تسعى وزارة الصناعة إلى تعبئة الكفاءات الجزائرية من خبراء ومهندسين وتقنيين داخل وخارج الوطن، بهدف إنشاء المجلس الوطني للخبرات في مجال صناعة السيارات...
• تشييع الجثامين في أجواء جنائزية مهيبةوقف، أمس، وزير الداخلية و الجماعات المحلية ووزير الشؤون الدينية و ممثل وزارة الخارجية، وقفة ترحم بمقر الوحدة...
من 4 إلى 10 سبتمبر، تتحول العاصمة الجزائرية إلى مركز حيوي للتجارة الإفريقية، فالطبعة الرابعة من المعرض التجاري الإفريقي البيني(IATF) ، ليست مجرد حدث...
جدّد وزير التجارة الداخلية وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، التزام قطاعه بالتنفيذ الصارم لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى...
في خضم ما ينسب لقطاع التربية من إخفاقات عند كل امتحان مصيري أو حراك اجتماعي، تحيلنا حالات المتفوّقين هذا العام إلى قراءات مختلفة بعيدا عن الحكم بالفشل أو النجاح المطلق للمنظومة التربوية، لما تتضمنه قصص أصحاب أعلى المعدلات من مؤشرات تحمل في طياتها مشروع إصلاح تربوي يبدأ من العائلة وينتهي عند قاعة الامتحان، إلا أنه لا يتطلب أكثر من العودة إلى مفهوم التعليم بشكله البسيط.
أول ما يلفت الانتباه في نتائج البكالوريا أو التعليم المتوسط وحتى الابتدائي هذا الموسم، أن المؤسسات التربوية الواقعة في مناطق ريفية وجبلية تفوّقت على مدارس الوسط الحضري، وأن من حقّقوا أعلى المعدلات أبناء عائلات متوسطة وفقيرة، مسارهم المهني لا يخرج عن المدرسة العمومية، كما يشترك الأوائل في كونهم محدودي التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي ويستعملون الانترنت في البحث وفقط، والنقطة الأهم أنهم ممن لم يكترثوا لقضية التسريبات وتحاشوا اختيار أسئلة تم تداول إجاباتها ساعات قبل الامتحان.
قصة خديجة راعية الغنم بريف المسيلة التي حازت أعلى معدل في شهادة التعليم المتوسط و مريم المقيمة في قرية جبلية بجيجل و التي تحدت الصعاب بهدوء لتقلب الفقر إلى نجاح، أما كنزة التي لم تفكر في فتح حساب على فيسبوك رغم كونها تقطن بمدينة وهران فقد تصدرت قوائم الناجحين في الامتحان المصيري بل وحققت أعلى معدل في تاريخ البكالوريا في الجزائر.. هي نماذج تعيدنا إلى التعليم بمفهومه الخالص دون شوائب ولا مغريات، حيث لا دروس خصوصية ولا لوحات إلكترونية ولا هواتف نقالة للإعانة على الفهم، ولا رحلات نحو البحر والخارج للترويح عن النفس.. أدوات أولياء من تميزوا هذا الموسم لم تخرج عن الحرص الشديد على مستقبل أبنائهم ومنعهم عن المغالاة في استعمال الانترنت ومعاملتهم دون تفضيل لأنهم ورغم بساطة ظروفهم فهموا أن الشهادة لا تساوم بحذاء ولا بوجبة شواء، وأن الدراسة مبنية على المثابرة والجدية و فقط..
الدرس لقنته كنزة وأخواتها لبقية التلاميذ حينما قالت بالحرف الواحد "تعمدت عدم الإجابة على أسئلة سربت وليس لدي حساب على فيسبوك"، الفتاة لخصت مشكلة جيل بأكمله تاه في غياب ضوابط يفترض أن يحرص الأولياء على فرضها، فبينما أظهر كبار فرحة عارمة بتسريبات سهلت الامتحان على أبنائهم بل وساعدوهم في البحث عمن يجيب على الأسئلة المسربة في ليال بيضاء قضوها جريا وراء القرصنة ، كانت مريم وأماني صاحبتا أعلى معدلين في الجزائر تراجعان دروسهما بحثا عن نجاح حقيقي لا مكان فيه لذكاء الهواتف ومراوغات الغشاشين وتسريبات نجاح موهوم.
إصلاح التعليم إذا لا يمكنه أن يتحقق دون تقويم شامل للمجتمع وعودة للقيم الأساسية للتعليم الذي لا يمكن فصله عن التربية، عدا ذلك تبقى المقررات والمناهج مادة يسهل تكييفها ومراجعتها، لكن الأصعب هو كيف نعيد للمدرسة حرمتها وللمعلم هيبته وللنقطة مكانتها حتى نحسن قياس وتذوق النجاح.. الإجابة نجدها عند الاقتراب من ظروف من كانوا على رأس الناجحين لأخذ العبرة بدل البحث عن مبررات للإخفاق وطرق للنجاح وفقط.
النصر