قُدِّم أمس الأول، مقاول وموظف سابق بمديرية التعمير والبناء، فضلا عن آخر يعمل بهيئة عمومية، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة، بعدما أثبتت تحقيقات باشرتها مصالح الأمن، تورطهم في قضايا فساد وتضخيم فواتير، و استعمال مواد غير مطابقة لدفاتر الشروط في مشاريع التهيئة، التي استفادت منها المدينة في إطار مشاريع عاصمة الثقافة العربية التي نظمت سنة 2015.
القضية عالجتها مصلحة الشرطة القضائية بقسنطينة، حيث أورد بيان عن خلية الاتصال بمديرية الأمن الولائي أنه وفي إطار جهود  مصالح الأمن في حماية الاقتصاد الوطني،  فقد قدمت الفرقة الاقتصادية و المالية ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 38 و 58 سنة، أمام النيابة المحلية، بعدما تورطوا في قضايا  منح والحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية وإساءة استغلال الوظيفة، وكذا عدم التصريح الجبائي و ممارسة نشاط تجاري دون قيد في السجل التجاري.
وقد باشرت الفرقة الاقتصادية والمالية التحقيقات في هذه القضية بحسب ذات المصدر، بناء على تعليمة نيابية صادرة عن وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة، بخصوص تجاوزات متعلقة بإبرام صفقات غير مستوفية للشروط القانونية ذات صلة بتنظيم تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، حيث تتعلق هذه المخالفات بمجال البناء و التعمير و تخص إنجاز مشاريع تهيئة خارجية و فضاءات تسلية، فضلا عن وجود اختلالات في   نوعية و أسعار المواد الأولية و التجهيزات التي تم اقتناؤها.
وأكدت مصادر أمنية متطابقة للنصر، أن القضية تشرف على متابعتها الغرفة الخامسة بمحكمة الزيادية، حيث توبع فيها كل من المسمى «ب.س» موظف بمديرية التعمير، فضلا عن آخر يعمل بهيئة عمومية أخرى يسمى «خ.ف» ، في حين أن المقاول المتورط «ب.ح» وهو الذي كلف بإنجاز مشروع تهيئة شارع عواطي مصطفى «طريق سطيف»، قام باقتناء مواد غير مطابقة لما هو موجود في دفتر الشروط.
كما مست التحقيقات فضاء اللعب بذات الحي الذي كلف الخزينة العمومية قرابة 4 ملايير سنيتم، في حين أن تكاليف إنجازه أقل من هذا الرقم بكثير، فضلا عن فضاءات تسلية أخرى على غرار ساحة أحمد باي، و كشفت التحريات أيضا عن وجود تضخيم في أسعار الألعاب بساحة «طريق سطيف»، و عن تلاعب في أسعار إنجاز السلالم والمواد الأولية المستعملة في العديد من مشاريع التهيئة بوسط المدينة، التي تكفلت مديرية التعمير بالإشراف عليها ومتابعتها، في إطار مشاريع عاصمة الثقافة العربية. و ذكرت مصادرنا أنه تم الإفراج عن المتهمين الثلاثة فيما تتواصل التحقيقات في هذه القضية.
وقد عرفت مشاريع عاصمة الثقافة العربية جدلا واسعا قبل انطلاقها، سواء فيما تعلق بطريقة إسناد المشاريع أو الأغلفة المالية الضخمة التي رصدت لها، إذ أثير لغط كبير حول نوعية المواد المستعملة في مشاريع التهيئة بوسط المدينة على غرار «طريق سطيف»، فضلا عن «شارع فرنسا» الذي تدهورت وضعيته بشكل كبير بعد أسابيع قليلة من إنجازه، إذ تم جلب حجارة مستوردة من إيطاليا لكنها سرعان ما اقتلعت من مكانها، كما لم تكتمل الأشغال إلى حد الساعة بساحة أحمد باي «دنيا الطرائف» بسبب عيوب تقنية، تسببت في عدم دخول الأكشاك التي تم اقتناؤها بأزيد من ملياري سنتيم، الخدمة إلى حد الساعة، فيما ألغي مشروع تهيئة شارع بلوزداد وتم الإكتفاء بالخرسانة المطبوعة بعد اقتلاع البلاط.                 
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى