6000 منتوج جزائري قابل للتصدير نحو إفريقيا

نحو خلق حوالي 20 ألف منصب شغل للجزائريين خارج حدود الوطن لتسهيل عمليات التصدير

أكد متعاملون وخبراء اقتصاديون بأن المنتوجات الجزائرية تتمتع بإمكانيات قوية لتحقيق التنافسية في الأسواق الإفريقية بما يتماشى والطموح الاستراتيجي للسلطات العمومية للمساهمة في رفع حجم الصادرات خارج المحروقات، وتم بالمناسبة إحصاء ما لا يقل على 6000 منتوج وطني قابل وجاهز للتصدير نحو مختلف بلدان القارة السمراء في انتظار إزاحة بعض العقبات التي قد تحد في البداية من حجم تدفق السلع الجزائرية نحو مختلف الأسواق الإفريقية سيما تلك المتعلقة بنقص الوسائل اللوجيستية.

عبد الحكيم أسابع

وذكر الخبير عبد المالك مبارك سراي بأن ثمة تجارب سابقة لدخول الكثير من الصناعيين والمستثمرين الجزائريين السوق الإفريقية حيث تم قبل 12 سنة فتح  مكتب تمثيل تجاري في العاصمة البوركينابية واغادوغو في إطار الرغبة الجزائرية لدخول المنتوجات الجزائرية لأسواق غرب إفريقيا، وقد تم إبرام العديد من التعاملات التجارية للجزائر في هذا الإطار مع البينين والسينيغال وموريتانيا والكوت ديفوار إلى جانب محاولات أخرى لإبرام اتفاقيات للتبادل التجاري مع كل من إثيوبيا والسودان لكنها لم تدم طويلا بسبب ضعف التغطية الدبلوماسية الجزائرية.
وذكر سراي بأنه عندما كلف بمهمة في اللجنة الاقتصادية لغرب إفريقيا في الثمانينيات كمستشار مكلف بتنمية السوق الصناعية اقترح على المؤسسات والمقاولات الجزائرية اقتحام السوق الإفريقية فكان أن استجاب الكثير من المتعاملين التجاريين والاقتصاديين لندائه وكانت النتيجة تحقيق الكثير من هؤلاء الصناعيين والمتعاملين الاقتصاديين للنجاح في المجال الاستثماري في كل من النيجر والكوت ديفوار والكونغو سيما في مجال صناعة الدراجات وتحويل الخشب والنقل، كما نجح البعض في تصدير بعض المنتجات الجزائرية نحو بعض أسواق غرب إفريقيا.
كما جرت بعض المحاولات لتسويق الأقمشة الجزائرية في غينيا بيساو في عز ازدهار الصناعات النسيجية الجزائرية، غير أن الكثير من المحاولات الأخرى والفرص ضاعت أو لم تستمر – كما قال – بسبب غياب تدعيم البنوك وبطئه احيانا بسبب البيروقراطية.
أما اليوم فيرى الخبير عبد المالك سراي بأن الإنتاج الجزائري أصبح أفضل من حيث النوعية والوفرة والمطابقة الضامنة لفرص النجاح في التصدير خاصة في ظل وجود جمعية للمصدرين الجزائريين وشركات للتامين على التصدير ومؤسسات ترغب في التصدير.
النقل.. التأمين والتمويل...مفاتيح دخول الأسواق الإفريقية
وأثناء حديثه عن مفاتيح نجاح التصدير نحو إفريقيا، شدد سراي على ضرورة تقديم قطاعات الصناعة والتجارة والفلاحة والمالية والسياحة والصناعات التقليدية من خلال المؤسسات المتخصصة التابعة لها المزيد من الدعم لمكتب التمثيل التجاري للمؤسسات الجزائرية في مدينة أبيدجان، ولسائر المكاتب التجارية الأخرى المنتظر فتحها في عواصم إفريقية أخرى من أجل تهيئة كل الظروف لترقية الصادرات الجزائرية.
كما دعا في هذا الصدد على ضرورة تكوين خبراء جزائريين في مجال التصدير وخبراء في المقاييس ومراقبة الجودة ومختصين في تأمينات التصدير وفي القانون التجاري الدولي  والنقل البحري للبضائع فضلا عن ضرورة تخصيص المؤسسات الإنتاجية الجزائرية لـ 2,5 من رقم أعمالها لتحسين المقاييس.
كما ألح المتحدث على ضرورة تبسيط مختلف الإجراءات الإدارية المتعلقة بالتصدير وسرعة التحويل المالي، وتوفير وسائل النقل الكافية وبخصوص المنتوجات الجزائرية القابلة للتصدير لخصها سراي في الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية ومواد البناء الأساسية والثانوية والزجاج والبلاستيك والآثاث ومواد الصناعة الغذائية وغيرها من المواد والتي قدر عددها بحوالي 2000 مادة صناعية وشبه صناعية، إلى جانب حوالي 2700 مادة ذات طابع صحي وصيدلاني وشبه صيدلاني من بينها منتجات عشبية ومستحضرات طبيعية ومواد تجميل فضلا عن حوالي 2000 منتوج زراعي  وغابي.
وأعرب سراي بالمناسبة عن استعداده لتقديم محاضرات متخصصة للمتعاملين الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الراغبين في اقتحام مجال التصدير عبر الوطن مشيرا في ذات الوقت إلى انه سبق وان اشتغل في مجال التصدير وقام بعدة عمليات نحو روسيا أين قام بتسويق منتجات مؤسسة بي سي آر إلى جانب سلالم الألمنيوم ومنتوجات سيراميك قسنطينة وغيرها في الأردن ، ونوه بذات المناسبة إلى أن اقتحام مجال التصدير عبر البوابة الإفريقية التي اعتبرها سوقا واعدة من شانها إعطاء ديناميكية كبيرة سيما لمؤسسات القطاع الخاص.
لماذا تم اختيار دخول أسواق بلدان القارة السمراء من بوابة أبيدجان
أكد  محمد توفيق خياطي، المؤسس والمسير العام لمؤسسة آفي " ألجيريان فور إيفنتس أند إكسبورت إيرود›› التي يتواجد مقرها بولاية سطيف، أن مؤسسته التي بادرت بفتح مكتب تجاري تمثيلي للمؤسسات الجزائرية في أبيدجان لديها تجربة طويلة في التصدير، تلعب اليوم دور الوسيط والمسهل لأرباب العمل والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين لمساعدتهم على الحصول على العروض التسويقية المتوفرة، ومرافقتهم إلى غاية إتمام عمليات تصدير إنتاجهم الفائض عن سد الحاجيات في السوق الوطنية " خارج المحروقات " إلى غاية إبرام العقود، مؤكدا بأن " آفي" ستسعى لفتح المزيد من المكاتب التجارية في مختلف العواصم الاقتصادية الإفريقية، منوها إلى أن مؤسسته لا تكتفي بذلك وإنما تسعى باستمرار إلى توفير المعلومة القانونية المتعلقة بنظم التسويق ومتطلباته.
كما أكد المتحدث الذي قال أنه اقتحم مجال تصدير مواد التنظيف وأجهزة الهوائيات المقعرة، منذ 1994 من الجزائر نحو تونس وليبيا ودبي، بأن المنتوجات الجزائرية  المختلفة مطلوبة بكثرة في السوق الإفريقية رغم المنافسة الشديدة فيها وقال " إن الكوت ديفوار وغيرها من الدول الإفريقية تقدمت بعدة طلبيات لاستيراد الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية الجزائرية المعروفة بجودتها العالية، شأنها شأن  مواد البناء الاساسية منها كالإسمنت ومواد البناء الثانوية كمستلزمات التبليط والترصيص والأنابيب والمواد البلاستيكية إلى جانب المواد الغذائية و الخدمات الصحية نظرا لتكلفتها الأقل كلفة بالجزائر.
وفي هذا الصدد نوه المتحدث إلى أن السوق الوطنية تعاني تشبعا ببعض المنتجات ما يجعل الكثير من الصناعيين وأرباب العمل يجدون صعوبة في تسويق منتوجاتهم لذلك كان من الضروري خلق فضاءات في الخارج مساعدة المؤسسات المنتجة، من جهة وترقية الصادرات الخارجية خارج المحروقات استجابة للإستراتيجية التي سطرتها السلطات العمومية في هذا المجال، سيما وقد أصبح للجزائر – كما ذكر نسيج صناعي هام ذو انتاج قابل لتحقيق التنافسية سواء تعلق الأمر بالإنتاج الصناعي، التحويلي  أو الفلاحي إلى جانب توفر الجزائر على قطاع خدمات متنوع سواء في قطاع السياحة أو الصحة أو في مجال الخدمات التكوينية المختلفة
وعن سؤال للنصر عن سبب اختيار اقتحام السوق الإفريقية، واختيار " أبيدجان لفتح أول مكتب تجاري تمثيلي للمؤسسات الجزائرية، رد خياطي " إن اختيارنا للعاصمة الإيفوارية أبيدجان لم يكن اعتباطيا وإنما جاء بعد دراسة متأنية لهذه السوق فضلا عن كون أبيدجان عاصمة اقتصادية ولكونها أكبر مدن ساحل العاج  الأكبر من مدن دولة ساحل العاج، وعاصمتها السياسية سابقا والاقتصادية حاليا، وإحدى كبريات المدن الناطقة باللغة الفرنسية في العالم، وهولكن أن لها ميناء تجاري هام يطل على الأطلسي في منطقة غرب إفريقيا الاستراتيجية›› مضيفا " أما عن سبب اختيارنا للقارة الإفريقية فلكون أن سوقها مازالت عذراء وواعدة وهي أهم بالنسبة لنا من الأسواق الأخرى كالسوق الأوروبية، وسوق أمريكا اللاتينية.
وذكر المتحدث بأن مؤسسته ستعمل على فتح العديد من المكاتب الدائمة للتمثيل التجاري، في مختلف المدن الإفريقية، وتحدث خياطي على قدرة مؤسسته على خلق 20 ألف منصب عمل في كل المكاتب التمثيلية التي سيتم فتحها مستقبلا، وكلها لفائدة الجزائريين المتخصصين في الماركتينغ والتسيير وغيرها من التخصصات ذات العلاقة بالتجارة الدولية القادرين على البحث على فرص وعروض التصدير المتوفرة.
كل التسهيلات في متناول المصدرين ولا توجد صعوبات سوى في مجال النقل
وفي رده عن سؤال آخر للنصر حول أهم " الصعوبات  و" العراقيل " التي تواجه المصدرين الجزائريين أو المؤسسات الراغبة في التصدير، أكد رئيس مؤسسة " أفي " بالقول " لا توجد صعوبات في التصدير وأن كل القوانين الحالية تسهل عملية التصدير ونحن لا نطلب من الدولة سوى مساعدتنا في شحن البضائع بحرا وجوا في ظل النقص في حجم الأسطول المتخصص في الشحن البحري والجوي فضلا عن مطلبنا الداعي لتقديم المزيد من التسهيلات لطالبي الحصول على الفيزا من رجال الأعمال والناشطين في حقل التصدير››.
