باشرت المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية «أوني» بسيدي بلعباس، توجها جديدا بداية من العام الجاري لاستعادة الريادة وطنيا واقتحام الأسواق الخارجية،...
* كبار معطوبي حرب التحرير: الجزائر ستظل صامدة ضد كل محاولة مساس بكرامتها وتاريخها أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس، أن الاستقلال هو حصيلة تضحيات جسام...
أكد وزير التجارة الداخلية، الطيب زيتوني، أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة من الإصلاحات البنيوية العميقة، معتبرا أن السجل العمومي للمستفيدين الحقيقيين من...
أكدت مجلة الجيش في عددها لشهر يوليو أن الجزائر الجديدة المنتصرة تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو غد مشرق ومستقبل زاهر يتطلب استكمال أشواطه تضافر جهود جميع...
حذّر أساتذة ومختصون في علم النفس، الأولياء من سوء معاملة الأبناء المتحصلين على نتائج غير مرضية في الفصل الأول، ودعوا للابتعاد عن أسلوب العتاب والعقاب والمقارنة، وانتهاج أساليب مجدية في التوجيه من شأنها أن تحفز التلميذ وتعزز ثقته بنفسه، مع مرافقة صحيحة لتدارك الأخطاء وتحصيل نتائج أفضل في الفصلين المقبلين.
وأشار المتدخلون في حديثهم للنصر، إلى بعض الحالات التي أصبحت تعاني من رهاب الدراسة، بفعل رد فعل الأسرة على النتائج الدراسية، التي تحولت إلى هاجس يؤرق متمدرسين، ويوصل بعضهم إلى حد الدخول في دائرة الاكتئاب والعزلة.
مع انقضاء الفصل الدراسي الأول والكشف عن النتائج، يتعامل أولياء بقسوة سلبية كبيرة مع التلاميذ الذين لم يحققوا نتائج مرضية، فمنهم من يلجأ للضرب والتوبيخ اللفظي، كوسيلة يعتقد أنها مجدية لأخذ العبرة ومضاعفة الجهد في الفصل القادم، وهناك من يعتمد أسلوب العتاب والمقارنة والحرمان من الاستمتاع بالعطلة، وكلها أساليب تؤدي إلى عواقب يصفها مختصون بالوخيمة وبالعكسية، إذ تتسبب في تدهور الحالة النفسية وتؤدي للإحباط والكسل، ما سيعقد الوضع ويؤدي لتراجع مستوى التلميذ أكثر.
تشكل نتائج الثلاثي الأول، موضوع الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الأولياء، إذ قالت سيدة في منشور على مجموعة تربوية، إنها تشعر بالغضب بسبب معدل ابنها دون المتوسط، وذلك رغم المجهودات الجبارة التي بذلتها معه منذ بداية الفصل وحصص الدعم التي تابعها، لتصدم بنقاط كارثية على حد وصفها، فلم تتمالك نفسها وقامت بصفعه وتوبيخه أمام أساتذته منهارة بعدها بالبكاء لشعورها بخيبة أمل كبيرة.
فيما عبر ولي تلميذ في السنة أولى ثانوي، عن استيائه من تراجع نتائج ابنه الذي كان مجتهدا في الطور المتوسط، محملا إياه مسؤولية التهاون وعدم المراجعة بشكل كاف، ومشيرا إلى أنه لاحظ تراجع تركيزه وعدم اهتمامه بالدراسة بعد التحاقه بالثانوية، لكنه لم يكن يعتقد أن يصل الأمر إلى حد بلوغ معدل 9 من عشرين، قائلا بأنه من حدة التوتر والاستياء انهال عليه بالضرب، ومنعه من الخروج من البيت ومن استعمال الهاتف النقال، الذي يرجح أن يكون سبب تراجعه.
مؤسسات تربوية تحث
على التعامل بحكمة والابتعاد عن العنف
وجاءت التعليقات على هذا النوع من المنشورات متباينة، فهناك من الأولياء من أبدوا امتعاضهم وتذمرهم، وعبرت أمهات عن ندمهن لتصرفهن بشكل مبالغ فيه مع الأطفال، وهناك من اعتبرن الأمر إساءة و ترهيبا للصغار.
تعليقات أخرى، اعتبرت أنه من الضروري معاقبة التلميذ ليتعلم من أخطائه، مقابل ذلك فضل بعض المستخدمين أسلوب التوجيه محذرين من العنف وانعكاساته السلبية على نفسية الطفل وعلاقته بالدراسة.
وقد لفتتنا منشورات عبر صفحات خاصة بمؤسسات تربوية تدعو إلى ضرورة التعامل بحكمة مع الأبناء، وانتهاج أسلوب سلس ومحفز، لشحذ الهمة وتعزيز الثقة بالنفس، مع الإشارة إلى بعض الحالات المسجلة لتلاميذ وقعوا في دائرة الفشل الدراسي والانهيار النفسي بسبب أخطاء أوليائهم، وهو ما جاء في صفحة متوسطة «جبل الونشريس» ببرج البحري، التي وجهت نداء للأولياء جاء فيه ما يلي « نداء إلى كل الأولياء لا تضغطوا على أولادكم، كفانا تعنيفا لا تحمل ابنك مالا طاقة له به، ساعدوهم قفوا بجانبهم اعملوا على تحسين مستواهم بالكلمة الطيبة، كفانا رعبا حتى لا نفقد عزيزا آخر مثل التلميذ لؤي»، وهو نداء جاء بعدما انتحر تلميذ خوفا من ردة فعل والديه على نتائجه، إذ أعلنت المؤسسة عبر صفحتها الخبر مؤكدة « للأسف تلقت أسرة التربية خبر وفاة التلميذ لؤي الذي وضع حدا لحياته بسبب ضعف نتائجه في الفصل الأول»، كما لاحظنا حالات كثيرة للهروب نتيجة الخوف من ردة فعل الأولياء.
أستاذ مادة الفيزياء
عبد الواحد زغودي
التأطير السلس سبيل النجاح
دعا الأستاذ عبد الواحد زغودي أستاذ مادة الفيزياء، الأولياء إلى عدم تحميل الأبناء مسؤولية تحقيق نتائج غير مرضية، والحرص على المرافقة الجيدة والمعاملة السلسة لتحقيق النتائج المرجوة، من خلال التوجيه والتأطير الجيد الذي يناسب مستوى وشخصية كل طفل، مع الحرص على بذل جهد أكثر في البيت طوال السنة والابتعاد عن كل ما يسبب التشتت الذهني والشلل الفكري كاستعمال الهاتف.
وقال محدثنا، بأن هناك أولياء يقعون في أخطاء لا يدركون عواقبها إلا بعد فوات الأوان، ويركزون على أمور جانبية لا معنى لها ويجهلون لب الأمر، ويلجؤون إلى أساليب عنيفة يعتقدون أنها مجدية، غير أنها تعقد الوضع أكثر في حقيقة الأمر، كاستعمال أسلوب العتاب والعقاب والإجبار على الحفظ والمراجعة بالتخويف والتهديد، وتكثيف دروس الدعم ظنا منهم أنها وسيلة مساعدة.
موضحا، أن هذه الدروس تعوّد الطفل على الحصول على كل شي جاهزا، دون بذل جهد في حل المسائل والتفكير في كيفية حل إشكالية ما، بحيث يبرمج على ما يقدم له جاهزا ليعيد تقديمه في ورقة الامتحان، ما يضاعف صعوبة التعامل مع ما هو مختلف.
ويعد الهاتف النقال أداة أخرى يجهل الأولياء تأثيرها السلبي على أبنائهم، فقد أوضح أنه لاحظ إدمان بعض التلاميذ في الطور الثانوي على استعماله، ما أثر سلبا على نتائجهم الفصلية، ويعده ذلك سببا رئيسيا في تغذية الكسل لديهم وإصابتهم بشلل فكري والدخول في دوامة خمول، تجعل التلميذ غير قادر على بذل أي جهد.
وقال، إنها عوامل تستدعي تعامل الأولياء بفطنة وذكاء، فعوض توجيه اللوم وممارسة العقاب والضرب، يجب البحث عن مكامن الإخفاق والأسباب المؤدية للتراجع، و إيجاد حلول مناسبة أكثر خلال التحضير للفصليين المتبقيين، مع ضرورة تأطير التلميذ منذ بداية الفصل، والمتابعة المنزلية والمدرسية، من خلال الاستفسار الدائم لمعرفة ما يواجهه من صعوبات تعليمية، والعمل على معالجتها، والابتعاد عن أساليب الضغط خاصة في فترة الامتحانات وعن تكثيف دروس الدعم، مع العمل على تعزيز الثقة بالنفس وتوفير جو دراسة مريح بعيدا عن استعمال الهاتف خاصة في فترة الامتحانات، وانتهاج أسلوب التحفيز في المتابعة.
فطيمة بوصنوبرة أخصائية نفسانية بوحدة الكشف
و المتابعة المدرسية
الترهيب والضرب يؤديان للنفور المدرسي
تقول الأخصائية النفسانية بوحدة الكشف والمتابعة المدرسية الجامعية بولاية سطيف، فطيمة بوصنوبرة في حديثها للنصر، إن هناك أولياء لا يجيدون التعامل مع نتائج أبنائهم في الفصل الأول، إذ يعبرون عن استيائهم بالضرب والتوبيخ، وعادة ما ينتهجون أساليب الترهيب والتهديد قبيل الكشف عن النتائج، ما يدخل التلميذ في دوامة من الخوف والترقب، خشية العقاب الذي ينتظره.
ونبهت النفسانية، من الآثار النفسية الوخيمة التي تهدد صحة ومستقبل التلاميذ جراء المبالغة في الاهتمام بالنتائج الدراسية، واتباع أساليب خاطئة في تقييم المعدلات، وفي تأطير الأبناء على مدار السنة الدراسية.
وهناك حسبها، فئة تجيد فعلا متابعة الأبناء منذ بداية الفصل الدراسي، وتعتمد أسلوبا سلسا ومدروسا في التوجيه والمرافقة، ويتضح ذلك من خلال الحالة النفسية للطفل والنتائج المتحصل عليها، فيما لا تعير فئة أخرى أي اهتمام طوال الفصل، وتركز الضغط خلال فترة الفروض والامتحانات، مع اعتماد أسلوب التخويف والتهديد، وهي طريقة خاطئة تلحق أضرارا نفسية بالطفل وتشتت ذهنه وتركيزه، وفقده الثقة في نفسه وفي معلوماته، كما تؤثر على تعامله مع ورقة الامتحان.
وقالت محدثتنا، إنه وقبل إلقاء اللوم على الأبناء، يجب توجيه أصبع الاتهام للولي أولا، ليعيد النظر في سلوكه تجاه ابنه المتمدرس، مردفة أنها وقفت على حالات لتلاميذ يعانون من رهاب النتائج الناجم عن ضغط وسوء معاملة الأولياء، وقد وصل الأمر ببعضهم للإصابة بالإحباط وحتى الاكتئاب.
وحسب الأخصائية النفسانية التربوية، فإنه من بين الأسباب الرئيسية لبلوغ الطفل حالات معقدة، سوء التأطير والتهميش طوال الفصل، والمعاملة القاسية خلال الفروض والامتحانات، والمطالبة بضرورة الحفظ الجيد وتحصيل نتائج تفوق المستوى الفكري، واللجوء لتكثيف دروس الدعم والمراجعة، ما يدخل التلميذ في سباق مع الوقت ورحلة بين المدرسة وحصص الدعم، ويصيبه بحشو بيداغوجي ويفقده القدرة على التركيز، وبالتالي استحالة تحقيق نتائج حسنة، حتى وإن كانت قدراته الذهنية تسمح بذلك.
العطلة فترة تدارك وليست للعقاب
والمؤسف حسب بوصنوبرة، هو وقوع أولياء في فخ المقارنة كنوع من التحفيز، والحقيقة أن عواقب ذلك وخيمة تؤدي لفقدان الثقة بالنفس، ويتضح الأمر من خلال التردد في وضع الإجابة، وتغيير الإجابات الصحيحة بأخرى خاطئة في آخر لحظة.
مشيرة، إلى حالات كثيرة لتلاميذ بلغوا مرحلة الاكتئاب نتيجة المقارنة والضرب، والتلفظ بكلمات غير لائقة تتسبب في العزلة وكره الدراسة.
وتشدد الأخصائية، على ضرورة التريث في التوجيه والتأطير ومعاملة كل حالة حسب خصوصيتها، والمعاملة بلين وبأسلوب إيجابي يعتمد على التشجيع على بذل جهد إضافي لتحقيق نتائج أفضل، وتعزيز الثقة بالنفس واعتماد مصطلحات إيجابية محفزة لتنمية الرغبة في الدراسة وتحصيل معدل أعلى، مع تعزيز العلاقة الثلاثية، بين الطفل والأب وألام، لأنها ضرورية لنجاح الطفل دراسيا، من خلال تشارك الأب والأم في العملية التعليمية لتكوين طفل طبيعيا ومتوازنا.
ودعت، لتجنب أساليب التخويف والتهديد خلال العطلة، لأن الحرمان من اللعب سيترك آثارا نفسية وخيمة، منها كره الدراسة مشيرة، إلى أن فترة العطلة مهمة لتدارك الأخطاء دون المحاسبة وتبادل اللوم، بل يجب أن تستغل لغرس أفكار إيجابية والتحضير المناسب للفصل الثاني، بانتهاج أسلوب فعال لبلوغ النتيجة المرجوة،مع الحديث بطريقة ودية، وضبط برنامج دراسي يتناسب وقدرات الطفل الفكرية، وتدارك نقاط الفشل واستغلال نقاط القوة والاستثمار فيها، و تنمية خيال التلميذ بالحث على المطالعة.
أسماء بوقرن