يعاني الكثير من الأشخاص من دوالي الساقين، لدرجة أن هذا  المشكل أصبح مصنفا كواحد من الأمراض الأكثر شيوعيا بين مختلف الشرائح العمرية، و مع ذلك تبين الدراسات بأن النساء يصبن به أكثر من الرجال، و بأن تبعاته لا تتوقف عن حد الشعور بآلام كبيرة، بل  تستدعي عناية خاصة قد تتطلب علاجات جراجية لبعض الحالات المستعصية.
من الطبيعي جدا أن تبرز الأوردة الدموية المنتفخة و الملتوية تحت جلد الساقين، لكن الأمر يختلف إذا ما ظهرت في أجزاء أخرى من الجسم، لأنها ستصنف كأوردة عنكبوتية، وهي من المشاكل الأكثر شيوعا، إذ تصيب الشعيرات الدموية و تظهر على الساقين و حتى الوجه.
و يعود السبب وراء حدوث دوالي الساقين إلى ضعف صمامات الأوردة المسؤولة عن نقل الدم، ما يؤدي إلى رجوعه في الاتجاه المعاكس و تجمعه داخلها، مسببا انتفاخا و تضخما و هي الحالات التي يربطها الأطباء بعوامل كثيرة منها التقدم في السن، وهي مرحلة تفقد خلالها الأوردة  و الصمامات مرونتها، كما يعد الوزن الزائد أيضا من بين العوامل المساعدة على ظهور دوالي الساقين و ذلك نتيجة الضغط الإضافي الذي يلقيه على الأوردة، فضلا عن الوقوف مطولا أو الجلوس مطولا مما يمنع تدفق الدم.
و تعد النساء بحسب الدراسات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال، و ذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تسبق الدورة الشهرية أو ما بعد سن اليأس، كما يندرج تناول قدر كبير من حبوب الحمل ضمن المسببات كذلك، وكلها عوامل تؤدي مجتمعة إلى ارتخاء جدران الأوردة، كما تتعرض النساء الحوامل للإصابة بالدوالي  نتيجة لزيادة حجم الدم في الجسم، و بالمقابل نقص تدفقه باتجاه القلب، وهي حالة مؤقتة تختفي  في غضون  3اشهر إلى  سنة بعد الولادة، كما تؤكد الدراسات أن لعامل الوراثة أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض.
أما بالنسبة للأعراض، فيمثلها ظهور الأوعية الدموية باللونين البنفسجي أو الأزرق و انتفاخ الكاحلين و القدمين خاصة بعد الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة، مع الشعور بثقل و ألم في الساقين، و تشنجات و نبضات فيهما، بينما قد يعاني المصاب من الحكة أسفل الساقين و هي الأعراض التي تؤثر على الحياة اليومية، خاصة عند تطورها، إذ يمكن أن تصل إلى نزيف الدوالي و تقشرها و تقرحها و تعرضها للإصابة بتقرحات الساق المزمنة. و قد يستوجب الأمر مراجعة طبية فورية في حال تحول لون الدوالي إلى الأحمر أو الإحساس بحرارة كبيرة عند اللمس، مما يهدد بمضاعفات خطيرة.
و إن كان الحل يبدأ من الرعاية الشخصية للمصاب كمماراسة التمارين الرياضية و خسارة الوزن الزائد و تفادي ارتداء الملابس الضيقة أو الوقوف و الجلوس لفترات طويلة، فإن العلاج الطبي يتطلب بارتداء الجوارب الضاغطة الموجودة في الصيدليات لما لها من دور في دفع الدم عبر الضغط التدريجي، و رفع الساقين لمدة 10 إلى 15 دقيقة، وه الجانب الطبيعي من العلاج، إضافة إلى تناول بعض الأدوية بإشراف من الطبيب، وتبقى الوقاية ممكنة من خلال تفادي مسببات المرض خاصة الجلوس و الوقوف، كما تحمي المرأة نفسها من دوالي الساقين بتفادي تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة.
إ.ز

الرجوع إلى الأعلى