وفي نفس السياق أعلن مراد بوعتو بصفته صناعي نتخصص في صناعة المشروبات للنصر عن إنشاء مجمع ذو طابع اقتصادي ببجاية، يسمى " كلوستور صومام للمشروبات الغازية›› سطيف بجاية البرج البويرة بجاية، بهدف تأسيس أرضية لوجيستية مشتركة بين مؤسسات "  سيفيتال، إيفري، كونديا ومامي وأس بي سي سطيف››  وذكر بأن الشركاء في هذا المجمع قد قاموا بإدماج بعض المؤسسات التي تتوفر على قاعدة لوجستية كميناء بجاية وفرع ‘’ سانتيار ‘’ للموانئء وكذا مؤسسة إيفري بهدف تجميع القدرات وتخفيض تكلفة التصدير، مشيرا إلى أن المجمع سيقوم على غرار مؤسسة ‘’ آفي ‘’ بفتح مكاتب له في الخارج ، كما أنه سينظم غدا الأربعاء يوما دراسيا حول ما يقوم به لفائدة ترقية الصادرات الجزائرية.
أما مسؤول الاتصال والعلاقات العامة بالوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية حسين بوبطينة، فنوه في تصريح للنصر إلى أن مبادرة فتح هيكل تجاري في كوت ديفوار للتعريف بالشركات الجزائرية، التي تتوفر على إنتاج قابل للتصدير، جاءت بعد مشاركة الجزائر في المعرض الدولي بأبيدجان في شهر ماي الماضي، أين جرت اتصالات  بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم في كوت ديفوار وتم على ضوء ذلك توقيع اتفاقية بين شركة الجزائرية ‘’ آفي ‘’ وفدرالية تجار ورجال أعمال كوت ديفوار من أجل فتح هذا المكتب التجاري.
ونوه بوبطينة بدوره إلى أن هناك منتوج جزائري متوفر بكميات وبنوعية جيدة وبأسعار تنافسية تشجع على التصدير سيما في  مجال الصناعات الكهرومنزلية والصناعة الإلكترونية ومواد البناء والمواد الغذائية والصناعات البلاستيكية التي لديها فائض في الإنتاج وبكميات معتبرة نحو السوق الإفريقية.
كما نوه المتحدث بدوره إلى أن كل العراقيل البيروقراطية قد أزيحت من أمام المصدرين ولم يبق سوى الصعوبات التي تتعلق بالنقل الجوي والنقل البحري الخاص بالبضائع، نظرا لافتقاد الجزائر لأسطول بحري حاليا من شأنه تلبية طلب المصدرين في الوقت المناسب، ما يجعل الشركتان الوطنيتان للنقل الجوي والنقل البحري مطالبتان – كما أضاف – بتعزيز أسطولهما ما من شأنه أن يقلص من الصعوبات اللوجيستية.
وفي ذات السياق يشدد الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي على ضرورة إنشاء شبكة لوجستية و’’ نفق للتبريد’’ وغيرها من المنشآت.
جاهزون للتصدير
من جهتهم عبر متعاملون اقتصاديون وأرباب مؤسسات ومن بينهم الخير بوجلال مسير شركة شيك الجزائر، للخدمات المقدمة للطيران والفندقة، وكذا الرئيس المدير العام لمجمع "كوندور»، عبد الرحمان بن حماديوممثل مجمع  " كلوستور صومام للمشروبات الغازية›› عن جاهزية مؤسساتهم لاقتحام السوق الإفريقية، وذكر السيد الخير بوجلال بأن منتوج مؤسسته الذي يصدر نوعا منه نحو فرنسا، مطابق للمقاييس الدولية فضلا عن كونه حاصل على شهادة " إيزو " للمطابقة والجودة وقال أن له ثقة كبيرة في احتلال مكانة مرموقة في أسواق البلدان الإفريقة.
ومن أجل ضمان التموقع في السوق الإفريقية تدعو الشركة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية على لسان مسؤوليها " الجاكس››، مختلف المتعاملين الاقتصاديين من مؤسسات مصدرة و وكالات ترقية السياحة والصناعات التقليدية والمستثمرين إلى المشاركة بقوة في فعاليات التظاهرات الاقتصادية الهامة التي تقام في القارة الإفريقية، بهدف تشجيع والترويج للسلع والمنتجات وللوجهة الجزائرية بصفة عامة.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى