الخميس 31 جويلية 2025 الموافق لـ 5 صفر 1447
Accueil Top Pub
على هامش زيارة الرئيس اللبناني إلى الجزائر: رئيس الجمهورية يستقبل وفدا إعلاميا لبنانيا
على هامش زيارة الرئيس اللبناني إلى الجزائر: رئيس الجمهورية يستقبل وفدا إعلاميا لبنانيا

استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، وفدا إعلاميا لبنانيا على هامش الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزيف عون...

  • 31 جويلية 2025
وزير العدل خلال تنصيب الرئيس الجديد لمجلس قضاء الجزائر: الإصلاح الشامل لقطاع العدالة من أبرز محاور البرنامج الرئاسي
وزير العدل خلال تنصيب الرئيس الجديد لمجلس قضاء الجزائر: الإصلاح الشامل لقطاع العدالة من أبرز محاور البرنامج الرئاسي

أشرف وزير العدل، حافظ الأختام، السيد لطفي بوجمعة، أمس الأربعاء، على مراسم تنصيب السيد محمد بودربالة رئيسا جديدا لمجلس قضاء الجزائر، مشيرا إلى أن...

  • 31 جويلية 2025
المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات: ناصري يبرز جهود الجزائر لتكريس نظام دولي عادل ومتوازن
المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات: ناصري يبرز جهود الجزائر لتكريس نظام دولي عادل ومتوازن

الوفد الجزائري غادر قاعة الجلسات خلال كلمة الكيان الصهيونيأبرز رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، أمس الأربعاء، الجهود التي تبذلها الجزائر، بتوجيه...

  • 31 جويلية 2025
حل أمس بالجزائر في زيارة رسمية: الرئيس تبون يجري محادثات ثنائية مع نظيره اللبناني
حل أمس بالجزائر في زيارة رسمية: الرئيس تبون يجري محادثات ثنائية مع نظيره اللبناني

فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية و التعاون الثنائي في شتى المجالاتأجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بعد ظهر أمس الثلاثاء، بمقر رئاسة...

  • 30 جويلية 2025

ابنته تتحدث للنصر في ذكرى رحيله: الأرشيف الفرنسي احتفظ بصور استشهاد عبد المالك قيطوني لـ 60 سنة

تتزامن الاحتفالات بثورة الفاتح من نوفمبر،  مع حلول الذكرى 62 لاستشهاد أحد رموزها ، إنه المسؤول السياسي و العسكري عن منطقة قسنطينة، الشهيد عبد المالك قيطوني، الذي أطلق اسمه على أحد شوارع قسنطينة بعد الاستقلال، و لا يزال خالدا في قلوب أفراد عائلته و ذاكرة الوطن و الثورة المجيدة، بنضاله وتضحياته و أيضا بابتسامته الدائمة التي تشبث بها، حتى عندما أرداه رصاص المستعمر شهيدا ، إلى جانب رفيق دربه عمار قديد، المدعو بوجغر، بعد معركة دامية في منطقة المنية.
الشهيد، كما قالت للنصر، ابنته الكبرى كلثوم قيطوني دحو، المديرة السابقة للمتحف العمومي الوطني سيرتا و الأستاذة الجامعية المتقاعدة، ، في وقفة للذكرى و العبرة ، ولد في 05 ماي سنة 1915 بالقرارم ، بولاية ميلة،  ثم انتقل مع عائلته للإقامة بولاية قسنطينة، وعمل لفترة كحلاق، ثم قرر أن يتعلم التفصيل و الخياطة و حصل على ديبلوم في الخياطة الرجالية الرفيعة، و تقاسم مع شريكه و صديقه عبد الوهاب عيساوي المدعو مصطفى، محلا في المدينة القديمة و آخر لاحقا بسكيكدة، و أشارت الباحثة و خبيرة الآثار، إلى أنها تعتمد على ذاكرتها لأنها من مواليد 1943، و عايشت و هي طفلة جزءا من نضال والدها، و كبرت بين أحضان الثورة التحريرية ، كما استندت إلى شهادات والدتها التي توفيت في 2013 و أقاربها و مجاهدين من رفاق الشهيد حول سيرة و مسار الشهيد.
بذور الوعي زرعها التجنيد الإجباري في الحرب العالمية الثانية

