أكد وزير الاتصال محمد مزيان، أمس السبت، بأن الجزائر تواجه هجمة إعلامية عنيفة منذ شهر أوت الفارط مرت بمراحل عدة واتخذت أشكالا متعددة ومتنوعة، واستعر...
دعا إبراهيم بوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، إلى تحرك برلماني عربي موحد وفعّال يكسر جدار الصمت حول ما يجري من إبادة متواصلة في...
ستكون أول رحلة للحجاج نحو البقاع المقدسة يوم 10 ماي الجاري، حيث تم تخصيص 12 مطارا على المستوى الوطني لهذه العملية، حسب ما أفاد به وزير الشؤون...
أعلنت وزارة التربية الوطنية، أمس، عن انطلاق عملية سحب الاستدعاءات بالنسبة لامتحان شهادة التعليم المتوسط، لدورة جوان 2025، اعتبارا من اليوم الأحد...
أعتمد على مرفقي في تلبية احتياجاتي و تغيير نظرة المجتمع قضيتي
تعتبر نسيمة يسعد ، رئيسة جمعية رواد الأمل لذوي الإعاقة بولاية قسنطينة ، و التي تعاني من تشوه خلقي على مستوى الأطراف العليا ، بأن المعتقدات القديمة التي يحملها المجتمع عن المعاق، لا تزال راسخة ، فلا يزال الكثيرون ، حسبها، يتطيرون منه و يتجنبون رؤيته في بعض الأوقات و الحالات، خوفا من انقطاع رزقهم أو اعتقادا منهم بأنهم سينجبون أطفالا معاقين مثلهم، مضيفة بأنه و بالرغم من الإعاقة التي تعاني منها و قسوة الظروف التي تعيشها، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام تحقيق طموحاتها العلمية و هوايتها في فن الرسم و كتابة قصص الأطفال.
نسيمة يسعد قالت للنصر بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة المصادف ليوم ميلادها 3 ديسمبر، بأنها تعاني من تشوه خلقي على مستوى الأطراف العليا ، فقد ولدت دون يدين، و لديها إصبع واحد موصول بمرفقها ، غير أن ذلك لم يمنعها من ممارسة هوايتها في الرسم و كتابة القصص ، حيث تبدع رسومات مميزة أبهرت كل من وقعت عيناه عليها حتى كبار الفنانين ، و أشارت إلى أنها و منذ كانت تدرس في السنة الثالثة ابتدائي تهوى الرسم، إذ تقضي معظم وقتها في رسم المناظر الطبيعية و بورتريهات و غيرها، و قد ظلت تعكف على تطوير موهبتها، بمساعدة أخيها المفقود الذي كان رساما و الذي كان يجمع لها الصور و اللوحات لتعيد رسمها، إلى غاية اجتيازها لشهادة البكالوريا و حصولها على شهادة ليسانس.
يؤلمني اعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة نذير شؤم
و بخصوص كيفية حملها القلم لرسم لوحات رائعة و مبهرة ، قالت بأنها تحمل القلم بمرفقيها و الإصبع الموصول بأحدهما، و ترسم ما تتخيله و ما تقع عيناها عليه ، لتبدع رسومات يعتقد من يشاهدها للوهلة الأولى بأنها التقطت بآلة تصوير، و ليست مرسومة بمرفقي شابة تعاني من إعاقة حركية، كما أنها تكتب بهما قصصا تربوية و هادفة للأطفال، حيث سبق و أن نشرت قصصها في عدة جرائد ، و من أبرزها «اللؤلؤ و الفأر» .
الرسامة و الكاتبة الهاوية نسيمة التي تبلغ من العمر 44 عاما، لم تحرمها إعاقتها من تحقيق هدفها العلمي و هو الحصول على شهادة ليسانس في علم النفس العيادي، و قد تمكنت بكل جدارة و استحقاق من اجتياز كل المراحل التعليمية و افتكاك شهادة ليسانس في التخصص الذي طالما تمنت دراسته ، غير أنها لم تتمكن من الظفر بمنصب عمل، لأن الناس يعتقدون بأن المعاق غير قادر على أداء مهامه كما يجب ، و في الواقع ، كما قالت، يستطيع القيام بها على أحسن وجه، و أفضل من الذين يتمتعون ببنية جسمانية سليمة، ما جعلها تؤسس جمعية ثقافية سياحية ذات طابع اجتماعي، تحمل اسم «رواد الأمل لذوي الإعاقة بولاية قسنطينة»، للاهتمام بمواهب و إبداعات المعاق و تهيئة المحيط و دعمه ، بمساعدة حرفيين متطوعين في فن الزجاج و الجبس. و أضافت بأنها تحمست للجمعية بعد أن لاحظت بأن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يميلون كثيرا لفن الرسم و الأشغال اليدوية.
محدثتنا قالت بأن المشاكل التي تواجهها تتعلق خاصة بنظرة المجتمع إلى المعاق، التي تعتبرها سلبية و تشاؤمية ، لأن معتقدات قديمة لا تزال راسخة في ذهنيات أفراد المجتمع، حيث أن الكثيرين، حسبها، و من بينهم النساء الحوامل ، يتجنبون النظر إليها، خوفا من إنجاب أبناء معاقين، كما أن الكثيرين يرفضون التحدث إليها في الصباح، لأنهم يعتقدون بأن هذه الفئة تتسبب في قطع الرزق. و يعتبرون المعاق فاشلا و غير قادر على أداء أي مهمة توكل إليه.
و أضافت نسيمة بأنها شاركت في عديد المسابقات، غير أنها لم تنجح و السبب، حسبها، تلك المعتقدات الخاطئة و الأفكار المسبقة، و دعت المجتمع إلى التخلي عنها .
أسماء بوقرن