فيما استرجعت القردة مجالها الحيوي: الكورنيش الجيجلي يتحوّل إلى مكان موحش

فقد الكورنيش الجيجلي بريقه خلال، الأيام الأولى من شهر رمضان  ، حيث غابت العائلات و جلسات الشباب المعتادة، خصوصا قبل أذان المغرب لتبقى القردة والطيور وحدها سيدة المكان.
النصر تنقلت على طول الكورنيش عبر الطريق الوطني رقم 43 غرب مدينة جيجل و كانت الوجهة إلى بلدية العوانة، حيث كانت الطريق شبه خالية في حدود الساعة الخامسة مساء، سوى من  بعض السيارات التي كنا نقابلها في الاتجاه المعاكس بين الفينة و الأخرى، في حركة غير محدودة،  و كانت مختلف نقاط الجلوس  خاوية، في صورة تعتبر الأولى من نوعها، خصوصا و أن الكورنيش كان يشهد خلال، السنوات الماضية سيما في شهر رمضان، إقبالا كبيرا من العائلات.
خلال جولتنا عبر طريق الكورنيش الطويل، صادفنا سيارة متوقفة، كان على متنها أفراد عائلة متكون من  زوجين و أبنائهما الصغار، أخبرنا الزوج بأنه من زوار الكورنيش و يفضل زيارته باستمرار، خصوصا خلال العطلة الأسبوعية و يوميا في شهر رمضان، أين يقضي الساعات الأخيرة قبل أذان المغرب رفقة عائلته ،و قال أحمد "بصراحة هذه السنة و مع جائحة كورونا، تغيرت العديد من المعطيات، أنا في عطلة استثنائية كوني مريض بالسكري، إلا أنه من الصعب أن تظل طوال اليوم في المنزل و من عادتي زيارة الكورنيش و قضاء ساعات قبل الإفطار، أشم الهواء المنعش، رفقة زوجتي و أبنائي الصغار، إلا أنني وجدت صعوبة في التأقلم هذه السنة، فقد فضلنا القدوم باكرا قبل بداية الحجر  ، من أجل الاسترخاء".
و  بواد الصغير التي توجد به مساحة واسعة لركن مركبات الزوار لم نجد و لا سيارة واحدة، في مكان رحب للتنزه، كانت تملؤه الطيور بدل السياح، كما لو أنها تعلن عن استرجاعها لمملكتها.و نحن نسير على مقربة من شاطئ أفتيس، وجدنا مجموعة من الشباب كانوا جالسين في أحد المواقع، محترمين مسافة التباعد،   أخبرنا الشاب وليد، بأنه قرر رفقة أصدقائه القدوم من أجل الاستجمام و قضاء دقائق قبل بداية الحجر الجزئي و أذان المغرب، مع احترام مسافة التباعد ، مضيفا بأن الكورنيش يعرف هدوء نادرا ، مشيرا إلى أنهم في السنوات الفارطة، كانوا يجدون صعوبة كبيرة في الظفر بمكان لركن السيارة. منذ أيام  كانت   منطقتا أفتيس و تازة، تشهدان  حركة كثيفة للمواطنين   الذي خرجوا لشراء المستلزمات و لكون جل المحلات التجارية بالمنطقتين، تتواجد على محور الطريق الرئيسي، فقد كسر مظهر الحركة صمت الطريق، لكن المواطنين لم يحترموا  شروط التباعد،  وامتدت الطوابير . وبدت المنطقة السياحية الكهوف العجيبة   شبه فارغة، حيث أحصينا ما يقارب خمس سيارات متوقفة بحظيرة الموقع، في مشهد  غير معهود، استرجعت  خلاله الطبيعة هدوءها  ، كما كانت حظيرة سيارات حديقة الحيوانات فارغة، بينما حضرت القردة بشكل قوي في هذه المنطقة وعلى طول الساحل والأماكن المعتادة للتنزه، ربما بحثا عن بشر تعودت على الاحتكاك بهم ومشاكساتهم لها، لكنها كانت تتحرك بحرية أكبر وكأنها تحتفي باستعادة فضائها.                                  كـ.طويل