بعد سنوات من زواجه من أمها،  أدى والدها  الخدمة العسكرية الإجبارية في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية ، على غرار مئات الشبان الجزائريين، و التقى في ثكنة بمنطقة الألزاس و لورين، على الحدود بين فرنسا و ألمانيا، بالرئيس الأسبق أحمد بن بلة و عدد من مهندسي ثورة نوفمبر لاحقا، و أثمرت اجتماعات هؤلاء الشباب و مناقاشاتهم الليلية السرية، استنادا إلى شهادة أحد المجندين آنذاك و هو المجاهد دعاس يحيوش، عن وعي سياسي وتحليل عميق لوضعية وطنهم المستعمر و إقحامهم في حرب يخوضها عدوهم .
و عاد الشاب إلى وطنه و أهله و قد تغيرت نظرته إلى الكثير من الأمور، و أكمل فترة التجنيد في ثكنة القصبة، لكنه غادرها خلسة في 08 ماي 1945، بشهادة المجاهد بلعابد عمر، بالزي العسكري للمشاركة في المظاهرات و كان من الأوائل الذين حملوا العلم الجزائري قبل اندلاع الثورة المجيدة، و بعد أن هتف وطالب باستقلال وطنه ، بدأت القوات الفرنسية تفرق الجموع المحتشدة، فاضطر للفرار باتجاه حي السويقة و سلم العلم لأحد التجار، ثم عاد إلى الثكنة و قد عقد العزم أن يواصل النضال و يضحي بالنفس و النفيس إلى أن يغادر المستعمر كل شبر من أرضه الطاهرة .
«لوس» نواة الثورة التحريرية
انضم الشهيد إلى حزب الشعب الجزائري في نفس السنة، و احتل عدة مناصب و زاول عدة مهام و في مقدمتها توعية الشعب الجزائري خاصة في القرى و المداشر بأنه تحت هيمنة مستعمر سلبه حقوقه و أرضه و كرامته و عليه أن يسعى لتحرير وطنه، و كان يعقد بمحله للخياطة الرفيعة اجتماعاته مع المناضلين  و بعد سنتين انضم إلى حركة انتصار الحريات و الديمقراطية، ثم تم اختياره لتأسيس المنظمة السرية «لوس» التي انبثقت منها ثورة نوفمبر و جيش التحرير الوطني لاحقا.
و ذكرت لنا الأستاذة قيطوني دحو التي زرناها في بيتها العائلي بقسنطينة، أن والدها زار جبال الأوراس في سنة 1950 لأول مرة، حسب شهادة المجاهد الأخضر بن طبال، و أثناء حفرهما لخندق، سقط داخله الشيخ عبد المالك، كما يناديه أصدقاؤه و أقاربه، داخله و جرح و سال دمه، فقال لرفيقه «يا سي الأخضر بدأنا نكتب الثورة بالدم». و عندما تأكد بأن اسمه لم يسجل في قائمة المبحوث عنهم من قبل المستعمر آنذاك، نزل من الجبل وعاد إلى بيته وأهله ومحله، ليواصل نضاله السياسي.
وفي سنة  1955 تكفل بتنظيم الخلايا الثورية بقسنطينة، وكان يلتقي بالمناضلين على غرار ديدوش مراد و بلوزداد و عواطي مصطفى و بوضياف و غيرهم في محله بحي الحدادين للتشاور وتنسيق الجهود ، ثم كلف بجمع الاشتراكات و المساعدات والأدوية و العتاد و الأسلحة لدعم الثورة ، استنادا لمذكرات رفيق دربه عبد الوهاب عيساوي، كما كان يتكفل بإخفاء و تهريب المجاهدين الذين يلاحقهم المستعمر و خياطة الملابس للمجاهدين. و يعتبر قيطوني أول أمين مال ومسؤول عن الاتصال بمختلف الاطارات و الشخصيات الفاعلة ، فكان ماهرا في تفصيل و هندسة العلاقات بين المناضلين و المخططات السياسية و العسكرية، كما كان متحكما في تفصيل و خياطة البدلات الرجالية ، حرفته التي عشقها فانصهرت في واجبه الوطني النبيل، لكن عندما علم بأن فرنسا تستعد لاعتقاله مع مجموعة من المناضلين، قرر أن يلتحق برفاقه في الجبل لمواصلة رسالتهم البطولية.
و عندما سألنا خبيرة الآثار عن واقعة استشهاد والدها، غلبتها دموعها من شدة التأثر و الحزن، مؤكدة بأنها تشعر بأن كل ذلك وقع بالأمس، فالزمن توقف بالنسبة إليها لسنوات طويلة منذ زيارتها له، بمعية أمها و أختها و شقيقيها مرة في منطقة جبل الوحش و بالضبط في مزرعة عائلة بوخلخال، و رافقهما إلى هناك صديق والدها عيساوي، و في المرة الثانية زاروا الوالد بمنطقة الجباس، و وجدوا مجموعة من النسوة يحضرن الكسرة للمجاهدين ، و جرت هناك معركة كبيرة بين المناضلين و بينهم الشيخ عبد المالك و المستعمر، فاضطرت الأم إلى العودة إلى بيتها بقسنطينة رفقة أبنائها الأربعة سيرا على الأقدام، و تحملت اقتحام عناصر الجيش لبيتها من حين لآخر بحثا عن زوجها و لاستنطاقها، فكانت ترد عليهم بشجاعة لا تضاهى، فيعودون أدراجهم خائبين.
استشهاد الشيخ  عبد المالك خلال معركة مع العدو

