* طبعة حطمت كل الأرقام و عززت التكامل القاري * أكثر من 48,3 مليار دولار قيمة اتفاقيات المعرض * مشاركة 20 قائدا ورئيس حكومة بينهم 14 رئيس دولة * أكثر من ثلاثة...
* الشروع في مرافقة و تمويل 30 مؤسسة مشاركة في هذه التظاهرةأعلن وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، أمس...
تشهد المعارض التجارية للمستلزمات المدرسية التي تم استحداثها على مستوى مجمل الولايات إنزالا من قبل ممثلين عن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق...
تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي، في عمليات متفرقة عبر التراب الوطني خلال الأسبوع الماضي، من القضاء على إرهابيين اثنين، فيما سلم آخر نفسه للسلطات العسكرية،...
أكّدت الحائزة على أعلى معدل في امتحانات شهادة البكالوريا بقسنطينة، التلميذة دعاء بوسنة، أنها شرعت في التحضير منذ سنتها الأولى في الطور الثانوي، حيث توضح أن دورة هذا العام قد تميزت بأسئلة غير متوقعة مقارنة بالسنوات السابقة معتبرة أن هذه المقاربة قد منحت للشهادة قيمتها، كما تحدثت عن حلمها في أن تصبح طبيبة مختصة في أمراض القلب، في وقت يقدم فيه والدها تفاصيل عن المرافقة التي وفرها لابنته مع أفراد أسرتها وسفره إلى العاصمة من أجل الحصول على آخر المنشورات من الدعائم البيداغوجية من أجل استعمالها في التحضير.
نقلها: سامي حباطي
وقد شاركت “النصر” التلميذة المتفوقة ووالديها بعضا من فرحتهم في ساحة ثانوية سمية العريقة بشارع طريق جديدة في المدينة القديمة بقسنطينة، حيث تنقلوا للقاء مدير الثانوية الذي أبلغهم بتحقيق ابنتهم المرتبة الأولى على المستوى الولائي، بمعدل 18.67 في شعبة العلوم التجريبية، في حين تسرد علينا هي ووالدها تفاصيل رحلة التفوق على امتداد الطور الثانوي إلى غاية قطف ثمرة البكالوريا.
“بدأت التحضير للامتحان منذ السنة الأولى ثانوي”
وأوضحت المتفوقة دعاء بوسنة أنها لم تواجه صعوبات في أي من المواد، باستثناء مادة اللغة العربية، التي قالت إنها استصعبتها قليلا وتعتبر أن مستواها ضعيف نسبيا فيها مقارنة بغيرها، كما أشارت إلى أنها لم تكن تميل كثيرا إلى دراستها، في حين أضافت أنها منحت جميع المواد ما يكفي من الوقت والجهد في الدراسة والتحضير. وأضافت المتفوقة أن تحضيراتها للبكالوريا لم تقتصر على السنة الدراسية النهائية فقط، وإنما كانت طيلة ثلاث سنوات، رغم تأكيدها بأن الجهد الذي بذلته للدراسة قد تزايد في السنة الدراسية الأخيرة، حيث كانت تبدأ المراجعة من الرابعة صباحا إلى نهاية اليوم، و”لا تفعل أيّ شيء آخر غير الدراسة”، قبل أن تضيف قائلة “لقد قسّمت وقتي بين التّحضير للبكالوريا والعبادة بقراءة القرآن والذّكر والصّلاة”.
وردت دعاء على سؤال “النصر” حول طبيعة شعورها في اللحظة التي تم فيها تبليغها بأنها حققت المرتبة الأولى على مستوى ولاية قسنطينة، بالقول إنها فرحت كثيرا رغم أنها كانت تطمح إلى تحقيق معدل أكبر في البكالوريا. وأضافت أن غبطتها برؤية فرحة النتيجة على وجوه والديها وأفراد أسرتها يفوق ما يمكن أن يستوفيه الوصف، حيث اعتبرت أن الشكر موجه إليهم بالدرجة الأولى، فضلا عن عائلتها الكبيرة، الذين ذكرت منهم جدتها وعمها الذي قام بتربيتها وأبناء أعمامها وجميع الأفراد الآخرين، مشيرة إلى أنهم ساعدوها وشجعوها دائما. ونبهت محدثتنا أنها اطلعت على نتيجتها في البكالوريا من خلال رسالة نصية، قبل أن يتم إبلاغها بأنها الأولى على مستوى الولاية.
وتتصدر دعاء بوسنة النتائج الدراسية طيلة مسارها، حيث أوضحت أنها دائما ما تأتي في المرتبة الأولى، كما أنها حققت المرتبة الثانية ولائيا في شهادة التعليم المتوسط بمعدل مقدر بـ19.14، بينما عادت إلى التأكيد على أنها كانت تطمح إلى الوصول لمعدل 19 في البكالوريا. وأفادت المتفوقة أنّ طريقة طرح الأسئلة قد اختلفت في مواضيع دورة هذه السنة من الامتحان، حيث أدرجت الكثير من الأسئلة التي لم يتوقعها المترشحون، وشرحت أنها خرجت عن إطار الأسئلة المعتادة التي اعتمدها التلاميذ في التحضير، لكنها أثنت على هذه المقاربة واعتبرت أن معدّي المواضيع “قد أعطوا للبكالوريا حقها”.
