تحقّق حلمها بعد 30 عاما من الشغف و الانتظار: المهندسة جميلة 57 عاما تفتّك البكالوريا بمعدل 15.39

 تمكنت السيدة جميلة جرورو، البالغة من العمر 57 عاما ، من افتكاك شهادة البكالوريا بمعدل 15,39 من 20  ، لتتمكن من دراسة اللغات الأجنبية، بعد غياب عن الامتحانات دام 30 سنة، بعد حصولها على البكالوريا في شعبة الرياضيات و تخرجها من الجامعة سنة 1991 و عملها كإطار في الجماعات المحلية، على مشارف التقاعد.
و أكدت السيدة جميلة أن إصرارها على النجاح في البكالوريا، للمرة الثانية، نابع من حبها للغات الأجنبية المختلفة، و رغبتها في التخصص فيها.
عندما توجهت النصر إلى منزلها العائلي، وجدناها في انتظارنا رفقة شقيقتها،
 و  كانت الفرحة بادية على وجهها، قالت لنا " توقعت النجاح في البكالوريا، لكن ليس بالمعدل الذي حصلت عليه، لكوني تعرضت لوعكة صحية خلال فترة الامتحانات، و  بفضل تشجيع و مرافقة أختي عزيزة ، أتممت الامتحانات  بصعوبة".
  و تحدثت جميلة عن الصعوبات الأخرى التي واجهتها و جعلتها تحضر لاجتياز البكالوريا خلال  شهرين فقط، و ذلك بعد شهر رمضان مباشرة، قائلة " التحضير لشهادة البكالوريا، كان في وقت ضيق، خلال شهري أفريل و ماي الفارطين فقط، و كانت المذاكرة صعبة خلال شهر رمضان، لأنني كنت أعمل بالبلدية و أعود منهكة إلى البيت".
و أضافت أنها أصيبت بفيروس كورونا، و أرغمها المرض على المكوث بالمنزل لمدة شهرين، و أكبر فاجعة عاشتها هي وفاة شقيقتها الكبرى التي كانت بمثابة أمها الثانية، و كل تلك الظروف جعلتها تكاد تفقد الأمل في تحقيق حلمها و هو اجتياز شهادة البكالوريا في شعبة اللغات الأجنبية.
و أكدت المتحدثة أنها كانت منذ صغرها تحب اللغات، و تطمح لدراستها، لكن الظروف جعلتها تدرس في شعبة الرياضيات ،و تحصلت على البكالوريا سنة 1985 في ذات الشعبة، و التحقت بجامعة بجاية لمتابعة دراستها، إلى أن حصلت على شهادة مهندس دولة في الري، و عملت كإطار ببلدية جيجل، لكنها لم تتخل عن حلمها ، و تعلمت بالموازاة مع عملها اللغة الإسبانية بمدرسة خاصة، و واصلت تعلم الإنجليزية.
و بعد سنوات، قررت  العودة إلى الدراسة و سجلت نفسها في شعبة اللغات الأجنبية، و قررت اجتياز البكالوريا هذا العام، قالت السيدة جميلة بهذا الخصوص" شغفي الكبير و حبي للغات الأجنبية الذي استمر لسنوات، جعلني أقرر اجتياز شهادة البكالوريا".
عن طريقة تحضيرها للامتحان، قالت أنها كانت جد عادية، استغرق شهرين بسبب الظروف التي مرت بها،  مشيرة إلى أنها ركزت على المواد التي معاملها خمسة، و هي الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية و العربية، و اعترفت بأنها واجهت صعوبات في مواد الحفظ.
و أضافت بأن اقتناعها بهدفها و إصرارها على تجسيده و ثقتها الكبيرة بالله، عوامل دفعتها للمضي قدما نحو تحقيق حلمها، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن تدرس اللغة الإسبانية بالجامعة، لكن لعدم وجود هذا التخصص بجامعة جيجل، جعلها تختار دراسة اللغة الإنجليزية.
كـ. طويل