و في الزيارة الثالثة و الأخيرة، التقت الأسرة بالشهيد في منزل عائلة القبقاب بعين الكرمة، و تتذكر المتحدثة حفاوة استقبالهم من قبل هذه العائلة ، و الفرحة التي كانت تقفز من عيني والدها و هو يراهم حوله، و لم يعترض عندما ارتدت كلثوم قشابية زميله رشيد عجالي و حملت سلاحه لتلتقط صور تذكارية، فقد تعلمت منه الشجاعة و الجرأة و الانفتاح على الحياة و الثقة بالنفس و حب العلم و الاستكشاف، فقد كان مثقفا باللغتين العربية و الفرنسية ، و شجع أبناءه على التعلم و الانخراط في صفوف الكشافة، دون أن يفرق بين الجنسين.
و أشارت الأستاذة قيطوني دحو أن الأستاذ الجامعي و الباحث في تاريخ الثورة علاوة عمارة، زود العائلة بوثائق جديدة، عثر عليها في الأرشيف الفرنسي قبل سنتين تقريبا، إلى جانب صور فوتوغرافية لوالدها مضرجا بالدماء، عندما استشهد رميا بالرصاص بيد المستعمر، إلى جانب  محاضر الدرك الفرنسي تثبت أن «سكانا مسلمين» قدموا معلومات لذات المصالح، مفادها أن «إرهابيين  «إثنين» يتواجدان بمنطقة المنية بقسنطينة، و بناء على هذه الوشاية تنقل الدركيون إلى ذلك المكان، و نشبت بينهم و بين الشهيد قيطوني و زميله عمار قديد، معركة قاوما خلالها باستماتة الأعداء، و انتهت باستشهادهما معا في أكتوبر 1957.بعد ثلاثة أيام نشرت جريدة  «لاديباش» في صفحتها الأولى أنه تم القضاء على منظمة إرهابية بقسنطينة و الفتك بإثنين من مسؤوليها «بضواحي  المدينة، أحدهما هو عبد المالك قيطوني، مسؤول منطقة قسنطينة ، و الثاني عمار قديد و تم العثور بحوزتهما على رشاشتين و 7 مسدسات آلية و كمية من الذخيرة و مذياعين و العلم الوطني الجزائري، و نقلت  صحيفة «لوموند» ذات الخبر.و أكدت لنا المتحدثة التي زرناها في بيتها العائلي،  أنها لا تزال تتذكر جيدا أنها شاهدت صحيفة «لاديبيش» التي تحمل الخبر المشؤوم فوق مكتب مدير مدرسة السلام عجالي العربي، عندما رافقت شقيقها حسني إلى المدرسة، فقلبها المدير حتى لا يطلعان على ما ورد فيها، لكن الجنود الطغاة علقوا صور الشهيد  عبر أحياء المدينة.
رسائل الإبنة إلى والدها الشهيد
  و رغم بكاء شقيقها و هلع والدتها، ظلت هي، كما قالت لنا، تعتقد بل تؤمن أن والدها سيعود يوما، فالشهداء لا يموتون، و عندما يعتريها الخوف تتذكر الآية الكريمة «و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون»،  و ظلت تنتظره كل يوم و تكتب له الرسائل و إلى أن استقلت الجزائر و خرجت مع ملايين الجزائريين للاحتفال بالحرية.  و عندما بدأ المجاهدون يعودون إلى بيوتهم و لم يعد والدها، استوعبت الحقيقة و تعرضت لانهيار عصبي، قبل أن تتغلب على حزنها و تواصل مساعدة والدتها في رعاية و تعليم إخوتها الثلاثة، بالعمل كخياطة،  ثم مارست عدة مهن أخرى، قبل أن تقرر مواصلة مسارها التعليمي، بتشجيع من والدتها و زوجها .
أكدت الباحثة للنصر أنها لا تزال تتذكر جيدا ملامح والدها، و وجهه البشوش و ابتسامته الدائمة و تتذكر أنها سألته ذات يوم «هل أنت مجاهد يا أبي؟»، فرد مبتسما «سأصبح مجاهدا عندما أموت»، و لم تفهم آنذاك أنه يقصد أنه سيظل يناضل من أجل استقلال الجزائر حتى يسقط شهيدا.
و أضافت أن الشهيد كان يحب زوجته و أبناءه لدرجة لا توصف، و كان يتكفل بخياطة ملابسهم و تلبية احتياجاتهم و يحرص على التقاط العديد من الصور التذكارية معهم، و تحتفظ  بالبيت العائلي لحد اليوم بكل تلك الصور و بعض مقتنيات رب الأسرة، كما كان يحظى بمكانة خاصة بين أصدقائه و جيرانه و كان من حين لآخر يردد أبياتا من الشعر الملحون من إبداعه.          إلهام.ط

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com