عجز المنتخب الوطني في فك عقدة أولى مباراتين ضمن التصفيات المونديالية، بعد أن فشل في تخطي عقبة بوركينافاسو، إذ لم يسبق أن فاز الخضر بمباراتين متتاليتين في تصفيات كأس العالم الخاصة بدور المجموعات، منذ انطلاق هذا النظام في التصفيات المؤهلة لمونديال إيطاليا 1990.
ورغم المستوى الذي وصل إليه المنتخب الوطني بقيادة جمال بلماضي، ونجاحه في الفوز بنهائيات كان 2019 بمصر عن جدارة واستحقاق، فضلا عن عدم تذوقه لطعم الهزيمة على مدار ثلاث سنوات كاملة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، لفك هذا الإشكال الذي يلاحق المنتخب خلال تصفيات المونديال، بدليل أن رفاق رياض محرز قد اكتفوا بالفوز أمام جيبوتي، قبل أن يضطروا لمقاسمة الزاد مع منتخب بوركينافاسو، في لقاء أعاد إلى الأذهان عقدة البدايات في تصفيات كأس العالم، فحتى خلال التأهل لمونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، لم يفلح المنتخب الوطني، في الفوز بأولى جولتين ضمن دور المجموعات.
ولطالما كان شهر سبتمبر بمثابة كابوس بالنسبة للمنتخب الوطني، إذ سجل خلاله الخضر بعض التعثرات، جراء معاناة بعض العناصر من نقص المنافسة، خاصة بالنسبة للاعبين الناشطين في بعض البطولات العربية والخليجية التي تشهد انطلاقة متأخرة مقارنة بدوريات أوروبا التي يسدل عنها الستار شهر أوت.
ووجد الناخب الوطني نفسه في حرج، خلال مباراتي جيبوتي وبوركينافاسو، في ظل معاناة البعض من نقص المنافسة، بداية بالثلاثي الأساسي بلعمري وبلايلي وبونجاح، باعتبار أن البطولة القطرية لم تنطلق بعد، كما تأثر بمعاناة البعض الآخر من الإصابة ونقص الجاهزية في صورة بن ناصر وفغولي اللذين وجدا صعوبات في بداية الموسم مع نادييهما، دون نسيان العودة المتأخرة لبن سبعيني أيضا.
وتستعرض النصر معاناة المنتخب الوطني في أولى جولتين من تصفيات المونديال، بداية بتصفيات كأس العالم 1990، أين استهل الخضر دور المجموعات بفوز على منتخب زيمبابوي (3-0)، قبل التعادل في أبيدجان سلبا أمام كوت ديفوار، أما في تصفيات مونديال 1994، الذي استضافته الولايات المتحدة الأمريكية، فقد وقع منتخبنا الوطني في المجموعة الأولى، وتغلب على منتخب بورندي في المستهل بنتيجة (3/1)، إلا أن الجولة الثانية عرفت سقوط رفاق عبد الحفيظ تاسفاوت في العاصمة أكرا أمام منتخب غانا بنتيجة (2/0).
علما، وأن تصفيات مونديال فرنسا 1998، شهدت كارثة بأتم معنى الكلمة، بعد الإقصاء أمام منتخب كينيا من الدور التمهيدي، الذي يسبق تصفيات المجموعات، ليتواصل الفشل كذلك في الفوز بمباراتين متتاليتين ضمن تصفيات كأس العالم، وهذه المرة تجددت الخيبة مع تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، حيث وقع المنتخب الوطني في مجموعة ضمت كل من السنغال ومصر والمغرب وناميبيا، حيث تعادل أشبال المدرب عبد الغني جداوي في الجزائر أمام «أسود التيرانغا» بنتيجة (1/1)، ثم الخسارة في الرباط أمام المنتخب المغربي (2/1).
وكانت الآمال معلقة على التأهل إلى مونديال ألمانيا 2006، خاصة بعد الإصلاحات التي حاول مسؤولو الفاف تبنيها من خلال الاعتماد على بعض المغتربين، غير أن الانتكاسة تواصلت بتعادل سلبي أمام الضيف أنغولا في أول جولة، ثم تعادل بهدف لمثله في هراري أمام منتخب زيمبابوي، في مجموعة ضمت كذلك نيجيريا والغابون ورواندا.
وحتى عندما نجح رفاق عنتر يحيى في كسر عقدة لاحقت المنتخب الوطني على مدار 24 سنة كاملة، بعد التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 على حساب المنتخب المصري، في تصفيات شهدت ندية كبيرة إلى غاية اللحظات الأخيرة، بعد الاحتكام إلى مباراة فاصلة بأم درمان، إلا أن عقدة فشل الفوز بأول مباراتين في التصفيات ظلت، حيث كانت بداية التصفيات قد شهدت تعادلا مخيبا للخضر في كيغالي أمام رواندا بنتيجة (0/0)، قبل أن يتم التدارك في الجولة الثانية بالفوز على المنتخب المصري بنتيجة (1/3)، في مجموعة ضمت كذلك منتخب زامبيا.ولم تختلف الأمور بالنسبة لمونديال البرازيل 2014، فرغم التأهل المسجل للمرة الثانية على التوالي والرابع في المجموع بالنسبة للخضر، إلا أن المنتخب الوطني، عجز في الفوز بأول مباراتين متتاليتين في المرحلة الثانية من التصفيات، وذلك بعد الفوز على رواندا بنتيجة (0/4)، ثم خسارة أمام منتخب مالي بـ (2/1) في مباراة لعبت بالعاصمة واغادوغو، وفي مجموعة ضمت كذلك منتخب البنين.وفي آخر تصفيات لعبها المنتخب الوطني (مونديال روسيا 2018)، كان فيها الظهور كذلك مخيبا بتعادل بطعم الهزيمة أمام الكاميرون بملعب تشاكر (1-1)، ثم خسارة في أبوجا أمام نيجيريا (3/1)، وهي التصفيات التي فشل فيها الخضر  عن تحقيق أي فوز، ما عدا الفوز  على البساط على منتخب نيجيريا(3-0)، بسبب إشراك المنافس للاعب تحت طائل العقوبة، علما أن المقابلة انتهت بهدف لمثله.جدير بالذكر، أن شهر سبتمبر بات يشكل كابوسا حقيقيا بالنسبة للمنتخب، إذ في كل مرة تواجه فيه العناصر الوطنية، صعوبات بالجملة خلال اللقاءات المبرمجة في هذه الفترة، والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى لمعاناة جل العناصر من نقص المنافسة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ينشطون ببطولات لم تنطلق بعد.
وسبق لنتائج شهر سبتمبر أن أطاحت بالمدرب رابح سعدان، وكان ذلك في لقاء تنزانيا بعد العودة من مونديال 2010، أين فرض الأخير تعادلا بهدف لمثله على رفاق عدلان قديورة، وهو ما أغضب رئيس الفاف السابق والجماهير الجزائرية، ليسارع الشيخ سعدان لرمي المنشفة، كما عرف المنتخب الوطني نتائج مخيبة في هذا الشهر، على غرار الخسارة أمام زامبيا بتاريخ 2 سبتمبر 2017 بنتيجة ( 3/1)، ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وهي النتيجة التي عجلت بخروج الخضر من سباق المنافسة على تأشيرة التأهل.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى