* تفعيل دور اللجان المحلية لليقظة و التفاعل السريع مع انشغالات المواطن بتكليف من رئيس الجمهورية وزير الداخلية والنقل يزور عائلات ضحايا فيضانات سيدي...
أكد خبراء ومختصون، أمس، على أهمية استكمال تعميم الرقمنة على مستوى كل القطاعات، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بهذا الخصوص، ما...
أبدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، كاتارينا جوهانسون، «استعدادها للمشاركة ودعم كل المبادرات التي يقوم بها قطاع التضامن الوطني»، مع...
أعلنت المحافظة السامية للأمازيغية يوم أمس، عن اختيار ولاية بني عباس لاحتضان الاحتفال الوطني برأس السنة الأمازيغية 2976/2026، إلى جانب تنظيم الطبعة...
تجري امتحانات نهاية السنة هذا العام وسط إجراءات رقابية وأمنية مشددة لسد الطريق أمام الغشاشين الذين كادوا أن يؤثروا على مصداقية شهادة البكالوريا العام الماضي، ومن بين الإجراءات الهامة وضع أجهزة تشويش لمنع استخدام الأنترنت في تسريب الأسئلة.
ما حدث في بكالوريا العام الماضي كان منعرجا خطيرا في مسار التعليم ببلادنا، لكنه في نفس الوقت بمثابة جهاز إنذار نبّه إلى أن المحيط التربوي لم يعد بتلك البساطة التي لا تتطلب أكثـر من حارس صارم لضبط وريقات الغش في جيب التلميذ أو كتابات تحملها ملابسه وربما مقلمته.
العالم تغيّر وقد طال هذا التغيّر أبناءنا، فأصبحوا اليوم أكثـر تحكما في الهاتف الذكي من التحكم في عقولهم، وطبعا ليس من الغريب أن يسخّر الطفل والمراهق تلك الوسيلة لتعزيز قدرات معينة ومن بينها الغش، فالظاهرة التي كانت محصورة في فئات قليلة أصبحت اليوم مفتوحة بعد أن توفرت الأداة والفرصة الأقل بخطورة أقل.
ما حدث الموسم الماضي لم يكن خطأ التلميذ وحده بل كان خطأ المنظومة بأكملها، لأنها أسقطت احتمال "الغش الذكي" من حساباتها رغم أن الهواتف النقالة متاحة حتى للأطفال، وإن تمعنا قليلا فيما حدث داخل أقسام البكالوريا نجد أن الكثيرين ممن انساقوا وراء المواضيع التي نشرت على فيسبوك لم تكن لديهم نية مبيّتة للغش، إنما أتيحت للجميع فرصة " مغرية" كان يجب عدم تفويتها في نظر البعض، أما من لم يستغلوها فمنهم من عبروا عن ندمهم ومنهم من وُجهوا بالتأنيب من المحيط وحتى الأولياء.
قد تكون تجربة تسريب الأسئلة قد خدشت هيبة الشهادة، لكنها كانت محطة ساعدت على إعادة ترتيب الأمور والعمل وفق حقيقة جديدة تمثل فيها التكنولوجيا عنصرا لا يقل أهمية عن العنصر البشري، لذلك فقد تم الاستعداد للأمر هذه المرة، بإجراءات تؤسس لتقاليد مغايرة لما عهدناه، وتكبح سرعة التعاطي مع سهولة أتاحها عامل التكنولوجيا.
وضع كاميرات مراقبة وأجهزة تشويش ومنع إدخال الهواتف النقالة، إجراءات لا تعد استثنائية في زمننا هذا، لأن الكاميرا أصبحت محمولة في الجيب ويمكن في أي وقت نشر وثيقة أو صورة أو مشاركة الآخرين يومياتنا، ومن السهل طلب المساعدة حتى من داخل قاعة الامتحان، مثلما حدث الصيف الماضي.
ومع ذلك لا يوجد ما يبرر الغش أو يبرر التسامح معه، فمثلما تم الاستعداد تقنيا للمشكل تم تشديد العقوبات على ممارسي الغش التي تصل إلى الإقصاء، لكن يبقى الدور الأكبر على العائلة والمجتمع، فمن غير المقبول الإشادة بالغش عبر وسائط التواصل الاجتماعي ومساعدة الأبناء في البحث عن بوابات للنجاح السهل.
ومثلما كانت الوسائط الاجتماعية وسيلة للمساعدة على الغش يمكن استخدامها لمحاربته بنشر الوعي والتأسيس لثقافة مجتمعية مبنية على التحسيس ونبذ الأفعال المشينة، لا بالهجوم بل بفتح نقاش يسلط الضوء على سلبيات الانخراط في أفعال تهدد كيان المجتمع، وبدل قضاء ساعات في البحث عن مواقع قد تنشر الأسئلة ساعات قبل الامتحانات يمكن فتح فضاءات تساعد على الاستيعاب . كما يجب أن يلعب الأساتذة دورا محوريا في إحداث التغيير بشكل سلس، وذلك بالكف عن ممارسة الدروس الخصوصية داخل المستودعات والعودة إلى المهمة الأسمى وهي التربية.
النصر