ارتفع سعر المركبات بحوالي 10 ملايين سنتيم مقارنة بما كان عليه قبل أشهر قليلة، وخاصة خلال شهر رمضان الذي عرفت فيه الأسعار انخفاضا كبيرا.
وحسب سماسرة السيارات، فإن السبب الحقيقي في ركود السوق، هو انتشار الإشاعات التي تتحدث عن انخفاض الأسعار بعد قرار الحكومة بفتح استيراد السيارات التي يقل عمرها عن 3 سنوات، وهو ما ساهم بشكل كبير في تردد البعض في الشراء، فيما يعول الوسطاء على الشروط  التي  وصفت بالتعجيزية المعمول بها في عملية الاستيراد من أجل رفع الأسعار مجددا، خاصة وأن الراغب في جلب سيارة من أوروبا ملزم بتسديد ما قيمته 50 بالمئة تخص الجمركة، مع اقتناء مركبة واحدة كل 5 سنوات إضافة إلى المقابل المادي الكبير بسبب ارتفاع قيمة عملة «الأورو».
«ستيبواي» في السوق أغلى من سعر شرائها جديدة!

واصلنا سيرنا لعلنا نجد بعض السيارات التي تم اقتراح سعر للبيع على أصحابها من أجل معرفة أحوال السوق لهذا الأسبوع، وباقترابنا من «بولو آرلاين» ذات ترقيم 2012، سألنا صاحبها عن الثمن المعروض فرد بأنه تلقى مقترحا بـ 162 مليون سنتيم، فيما تم عرض مبلغ 172 مليون سنتيم على «إيبيزا بلاك لاين» ذات ترقيم 2014، أما سيارة «قولف آرلاين» لسنة 2015 فعرِض بيعها مقابل 288 مليون سنتيم، بينما ذكر آخر بأنه تلقى مقترحا ببيع «كيا بيكانتو» تحمل ترقيم سنة 2015 مقابل 123 مليونا، وهي كلها مركبات تجاوز عدّاد سيرها 100 ألف كيلومتر.
أما بخصوص السيارات الجديدة فقد كانت العلامات الفرنسية الأكثر حضورا بالتواجد الكثيف لـ «رونو سامبول» و»ستيبواي»، ووصل السعر المقترح على «ستيبواي» التي تسير بمادة المازوت و ذات ترقيم 2019، إلى 204 مليون سنتيم، فيما يبلغ ثمنها بالوكالة 191 مليون سنتيم، و بالنسبة لـ «سامبول» لسنة 2016 فقد عرض على صاحبها مبلغ 130 مليون سنتيم، لكنه رفض البيع، أما سيارة «بيكانتو» العادية لسنة 2019 فاقترِح على بائعها 150 مليون سنتيم، فيما عرض على «بيكانتو جي لاين» سنة 2019 مبلغ 183 مليون سنتيم.
واصلنا طريقنا ولكن هذه المرة باتجاه السيارات القديمة نوعا ما، من أجل معرفة الأسعار الحقيقية لها، خاصة وأن العديد من الزبائن فضلوا التواجد بجانبها مقارنة بالجديدة، حيث أخبرنا صاحب سيارة «فورد فييستا» ذات ترقيم سنة 2013 بأنه تلقى عرضا قيمته 125 مليونا رغم أن عداد السيارة فاق 160 ألف كلم، فيما رد صاحب سيارة «أتوس» لسنة 2012 بأنه تلقى عرضا بـ 112 مليونا و هو مقترح لا يزال حسبه، بعيدا عن سعر البيع، فيما بلغ الثمن المقترح على صاحب سيارة «سامبول» سنة 2012، 137 مليون سنتيم، كما تم اقتراح مبلغ 75 مليون سنتيم على سيارة رونو «صافران» ذات ترقيم 1997 و هو مبلغ رفضه البائع و قال إنه يريد أكثر من 80 مليونا.
كما شد انتباهنا خلال تواجدنا في السوق الأسبوعي أن السيارات الفارهة أو التي تتجاوز قيمتها المادية 300 مليون على غرار «ليون» و»غولف» و»باسات» و «تيغوان»، غير مطروحة إطلاقا للبيع، والسبب في ذلك حسب بعض السماسرة، هو عدم اتضاح أسعارها حيث تنخفض وترتفع من أسبوع لآخر، وفق ما تطلقه الوكالات من تنزيلات تصل في  بعض الأحيان إلى 50 مليون سنتيم.
لا تخفيضات بمجمع «سوفاك» و الوكالات تستعد لتجميد عمليات البيع

كما أجرت النصر استطلاعا في مختلف وكالات السيارات الواقعة بقسنطينة، أين سجلنا إقبالا ضعيفا على مستوى وكالة «سوفاك» الواقعة بالمنطقة الصناعية «بالما»، بسبب توقف الموظفين عن استقبال طلبيات الزبائن، منذ 4 أيام، و قد تزامن ذلك مع توقيف صاحب المجمع مراد عولمي من طرف درك العاصمة يوم الخميس الماضي، فيما أكدت موظفة بوكالة «بالما»، أن الطلبيات تقتصر فقط على سيارة «غولف 7»، وصنف من «بولو» وآخر من «كادي»، فيما لم يتم طرح أي تخفيضات، خاصة وأنه سيتم بيع بعض السيارات الواقعة في المستودعات، مع تجميد عمليات البيع لغاية اتضاح الرؤى حول مصير صاحب المجمع، حيث وصلت أسعار «غولف 7» إلى 260 مليون سنتيم، فيما تراوحت بالنسبة لـ «كادي» ما بين 330 و400 مليون سنتيم، أما سعر «بولو» فكان ما بين 240 و270 مليون سنتيم.
واستثمرت وكالة «رونو» الواقعة بمحاذاة وكالة «سوفاك» في الوضع الذي تعيشه هذه الأخيرة، حيث قامت بإغراء الزبائن من خلال توفير السيارة في أقل من 10 أيام، وهو ما جعل الطلبيات على «رونو سامبول» و»ستيبواي» و»كليو 4» كبيرا، كما شهدت هذه الأصناف تخفيضات تصل إلى 7 ملايين سنتيم، و أكد عامل بالوكالة أن «رونو» لن تعتمد أي تنزيلات مغرية عكس الأشهر الماضية، فيما أضاف أن كل السيارات التي تسير بمادة المازوت متوفرة في كل الأصناف وبكل الألوان ويتم تسليمها للزبون في ظرف قياسي، كما كانت جل مكاتب الوكالة مكتظة بالزبائن عكس وكالة «سوفاك» التي وجدناها شبه خالية.
وأصبح سوق السيارات القديمة والجديدة بقسنطينة يشبه سوق البورصة، حيث صار الزبون لا يعلم متى يشتري وصاحب السيارة لا يدري متى يبيع، و قد ارتفع ثمن المركبات لعدة أسباب، منها دخول فصل الصيف ورغبة العديد من العاملين والموظفين في قضاء العطلة وبالتالي شراء مركبة، فيما ساهمت الشروط الصارمة التي وضعتها الحكومة لاستيراد المركبات التي يقل عمرها عن 3 سنوات في التهاب الأسعار أكثر.   
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى