الجمعة 19 سبتمبر 2025 الموافق لـ 26 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub
بنك الجزائر يسجل مؤشرات اقتصادية ومالية إيجابية: الاقتصـــــــاد الوطنـــــي حقـــــق أداء جيـــــــدا في 2024
بنك الجزائر يسجل مؤشرات اقتصادية ومالية إيجابية: الاقتصـــــــاد الوطنـــــي حقـــــق أداء جيـــــــدا في 2024

* الدينار الجزائري يتحسّن مقابل الدولار و الأوروسجل الاقتصاد الجزائري أداءً جيداً في سنة 2024، في عدة مجالات، مع نمو قوي للقطاع خارج المحروقات،...

  • 17 سبتمبر 2025
الحماية المدنية تزامنا مع الدخول المدرسي: جهاز عملياتي ميداني لمرافقة التلاميذ وضمان سرعة الاستجابة
الحماية المدنية تزامنا مع الدخول المدرسي: جهاز عملياتي ميداني لمرافقة التلاميذ وضمان سرعة الاستجابة

تنظم المديرية العامة للحماية المدنية، في إطار مخططها السنوي للنشاط العملي في مجال التحسيس والتوعية، حملة وطنية توعوية حول الوقاية من أخطار حوادث...

  • 17 سبتمبر 2025
لطــلبة 20 ولاية بشرق البلاد: صفـقات بأكـثر من 21 ملــيار دج لتـوفير النقل والإطــعام الجــامعيين
لطــلبة 20 ولاية بشرق البلاد: صفـقات بأكـثر من 21 ملــيار دج لتـوفير النقل والإطــعام الجــامعيين

• 57 ألف سرير شاغــر و 35 ألف طالب يستعملون «ترامواي» أحصى الديوان الوطني للخدمات الجامعية بولايات الشرق قرابة 45 ألف طالب جديد تم توزيعهم على 184...

  • 17 سبتمبر 2025

صور من الماضي

تختلف  صورة رمضان بالجزائر اليوم عن رمضان بالأمس في الكثير من الملامح والأفعال، بعد أن فقد الشهر أبعاده الروحانية والمجتمعية التي جعلت منه شهرا استثنائيا،  بعيدا عن  مشاهد الطوابير وحالات التشنج التي تسيطر على المزاج الجمعي لثلاثين يوميا متتالية.
الحياة البسيطة والسلسة داخل الأحياء والبيوت  القديمة جسدت مفهوم العيش الجماعي في أحسن صوره، الناس كانوا  يشتركون في الفضاء و يتقاسمون لقمة اليوم بكل فرح ودون عقدة، وفي رمضان تحديدا كان يتجلى الوجه التكافلي الذي عرف به  الجزائري منذ الأزل،  بمساعدة الفقير وفتح البيوت للجيران والأهل، في أشكال تضامنية لا تقلل من آدمية المحتاج، وما تبادل  النساء  للأطباق إلا طريقة لتوحيد المائدة وإزالة الفوارق الاجتماعية.
الشهر الفضيل لم يكن محطة للهث وراء ما يملأ البطون ، إنما  صنع أجواء خاصة لها عبقها يقترب فيها المواطنون من بعضهم  ليتخذوا  من أبسط الأشياء فرصة للتلاقي والفرح والصلح بين المتخاصمين، أما اليوم فقد أصبحنا نفتش عن رمضان بين الأزقة وداخل الأسواق وفي المساجد فلا نجد سوى الصراخ والتزاحم و تلك الوجوه المكفهرة الباحثة عن أبسط سبب للشجار.
الريتم الذي فُرض على شهر الرحمة أزال كل ما كان يجمع بين  الجزائريين  ليرسم صورة مشوّهة تجعلنا نستحضر ما نفتقده اليوم من خصوصية ونكهة كانت تنشر البهجة والسكينة وتشعر الناس أنهم بشر،  يجوعون ويغضبون ولكن في حدود لا تجردهم من إنسانيتهم.
فبقدر ما  تحسن مستوى المعيشة وتوفرت عوامل الرفاهية بقدر ما فقد الجزائريون قدرتهم على التكيف الإيجابي مع المناسبات وعلى اختيار نمط حياة يحكمه التحضر
و الاستهلاك العقلاني، لتتشكل هوة اجتماعية بين سكان الحيز الواحد، الذين أصبحوا يلتقون داخل الأسواق في نزال يومي حول من يبذر أكثـر،  في معركة لا فائز فيها ، وهي مظاهر طالت أدق تفاصيل الحياة،  بعد أن أصبحت العائلات تبرمج ميزانياتها وحياتها على تقليد البقية.
أصبحنا اليوم نتحسر على زمن جميل لكننا لا نكلف أنفسنا محاولة تصحيح أخطائنا بل نتمادى في الابتعاد عن خصوصيتنا الاجتماعية والثقافية ونتبنى  أنماط عيش لم نحسن ضبطها لأنها ليست على مقاسنا، فحولنا الكرم إلى صور عن موائدنا ننشرها يوميا على صفحات فا0يسبوك دون مراعاة لشعور الفقراء،  وبات فعل الخير مجرد لفتة لتسجيل الحضور  على مواقع التواصل الاجتماعي ، حتى نتساوى في الخير و في الشر.
قد تكون المقارنة بين الأمس واليوم جائرة ولكن ليس في حق الحاضر بل الماضي، لأنه كان جميلا على بساطته، وصنع غناه من قيم آمن بها الإنسان وحرص على احترامها،  أما اليوم فقد طغت المادة  على المعاملة وسيطر  هوس الاستهلاك على العقول،  ما جعل رمضان محطة أخرى لاستظهار قدراتنا الفائقة على تدمير هويتنا الثقافية.
ربما لا نزال نتمسك بالزلابية و البوراك والشوربة لنشعر بأننا في رمضان لكننا تخلينا عن تلك الروح التي كانت تجمعنا على طاولة الفطور، فقدنا بوصلة الإحسان والحس المدني الذي كان يحرك حملات تنظيف الأحياء وطلاء البيوت و عمليات التضامن السرية والخوف على أمن وراحة  الجار قبل الأهل.
هكذا يجب أن يكون رمضان،  لكنه للأسف اقتصاديا يعد  خسارة و اجتماعيا  خطوة أخرى للابتعاد عن نسق اجتماعي ،  صمد في وجه الاستعمار لكنه تهاوى على يد أبناء هذا الوطن.
النصر

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com