انطلقت، أمس الأول، بمدينة تيزي وزو، فعاليات الصالون الوطني للصيدلة والصحة «جرجرة فارما إكسبو 2025»، في طبعته الأولى، وذلك على مستوى ملعب «حسين آيت...
* لجان محلية لمتابعة الدخول المدرسي منذ اليوم الأول lاجتماع تنسيقي شهري مع الولاةأسدى وزير الداخلية والجماعات المحلية و النقل، السعيد سعيود، جملة من...
أعلنت الحكومة عن تخصيص إعانات تتراوح بين 80 ألفا إلى 100 ألف دينار، لتمكين العائلات بدون دخل من الانخراط في برنامج الأسرة المنتجة الذي يهدف إلى دعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس بنيويورك، أن الجزائر وكما تعهد به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لن...
حلّت الجزائر في ذيل ترتيب الدول التي يستقطب تنظيم داعش أفرادها، إلى درجة أن أحد المختصين الأمريكيين في قضايا الإرهاب تساءل عما إذا كانت بلادنا أخذت لقاحا ضد داعش، في تعليق على إحجام الجزائريين عن الالتحاق بالتنظيم مقارنة بجيرانهم. ويستدعي الجواب على تساؤل صاحب التعليق، الرجوع إلى تاريخ «الحالة» الجزائرية وقصتها مع الإرهاب والتطرف التي أكسبتها فيما بعد مناعة ضد الفوضى، جعلتها تتعامل بحذر حتى مع مطالبها وحاجاتها الملحة.
فالدولة الفتية التي انتزعت استقلالها بعد حرب مدمرة مع قوة أطلسية استخدمت كل الأساليب غير الإنسانية لإدامة الاحتلال، امتحنت في وجودها، وهي لم تستكمل بعد عقدها الثالث، حين تحوّل انفتاحها على التجربة الديمقراطية إلى حرب أهلية، اجتهدت مخابر أجنبية في إطالتها مستفيدة من سوء تدبير وعناد داخلي لفاعلين أجابوا بالعنف على مسألة سياسية، فكانت النتيجة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمرحلين من قراهم، و ملايير الدولارات من الخسائر، وآثار صدمات نفسية على أكثـر من جيل. وقد عاشت الجزائر محنتها في الظلام، حيث لا فضائيات تنقل المأساة ولا شبكات تواصل اجتماعي ولا هواتف نقالة تسهل الاتصالات.وبقدر ما كانت الآثار وخيمة بقدر ما أكتسب الجزائريون مناعة ضد المغامرات السياسية والاجتماعية، فأصبحوا يقدمون الأمن عن حاجاتهم ويتعاطون بحذر مع الرياح الخارجية، لذلك فشلت محاولات ضم الجزائر إلى بلدان الربيع العربي الذي ثبت فيما بعد أنه لم يكن ربيعا، ولذلك أيضا كان ظهور داعش بالنسبة لهم تمثيلية مكررة، معروفة التفاصيل سلفا، فقد بات الحجاب بالنسبة لهم مرفوعا عن التنظيمات الإرهابية التي يستخدم محركوها الدين لتحقيق أجنداتهم، مستغلين الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية وحاجة بلدانها الملحة إلى الحرية والديمقراطية.
كما أن الأجيال الجديدة من الجزائريين قطعت مع التطرف الديني وانفتحت على العالم ولم تعد تبحث عن ملجأ في الماضي، حتى وإن أبدت تمسكا بقيمها، وباتت تبحث عن فرص للعيش الكريم في دولة مستميتة في طابعها الاجتماعي تحرص على رعاية الفئات الهشة وعلى مجانية التعليم والخدمات الصحية وتحسين إطار المعيشة رغم الهزات الاقتصادية التي مرت بها ، لكل ذلك لا يجد دعاة الفتنة وموظفو «الجند» مستمعين في الجزائر، ويجدونهم حتى في دول أوروبية اكتشف العالم أخيرا أنها تصدر المقاتلين الذين تحوّلوا إلى قنابل موقوتة في بلدانهم، وقد أصبحوا «مجاهدين» عائدين من جبهات القتال وعلى أتم الاستعداد لمقارعة السياسات العنصرية الإقصائية والانغلاق الهوياتي الذي أصاب أوروبا، مقدمة الدروس في الحريات ، ومبتدعة حق التدخل لأسباب إنسانية أو لإشاعة الديمقراطية.
قد يكون إحجام الجزائريين عن اللعبة الإرهابية مدعاة فخر، لكنه سيكون أيضا مناسبة لتنبيه الجميع إلى ضرورة تعزيز البناء الوطني بنظام تعليم يؤهل الإنسان الجزائري لكي يكون فاعلا في زمنه، وبمنظومة إعلامية غير مدعوشة،
و باقتصاد متين وحقيقي غير قابل للانهيار وقبل ذلك وبعده بديمقراطية تستوعب جميع الجزائريين.
النصر