“تلقيت الدروس الخصوصية في المواد العلمية الأساسية”
ورغم نبوغ دعاء وتفوقها منذ الأطوار الدراسية الأولى، إلا أنها أكدت أنها تلقت الدروس الخصوصية في المواد العلمية الأساسية، وهي كل من الرياضيات والعلوم والفيزياء من السنة الأولى، بالإضافة إلى اللغة العربية التي وجدت ضرورة لتلقي دروس خصوصية فيها بسبب الضعف الذي لمسته فيها، لكنها لم تتجاوز معدل اثنتي عشرة حصة فيها، مثلما قالت، حيث أوضحت أن والدها تكفل بمساعدتها في دراسة اللغة الفرنسية، فضلا عن أفراد أسرتها الآخرني الذين ساعدوها في دراسة مواد أخرى والتحضير لها.
وأفصحت لنا دعاء بوسنة عن نيتها في اختيار تخصص الطب لتحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة مختصة في أمراض القلب، فيما وجهت رسالة للتلاميذ الذين رسبوا خلال هذه الدورة، أكدت فيها على ضرورة تقبل الأمر بالاستناد إلى “كونه مقدرا بالحكمة الإلهية”، مشددة على أن الرسوب لا يعني الفشل، وإنما يمكن للتلاميذ الراسبين أن يعيدوا السنة ويحققوا نتائج جيدة في العام القادم، في حين أكدت في توجهها للتلاميذ المقبلين على المرحلة الثانوية أن شهادة البكالوريا ثمرة جهد ثلاث سنوات، من السنة الأولى إلى النهائية، ولا تقتصر على التحضير في السنة الأخيرة فقط.
والد التلميذة: كنت أسافر للعاصمة لشراء كتب الحوليات لابنتي
وقال والد دعاء، الدكتور حسين بوسنة، أن ابنته متفوقة منذ صغرها، حيث نالت شهادة التعليم الابتدائي بمعدل جعلها في مصاف الأوائل في الولاية، فضلا عن التفوق الذي حققته في التعليم المتوسط. وأضاف الوالد أنه تكفل بتوفير كل الدعائم البيداغوجية لابنته دعاء خلال التحضير لامتحان شهادة البكالوريا، حيث أوضح أنه انخرط معها في التحضير لشهادة البكالوريا منذ سنتها الثانية في طور الثانوي، من خلال البحث عن التمارين في مواقع الانترنيت أو في الكتب، كما أكد أنه كان يسافر إلى العاصمة من أجل اقتناء كتب الحوليات الخاصة بشهادة البكالوريا، ليضيف بالقول “لم يصدر كتاب حوليات إلا وقمت بشرائه وتوفيره لها”.
وأكد الوالد أن ابنته جادة في الدراسة والتحضير، حيث أوضح أنها لم تبذل أقصى الجهد في سنتها النهائية، وإنما انطلقت في التحضير من السنة الأولى في طور الثانوي. أما عن حلم ابنته دعاء في الالتحاق بمجال الطب، فعبر الدكتور بوسنة المختص في الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي ابن باديس عن سعادته الغامرة بالأمر، مشيرا إلى أن ابنته محبة للطب منذ صغرها، حيث كانت وهي طفلة، تحمل سماعات الطبيب وتضعها على جسم جدتها وتخبرها أنها “ستعالجها، ثم تقوم بالخربشة في ورقة بيضاء وكأنها تحرر لها وصفة طبية”، مثلما روى محدثنا.
ولفت الدكتور بوسنة إلى أنه كان يتوقع أن تحقق ابنته التفوق، بل وتوقع أن لا يقل معدلها عن 19، مثلما أكد، حيث ذكر أن أفراد الأسرة قاموا بمقارنة إجاباتها مع التصحيح النموذجي للمواضيع ووجدوا أنها قد تتجاوز عتبة التسعة عشر، لكن رغم ذلك، لم يجانب الدكتور بوسنة ووالدة دعاء الفرحة الخالصة الأولى عند الاطلاع على النتيجة، ليضيف بالقول “لقد متُّ فرحا عندما اتصل بي مدير الثانوية ليخبرني أنها ظفرت بالمرتبة الأولى”. وقد نبه محدثنا في كلمة أخيرة، إلى أن ابنته حافظت على نفس الأساتذة في الدروس الخصوصية ولم تغيّرهم، مؤكدا هو الآخر أن التحضير للبكالوريا لا يمكن أن يقتصر على السنة الأخيرة، وإنما السر في النجاح يكمن في الشروع في العمل من السنة الأولى ثانوي.
مدير ثانوية سمية: مؤسستنا حققت التفوّق في سنوات سابقة
من جهته، هنأ مدير ثانوية سمية التلميذة دعاء على تفوقها على المستوى الولائي، حيث أشار إلى أن التلميذة دعاء قامت بجهود جبارة خلال السنوات الثلاث للطور الثانوي، في حين أوضح أن مؤسسة سمية قد سبق وأن احتلت المراتب الأولى في النتائج الإجمالية على مستوى الولاية، كما سبق وأن احتل تلاميذ المراتب الأولى على المستوى الولائي في بعض السنوات في شعب مختلفة، في حين أشار إلى أن الفضل في تفوق دعاء يعود أيضا إلى الطاقم الإداري والأساتذة والمؤطرين في الثانوية، إلى جانب أفراد عائلتها.
س.ح