استشهد منذ، فجر أمس، العشرات من الفلسطينيين في مدينة غزة، إثر تصاعد الاعتداءات و تفجير المنازل والبنايات وتزايد وتيرة القصف الصهيوني العنيف و...
يشهد جناح الجزائر في الطبعة الـ 34 للصالون الدولي للصناعات الغذائية والمشروبات (WorldFood Moscow 2025)، التي انطلقت فعالياتها أمس الثلاثاء بالعاصمة...
جرت، أمس الثلاثاء، بمقر جريدة النصر، عملية القرعة الخاصة بمسابقة رمضان 2025، وهي المسابقة التي دأبت على تنظيمها المؤسسة، بمساهمة من طرف عدد من...
حث وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أمس، مدراء التربية الوطنية على التحلي باليقظة والجدية اللازمة، مع الحرص على التواجد الميداني واتخاذ...
كسرت سارة فردي، مهندسة دولة في العمران القاعدة، حين قررت أن تتخلى عن شهادتها الجامعية لتخوض غمار عالم آخر، تسلحت لمواجهة تحدياته بالإرادة والإيمان بإمكانية النجاح، لتجد نفسها اليوم ضمن قائمة أصحاب المؤسسات الناشئة الناجحة في مجال تصميم ديكورات الحفلات، و التي تزود سلعها قطاعا مهما من السوق في الشرق الجزائري بأكمله.
واجهت سارة البطالة بعد تخرجها سنة 2012، وكانت قد استسلمت لليأس نهائيا وفقدت الأمل في الالتحاق بعالم الشغل بعدما غادرت قسنطينة إلى عين مليلة لتبدأ فصلا آخر من حياتها كزوجة وأم، لكنها ظلت تحلم بتحقيق بعض من طموحها و تمسكت بآخر قشة للاستمرار في السعي فبدأت في التفكير في نافذة تطل منها على مجالات أخرى لا علاقة لها بالوظيفة، و لا حتى بمجال تخصصها الجامعي، وهكذا قررت أن تطور موهبتها في مجال التصميم والديكورات، عن طريق تعلم برمجيات وتتبع جديد المجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلقت بميزانية
لا تتجاوز 700دج
استهلت سارة مشروعها الصغير انطلاقا من الوسط العائلي، ورغم بعض الأصوات التي حاولت إحباطها أو التأثير على قرارها في التوجه إلى عمل « أقل أهمية» مما تمثله شهادتها الجامعية كمهندسة، إلا أنها لم تستسلم وقررت المواصلة، فاقتحمت مجال الطباعة على الورق وصناعة ديكورات الحفلات سنة 2016، وتحديدا صناعة ديكورات أعياد الميلاد. أطلقت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، واشترت لنفسها طابعة صغيرة من ميزانيتها الخاصة، وبدأت العمل مباشرة ونشر نماذج عن بضاعتها البسيطة عبر الصفحة، وقد سعدت جدا كما عبرت حين وصلتها أول طلبية، رغم أن ميزانية مشروعها في ذلك الوقت لم تكن تتعدى 700دج.وعلى الرغم من كثرة الانتقادات التي واجهتها واستمرار المقارنة بين مستوى شهادتها الجامعية ونوعية المشروع الذي قررت التخصص فيه، إلا أنها تجاوزت الإحباط، وانشغلت بتطوير نفسها فقررت الاستثمار بشكل أفضل، واشترت طابعة حرارية جديدة هذه المرة، وذلك بمساعدة زوجها.بدأ مشروعها يعرف نجاحا، وصارت صفحتها أكثر تفاعلية وانتشارا ما ساعد على مضاعفة عدد الزبائن، وقد كانت تطور من أدائها في كل مرحلة عبر تحسين نوعية الورق و التنوع في التصاميم و الخروج بأفكار جديدة، كما كانت منفتحة على طلبات واقتراحات وأفكار زبائنها ومستعد لتنفيذها.
طموح بلا حدود
مشروع سارة البسيط الذي بدأ بالورق في غرفة صغيرة، تطور ليتحول إلى ورشة بعد أن تضاعف الطلب على منتجها، وصارت المهندسة العاطلة عن العمل مالكة لورشة خاصة تتوفر على آلات أكبر حجما وأكثر إنتاجية، كما فتحت باب التوظيف لشابتين أخريين كي تتمكن من تلبية كل طلبات زبائنها المتزايدة. اعتمدت أيضا كما أخبرتنا، على خياطة لتصميم بعض قطع الديكور من القماش و التي كانت تطبع عليها رسومات مختلفة باستخدام الطابعة الحرارية التي اشترتها في بداياتها.
ولأن طموح سارة كان كبيرا للغاية، فقد استمرت في تطوير نفسها وتطوير عملها، لتقتني آلة أخرى للقطع كانت نادرة جدا في السوق، وهو ما زاد من شهرة ورشتها ووسع نشاطها بشكل أكبر، فتحسنت ظروفها وأصبحت صاحبة الورشة الوحيدة بمنطقة عين مليلة، التي تنشط في مجال صناعة الديكوارت الخشبية المخصصة للزينة، والتي يكثر الطلب عليها في المناسبات مثل رمضان والأعياد والأفراح، أو تستخدم لتزيين المكاتب وغير ذلك.
رغم النجاح الكبير الذي حققته مؤسستها الناشئة، لا تزال سارة تحلم بأن تلتحق يوما بمنصب يتناسب مع مستوى تكوينها الجامعي وشاهدتها في الهندسة، مع ذلك تقول بأنها تدرك أهمية ما حققته، وأن قصتها قد تكون مصدر إلهام وتحفيز للعديد من الشابات أو النساء الماكثات في البيت، لأن الإيمان بالذات وحده قادر على تغيير واقع العديد من الأفراد وبالأخص النساء. مؤكدة، أنها لم تتوقف يوما عند عقبة معينة، ورغم أنها بدأت بميزانية ضعيفة جدا، فقد تمكنت بفضل السعي المستمر من النجاح، وقد تطور مشروعها أكثر مستقبلا في حال قررت الاستفادة من قروض دعم للمشاريع المصغرة، وهو توجه بدأت فعليا التفكير فيه، لأنها ترغب حسب قولها في أن توفر ورشتها أكبر عدد من فرص العمل للآخرين وإشراك عدد أكبر من النساء أو الشباب في هذا المشروع. تنصح في الأخير، كل من لم يتمكن من الحصول على وظيفة بأن يتوجه إلى المشاريع المصغرة وعالم المؤسسات الناشئة، شريطة عدم التقليد والبحث دوما عن التميز عبر لمسات فنية خاصة، تضمن استمرار أي مشروع.
إيمان زياري