جمع بين ثنائية الفكاهة والتربية: رحيل الفنان حمزة فيغولي

توفي أمس، الفنان حمزة فيغولي عن عمر ناهز 86 سنة، وكان قد قضى آخر أيامه في مستشفى البليدة، بعد تدهور حالته الصحية.  وقد أشاد رئيس الجمهورية في رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد بموهبة الفنان الذي ترك أثرا جميلا لعقود من الزمن بين الجزائريين.

اشتهر الراحل وهو من مواليد 11 سبتمبر 1938 بتيارت، بشخصية « ما مسعودة» التي صنعت البهجة سنوات الثمانينيات و التسعينيات، وقد كان من بين أبرز نجوم الكوميديا في تلك الحقبة، وقدم ثنائية تربوية فكاهية مهمة وناجحة جدا رفقة الراحل رؤوف إيقاش المعروف باسم « حديدوان».
ومن أشهر الأدوار التي قدمها كذلك، وحفرت عميقا في ذاكرة الجزائريين، شخصية «قويدر الزدام»، وهو دور فكاهي أداه إلى جانب كوكبة من النجوم، في فيلم «الطاكسي المخفي» للمخرج بن عمر بختي، سنة1989.
وشارك الفقيد أيضا، في عدة أعمال سينمائية أخرى، مثل «شرف القبيلة» لمحمود زموري سنة 1993، و» موريتوري» لعكاشة تويتة، في 2007 وغيرها. أما على الصعيد التلفزيوني، فقد ظهر في مسلسلات مختلفة بين الدراما و الكوميديا، منها مسلسل «كيد الزمن»، و «دار الجيران»، وسلسلة «بوضو» و»قهوة ميمون».
وقدم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تعازيه الخالصة، لعائلة الفنان الجزائري القدير، حمزة فيغولي، وجاء في رسالة التعزية: « بقلوب راضية بقضاء الله، تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. نبأ رحيل الفنان حمزة فيغولي إلى دار البقاء، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح الجنان”.
وأضافت رسالة التعزية: «وبهذا المصاب يعزي رئيس الجمهورية، أسرة المرحوم بخالص التعازي وصادق المواساة. والعائلة الفنية والثقافية قاطبة، برحيل أحد شخصياتها البارزة. التي تركت في الجزائريين أثرًا جميلاً لعقود من الزمن. بموهبته المُخلّدة في أعمال فنية راسخة في الأذهان. صنعت بهجة الجماهير في مختلف الأوقات لا سيما الصعبة منها. ليتميز المرحوم بمكانته الكبيرة بين أهل الفن والجزائريين أجمعين».
وختم الرئيس عبد المجيد تبون نص رسالته بالقول: «ندعو الله العلي القدير في هذه الأيام الأخيرة لشهر رمضان الفضيل. بأن يشمله بالمغفرة وينزل عليه الرحمات ويلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جهته، عزى وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، في وفاة الفنان. وجاء في رسالة التعزية: «ببالغ الحزن والتأثر، تلقّى وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو، اليوم الجمعة، نبأ وفاة الفنان القدير حمزة فيغولي بعد صراع مع المرض»
وأضافت الرسالة: «وبذلك، تفقد الجزائر فنانا من طراز رفيع لأن حمزة فيغولي ليس مجرد فنان. بل هو روح فنية رسمت الضحكة ونقل الحكايات ببراعة. كان تأثيره يتجاوز الفن إلى التربية والوطنية، مما يجعله لا ينسى في سماء الفن الجزائري ويظل خالدا في قلوبنا».
وصنع خبر رحيل الفنان، تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت الفنانة عيدة عبابسة، فيديو لها معه على فيسبوك وكتبت « الله يرحمك يا ريحة الغاليين، هكذا كان لقائي الأخير مع المرحوم في تيارت، وكانت قد أخذتني إلى بيته الفنانة القديرة حورية رمضان... كنت وستبقى حبيب الجمهور ربي يسكنك فسيح جنته يا حمزة فيغولي أو ما مسعودة حبيب الشعب».
ونعاه الشاعر سليمان جوادي في منشور على نفس المنصة قائلا :» انتقل إلى بارئه الفنان حمزة فيغولي الذي اشتهر باسم ما مسعودة، فاللهم اغفر له وارحمه أسكنه فسيح جناتك، وألهم ذويه الصبر والسلوان».
كما نعى رحيله إعلاميون من أمثال حفيظ دراجي، الذي كتب على إنستغرام « في هذا اليوم المبارك، وفي هذا الشهر الفضيل، رحل عن عالمنا الفنان الجزائري الخلوق و المحترم حمزة فيغولي المعروف بماما مسعودة، عن عمر ناهز 86 سنة،وذلك بعد معاناة مع المرض، ليترك مسيرة حافلة بالعطاء في عالم التمثيل، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان».
هـ /ط